الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

الأعراف المجتمعية والعمليات السياسية: نحو مشاركة مدنية وسياسية أكثر شمولاً

مشاركة

تحولات وتغيرات وأعراف مجتمعية عديدة تواجه الشباب الأردني اليوم؛ أفضت إلى التأثير على مشاركتهم السياسية والمدنية في الشأن العام.

في هذا الإطار، ولفهم أكبر لكيفية تأثير تلك الأعراف على وصول الشابات والشباب إلى المشاركة السياسية والمدنية الفعالة، عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، في إطار المرحلة الثانية لسلسلة مختبر سياسات المشاركة الشبابية لعام 2023، جلسة سياسات بعنوان: “الأعراف المجتمعية والعمليات السياسية: نحو مشاركة مدنية وسياسية أكثر شمولاً”، الأحد 24 سبتمبر.

ويأتي مختبر سياسات المشاركة الشبابية الذي تنفذه النهضة العربية (أرض)، بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ضمن مشروع جيل جديد؛ لتعزيز مفاهيم المشاركة المدنية والسياسية لدى طلبة كليات العلوم السياسية والحقوق في الجامعة الأردنية، وإكسابهم خبرة عملية تساعد في توسيع آفاق أعمالهم بالمستقبل.

وناقش د. إبراهيم العدرة من قسم العمل الاجتماعي بكلية الآداب في الجامعة الأردنية، مع الشباب الأعراف الاجتماعية لأي مجتمع من: القيم، المبادئ، التصرفات، السلوكيات، العادات، المنهجيات، والأفكار، مؤكداً في هذا السياق أن كثير من الأفراد تواجه لهذا الوقت إشكالية تعريف المفاهيم والربط بينهم، وبالتالي، نجد تأثيراً واضحاً على مشاركتهم في الحياة السياسية والمدنية بشكل شمولي وفعال.

وبحسبه؛ فإن الأعراف هي مجموعة العادات والتقاليد التي تتوسط الفعل والقيم، واعتاد المجتمع وجودها، أو سلوك متكرر بات عادة وتقليد، ومعتقدات مجتمعية غير مكتوبة. أما القيم فيمكن اعتبارها على أنها معتقدات أو ثوابت راسخة بين الأفراد متوافق عليها عالميا.

وبين هذه الأعراف وتأثيرها على المجتمعات، وكيف ينظر إليها الأفراد ويتفاعلون معها، جرى استمزاج آراء الشباب المشاركين في المختبر من خلال تقسيمهم إلى ثلاثة مجموعات عمل ناقشت العلاقة بين الأعراف السائدة والمشاركة، وكذلك، النظرة الإقصائية تجاه الشباب الرجال والنساء من خلال عدم التركيز على أدوارهما أو التقليل من إنجازاتهما.

كما تم التركيز على نظرة المجتمع لدور النائب (نظرة خدماتية) كعرف سياسي سلبي، والذي يفترض به أنه دور تشريعي، والواسطة والمحسوبية (عدم تكافؤ الفرص)، فضلاً عن تأثير الأسر الممتدة على الأفراد، ناهيك عن الفساد المالي والإداري الذي يؤثر ويساهم بعزوف الأفراد عن المشاركة في عمليات التغيير والإصلاح، وفقاً للشباب.

واعتبروا أن أعرافنا تميز بين الرجال والنساء من خلال تأطير المرأة في مناصب معينة تحد من تطورها، إضافة إلى مشكلة تحديد مشاركة النساء في الانتخابات من خلال نظام الكوتا وليس عبر المنافسة. بينما برزت أيضاً تخوفات الشباب من العمل السياسي، وعدم توفير الأحزاب برنامجاً حقيقياً يلبي طموحاتهم وآمالهم.

فيما دارت بعد استعراض هذه الإشكالات والتخوفات، نقاشات أخرى بين الشباب والمحامية والنائب، دينا البشير التي استضافتها النهضة العربية (أرض) لنقل تجربة عملها في مجلس النواب والحياة العامة، رغم الصعوبات التي مرت بها، حيث رأت أن “الأحزاب ما تزال تشق طريقها وتتجهز لأن يصبح لديها برامج ورؤى سياسية حقيقة”.

ولفتت البشير إلى أن معظم النساء اللواتي يرغبن بالترشح في الانتخابات يتعرضن للعديد من المشكلات: أعباء مالية، تنمر مجتمعي، أعراف مجتمعية سائدة، إشكالات داخل مجلس النواب نفسه (عمل النائب الفردي وعلى أساس خدماتي يضيع فرص زملائه النواب بتعديل التشريعات والتغيير والإصلاح).

 

ودعت البشير، الشباب، بالانخراط في صناعة القرار ووضع البرامج الحزبية، مشيرة إلى أن الهيئة المستقلة للانتخاب تعمل على تقديم توعية هادفة ومميزة لهم حول المشاركة السياسية والترشح. وشددت على ضرورة أن يكون هناك خط فاصل بين حرية الرأي والحرية العامة، مع أهمية توعية المجتمع بخصوص انتهاك حرية الأفراد، خاصة أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت تخرج عن الأداء المهني والنقد البناء.

بالمحصلة؛ فإن الحاجة تقتضي مأسسة العمل الشبابي بشكل أكبر، وتعزيز الثقة بين الأفراد ومؤسسات الدولة لزيادة مشاركة الشباب في الحياة السياسية والمدنية، وأن تكون التشريعات أكثر ملائمة لمستقبل أجيالنا، والحد من الأعراف المجتمعية الخاطئة لتعارضها مع العملية الديمقراطية، وزيادة نسبة المقاعد في الكوتا النسائية لضمان مشاركة المرأة الفاعلة في المجتمع، مع التركيز على دور الأسرة والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني في تحديث المنظومة السياسية وتشجيع الشباب بالمشاركة الحزبية، وفق ما أوصى به الشباب الذين عليهم إدراك حقيقة “أن التغيير ليس سهلاً، لكنه ممكناً”.

تعد هذه الجلسات الدامجة للمقبلين على العمل السياسي لتعريفهم بالخبراء والمؤسسات المتخصصة في هذا المجال، وأيضاً لمساعدتهم بإيصال أصواتهم لرسم السياسات والتواصل الإيجابي الفعال مع صانعي القرار.