تزامناً مع اليوم العالمي للحد من عمل الأطفال الذي صادف يوم الأحد، 12 حزيران/ يونيو 2022، عقدت دائرة المساعدة القانونية في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) جلسات توعية قانونية في كافة فروعها في المحافظات (إربد، المفرق، الزرقاء، عمان، الكرك، ومخيمي الأزرق والزعتري) لزيادة وعي الأهالي والمستفيدين بأهمية مكافحة عمل الأطفال، وحمايتهم من أي استغلال، والقضاء على كافة أشكال التمييز ضدهم، وضمان تعليمهم وحصولهم على الرعاية والتعليم والحماية الاجتماعية.
في السياق ذاته؛ تشارك منظمة النهضة العربية (أرض) كأحد أعضاء اللجنة التنسيقية بأسبوع الحد من عمل الأطفال، الذي يقوده المجلس الوطني لشؤون الأسرة، إلى جانب مؤسسات مدنية وحقوقية وطنية ودولية، والتي تستمر من الفترة 12-16 حزيران/ يونيو، وتشتمل على أنشطة وفعاليات فنية وتوعوية وتفاعلية.
وركزت جلسات التوعية القانونية، التي جاءت ضمن المشاريع المستمرة والمنفذة من قبل منظمة النهضة العربية (أرض)، على ضرورة توفير البيئة السليمة والتنشئة الصحية للطفل، والاستثمار في تعليم الأطفال، وصولاً إلى أهمية إنهاء جميع ممارسات عمل الأطفال المؤذية ومنحهم المستقبل الذي يستحقونه.
وأكد المستفيدون من هذه الجلسات من أردنيين ولاجئين سوريين، على أهمية توفير فرص عمل لائقة للآباء للحد من عمل الأطفال، فضلاً عن توفير برامج وتدريبات لتوعية الأسر بمخاطر وسلبيات عمل الأطفال، داعين وزارة التربية والتعليم بفرض الزامية التعليم للأطفال في المراحل الأساسية للحد من الجهل والأمية.
كما أكدوا على ضرورة رفع الوعي القانوني لدى الأحداث (كل من لم يتم الثامنة عشر من عمره، بحسب المادة الثانية من قانون الأحداث لسنة 2014)، في ظل عدم إدراكهم لخطورة ارتكاب الأفعال، وما يترتب عليها من أبعاد وآثار مختلفة، مع أهمية تزويدهم بالمعلومات والحقائق التي تترتب عليهم في حال وقعوا بمشكلات يعاقب عليها القانون.
وطالبوا بضرورة التفات الجهات المعنية والمختصة بإيجاد حلول جذرية لعمل الأطفال في المخيمات، لافتين إلى أن السبب وراء انتشار عمل الأطفال في المخيمات، وتحديداً مخيم الأزرق، يعود لقلة فرص عمل الآباء هناك.
في حين أبدت إحدى المستفيدات من الجلسات قلقها وأسفها الشديدين، وهي تروي قصة أحد الأشخاص الذي يقوم بتشغيل طفله في عمل متعب دون أي رحمة أو رقابة، حيث يتعرض هذا الطفل للاستغلال والتعب الجسدي والنفسي، بدلاً من أن يكون على مقاعد الدراسة، حيث أكدت بدورها منظمة النهضة (أرض) على متابعة قصة الطفل ومساعدته.
ولفت المستفيدون إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في تأهيل وتوعية المجتمع المحلي بسلبيات وآثار عمل الأطفال، مشددين على حق الطفل بالتعليم والرعاية الصحية، وأن يعيش حياته بكرامة.
وبحسبهم: “نحن ضد عمل الأطفال، وما بدنا نحرم أولادنا من طفولتهم مثل ما انحرمنا من طفولتنا.. ولو ما حضرنا اليوم هذه الجلسات كان ما عرفنا أنه في اهتمام لهيك يوم بخص الطفل اللي ممكن يتعرض لمخاطر كبيرة في الشغل مثل الاستغلال النفسي والجنسي”.
كانت هذه أبرز مخرجات الجلسات، إلى جانب التوصية بضرورة توفير الحماية الاجتماعية للعائلات لتفادي تشغيل أطفالهم، مع أهمية التوعية القانونية والصحية والتعليمية بمخاطر عمل الأطفال، والتفتيش المستمر من قبل الجهات المعنية على المنشآت التي تشغل الأطفال، وكذلك ضرورة تفعيل قانون الطفل من خلال مراحله الدستورية، ومكافحة التسول بأنواعه من خلال تشديد العقوبات على أهالي هؤلاء الأطفال، كما جاء في التعديلات الأخيرة لقانون العقوبات الأردني.
