الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

النهضة العربية (أرض) والشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية تنظمان الندوة العلمية الافتراضية الدولية “التحولات في العالم العربي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 الآثار والمآلات”

مشاركة

ولّدَتْ أحداثُ 11 من سبتمبر 2001 رجّةً عميقةً في العالمِ امتدَّتْ مِنْ أمريكا لتصلَ إلى المنظوماتِ الغربيةِ والعربيةِ كلِّها، وأسّسَتْ لمفاهيمِ الإرهابِ الدوليِّ الذي أُريدَ لهُ أنْ يرتبطَ بالعربِ والمسلمينَ تحديدًا، ضمنَ سيناريو مُعدٍّ مُسبَقًا بشكلٍ محترف.

أنتجت تلكَ الأحداثُ تحوُّلاتٍ ليسَ فقطْ في العالمِ الغربيِّ لكنْ أيضًا في العالمِ العربيِّ، ففي العالمِ الغربيِّ استطاعَ الإعلامُ المبرمجُ إنتاجَ أطروحات معاديةٍ للمسلمينَ، ما ضاعفَ حجمَ بروزِ ما يُسمّى الإسلاموفوبيا في الفضاءِ الغربيِّ كلِّهِ، كما مهّدَ الأرضيةَ اللازمةَ -في مجالِ العلاقاتِ الدوليةِ- لإنتاجِ تحالفاتٍ لمحاربةِ ظاهرةٍ هلاميةٍ وهميةٍ تقعُ تحديدًا في المشرقِ تُسمّى الإرهاب.

الذهابُ إلى المشرقِ -بمبرِّراتِ الشعورِ بالإهانةِ مِنَ الأمريكيينَ لدخولِ طائراتٍ “مؤسلمةٍ” توقِعُ عددًا مِنَ الضحايا الأبرياءِ-كانَ أفضلَ سيناريو يمكِّنُ مِنْ تجاوزِ كلِّ متطلِّباتِ القيامِ بحربٍ بعيدةٍ مِنَ الترابِ الأمريكيِّ وبتحالفٍ عالميٍّ متأثِّرًا بهذا الهجومِ البربريِّ -وَفْقَ الأيديولوجياتِ الغربيةِ اليمينيةِ المتطرِّفةِ- على الحضارةِ الغربيةِ ككلّ. وتصاعدَ توظيفُ الخطابِ المؤدلجِ مِنَ الأمريكيينَ ليصلَ إلى قمّةِ الشحنِ العاطفيِّ ضدَّ العربِ والمسلمين. 

في العالمِ العربيِّ تلقَّتْ مجتمعاتُها صدمةَ أحداثِ 11 سبتمبر بنوعٍ مِنَ الخوفِ والارتباكِ، ولمْ يكنِ الخطابُ العربيُّ موحَّدًا لمواجهةِ الحملةِ عليْها، والتي بدأتْها أمريكا بغزوِ أفغانستانَ والعراقِ -البلدِ العربيِّ الذي أنهكَتْهُ منذُ سنواتِ الحربِ الطويلةِ معَ إيرانَ والحصارِ المفروضِ عليْهِ- كما لمْ تؤسَّسْ استراتيجيةٌ عربيةٌ تستوعبُ خطابَ الكراهيةِ ضدَّها، الذي تصاعدَ في الغربِ والموجَّهَ نحوَ كلِّ ما يرمزُ إلى العربِ وإلى المسلمينَ، بلْ تميّزَتْ ردودُ الفعلِ -عمومًا- بالعاطفيةِ واللحظية.

لقدْ كانَ لأحداثِ 11 سبتمبر تأثيرٌ واضحٌ ومباشرٌ على الاقتصادياتِ العربيةِ، إذْ تدلُّ الأرقامُ على أنَّ تلكَ الاقتصادياتِ سجّلَتِ انخفاضًا في النموِّ ببعضِ الدولِ العربيةِ: ففي المملكةِ العربيةِ السعوديةِ انخفضَتْ تلكَ النسبةُ مِنْ 4.5% سنةَ 2000 إلى 1.5% عامَ 2002، الكويتِ مِنْ 4% سنة 2000 إلى 1.5% سنة 2002، الإماراتِ مِنْ 6.5% سنة 2000 إلى 2.5% سنة 2002، مصرَ مِنْ 5.5% سنة 2000 إلى 0.3% سنةَ 2002.

وبغضِّ النظرِ عَنِ الجانبِ الاقتصاديِّ، فإنَّ التأثيرَ الأكبرَ كانَ في تحويلِ الأطروحات مِنْ حوارِ الحضاراتِ والثقافاتِ إلى زيادةِ صعودِ أطروحات الصراعِ الحضاريِّ، والذي خدمَ الأفكارَ المتطرِّفةَ في الغربِ وفسحَ المجالَ لها لأخذِ الشرعيةِ السياسيةِ اللازمة.

إنَّ صدمةَ أحداثِ 11 سبتمبر غيّرَتْ وجهَ العالمِ، لكنَّها غيّرَتْ أساسًا العلاقةَ بينَ الغربِ والعالمِ العربيِّ، إذْ ظهرَ وكأنَ منظومةً كاملةً أنتجَتْ خطابًا إقصائيًّا نحوَ الآخرِ العربيِّ والمسلمِ الذي عملَتْ عليْهِ السياسةُ الغربيةُ وحضّرَتْ لَهُ الأرضيةَ مِنْ خلالِ إنتاجِ خطابٍ إعلامويٍّ كاملٍ مملوءٍ بالكراهيةِ والعنفِ والإقصاءِ والنفيِ لكلِّ وجودٍ لهذا العربيّ.

وللأسفِ فإنَّهُ في مقابلِ هذا التحكُّمِ الهوليوديِّ المتميِّزِ في إنتاجِ سيناريوهاتِ الاعتداءِ على الحضارةِ الغربيةِ، فإنَّ العربَ لمْ يتمكّنوا مِنْ إنتاجِ منظومةٍ رصينةٍ إعلاميًّا تناكفُ بِها هذهِ الموجةَ الخطيرةَ مِنَ الادّعاءاتِ غيرِ المبنيةِ على أدلّةٍ واضحةٍ، كما لمْ تتمكّنْ مِنْ توحيدِ الخطابِ على مستوى الدولِ العربيةِ كلِّها لتتحرّكَ ككتلةٍ متناسقةٍ ومنسجمة.

لقدْ شكلت تلكَ الأحداثُ عقدةً لدى العربيِّ -الذي لمْ يكنْ مسؤولًا عنها- إذْ أصبحَ في موقعِ الدفاعِ الخافتِ وغيرِ الفاعلِ عنْ نفسِهِ باعتبارِهِ مظلومًا، غيرَ أنَّ موجةَ الاتّهاماتِ التي أُعِدَّ لَها جيِّدًا في الغربِ، لمْ تكنْ لتنتهيَ إلّا بعدَ أنْ حقّقَتْ أهدافَها في احتلالِ دولٍ عربيةٍ والاستفادةِ مِنْ ثرَواتِها وخيراتِها، وبعدَ أنْ أُبيدَ الملايينُ مِنَ العربِ والمسلمين.

ضمنَ هذهِ السِّياقاتِ تُطرَحُ أسئلةٌ عاجلةٌ تجدُ شرعيةَ إثارتِها راهنًا:

1- ماذا ولّدَتْ أحداثُ 11 سبتمبر مِنْ تحوُّلاتٍ داخلَ العالمِ العربيّ؟

2- كيفَ أنتجَتْ تلكَ الأحداثُ الصورةَ النمطيةَ عنِ العربيِّ – المسلمِ الإرهابيّ؟

3- كيفَ أسهمَتْ تلكَ الأحداثُ في إعادةِ التموقعِ الجيو استراتيجيِّ الغربيِّ في العالمِ العربيّ؟

4- كيفَ كانَ الأداءُ العربيُّ في الإعلامِ والسياسةِ لمواجهةِ خطابِ الكراهيةِ الناتجِ مِنْ أحداثِ 11 سبتمبر؟

5- هلْ كانَ بإمكانِ العالمِ العربيِّ أنْ يواجهَ حملةَ الإقصاءِ والعنفِ ضدَّهُ بطريقةٍ أكثرَ فعالية؟

هذهِ الأسئلةُ وغيرُها ستطرحُها ندوتُنا العلميةُ الدوليةُ الافتراضيةُ، والتي تنظَّمُ بالشراكةِ بينَ الشبكةِ الدوليةِ لدراسةِ المجتمعاتِ العربيةِ ومنظمةِ النهضةِ العربيةِ للديمقراطيةِ والتنمية (أرض)، التي يتحدث فيها كل من:

أ.د. عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية، الإمارات

أ.د. البدر الشاطري، أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، الإمارات

أ.د. حسن حنفي حسنين، مفكر وفيلسوف، مصر

أ.د. حسن مظفر الرزو، مدير مركز الموصل للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، العراق

ويدير الحوار الإعلامي فادي شهوان