الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

بالشراكة مع مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية منظمة النهضة (أرض) تعقد ندوة بعنوان “مفتاح التغيير: التعلم من مبادرات المرأة في العالم العربي”

مشاركة

في إطار لقاءات مركز النهضة الفكري الدورية مع الخبراء والنشطاء وقادة الفكر، وبالشراكة مع مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية عَقَدَت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) ندوة فكرية تحت عنوان “مفتاح التغيير: التعلم من مبادرات المرأة في العالم العربي”بمشاركة الخبيرتين والناشطتين الدوليتين في العمل الاجتماعي؛ الدكتورة دينا خواجا والسيدة منال عمر.

ضمت الندوة والتي أقيمت يوم الثلاثاء 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 في مركز الدراسات الإستراتيجية وحضرها عدد من الناشطات وقياديات منظمات المجتمع المدني وبرامج ومبادرات المرأة في الأردن جلستين، قدمت الجلسة الأولى والتي تحمل عنوان ” الحراك الاجتماعي والتنوع الجندري في النزاعات” المدنية الباحثة في العلوم السياسية ومديرة معهد الأصفري الدكتورة دينا خواجا.

حيث أكدت خواجا على أهمية هذه اللقاءات في تبادل الخبرات وتعزيز التعاون، كما بينت أن الحراك النسوي وتخطي مرحلة الدراسات الجندرية يحدث عندما يتم تجاوز الشأن الشخصي إلى الشأن العام، وتوجيه هذه الصراعات الشخصية نحو التغيير الهيكلي. فيما يتضمن لانتقال من التجارب الشخصية للقمع إلى قضايا حقوق المرأة الشاملة، وفيما يخص منطقتنا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا بد من بناء وإيصال صوت للمنطقة من المنطقة – وباللغة الأم؛ والنأي عن سياسات الهوية المغرضة والتي تختزل النساء فيها إلى “ضحايا مضطهدين” للثقافة العربية أو الإسلامية.

كما أكدت الخواجا على الإنجازات العديدة التي حققها الحراك النسوي في المنطقة وأكدت على أهمية تحديد أولويات الحراك الاجتماعي مبينة التحديات التي تمثل عوائق في إنجاح جهوده مثل قلة المساحات العامة لتطوير هذا الحراك، والنظرة العامة للمرأة على أنها ضعيفة وتحتاج إلى التمكين، وحملات المناصرة وحشد التأييد التي لا تواكب السياق العام بالإضافة إلى الاستحواذ على الخطاب العام من قبل أقطاب محددة للحراك النسوي كتيار الدولة أو التيار اليساري دون إفساح المجال لغيرها وصعوبة تحقيق التوازن بين كافة التيارات.

أما فيما يخص الحراك النسوي وتأثر النساء بالنزاعات شددت خواجا على أهمية إيلاء المزيد من الاهتمام للأسرة ومدى تأثرها بالصراعات والهجرات القسرية، كما أشارت إلى عدم وجود آليات حماية مؤسسية كافية للنساء المتأثرات بالنزاع باستثناء المنظمات النسائية ومنظمات حقوق الإنسان مبينة أن النساء هن الأقدر على وصف مدى تأثرهن وأسرهن جراء هذه النزاعات.

 كما أوصت الدكتورة خواجا إجراء المزيد من البحوث والتي تهدف إلى تغيير التصور العام للمرأة ودورها بما في ذلك العمل غير مدفوع الأجر الذي تقوم به. والتركيز على كسر حلقة القواعد والتابوهات التي تعمل على استضعاف المرأة.

هذا وقدمت السيدة منال عمر الناشطة النسوية الدولية والعضو المؤسس لمنظمة عبر الخطوط الحمراء، الجلسة الثانية ” قدرة المرأة في إحداث التغير التحولي”. والتي أوضحت فيها أهمية فهم السياق العام والمحليّة في العمل الاجتماعي وكيف أن المجتمعات لا تتقبل بالضرورة الحقائق العامة إزاء واقعها، وكيف أن النساء هن الأقدر على معرفة حيثيات واقعهن وأسرهن وسياقهن العام والاجتماعي. إلا أن النساء وفقا لمنال عمر لا يتمتعن بالحماية الكافية، بالمقارنة لنظرائهن من الرجال ممن يتمتعون بالقوة الجسدية والعشائرية والاجتماعية، إلا أنه بإمكانهن اكتساب الحماية عبر تأسيس المجتمعات.

كما أكدت عمر على أهمية التجسير بين الأكاديميين والممارسين وصناع القرار لإنجاح الحراك المجتمعي مبينة أن الصور والأفكار الغربية هي الأغلب في الخطاب النسوي مؤكدة على ضرورة المزيد من الدراسات لتعزيز محليّة هذا الخطاب وإبراز الأبحاث التي تؤكد على أهمية الاستثمار في المرأة لإحراز التطور المنشود، والنظر في كيفية سعي المجتمع المدني لتحقيق التغيير المستدام عبر المزيد من التنسيق والتعاون.

كما تبع الجلسات حوار مفتوح ومداخلات عدة للحضور، حيث أشارت مديرة اللجنة الوطنية لشؤون المرأة الدكتورة سلمى النمس أن الناشطات النسويات يواجهن نقد شديد ومتعدد الأصعدة، وأن بعض الأصوات والتي ترتبط بالمؤسسات النخبوية لها مقدرة على الاستحواذ على الخطاب وتحديد مساره، ولا بد للحراك النسوي من تأسيس قاعدة نفوذ والعمل على إنتاج المعرفة.

ومن طرفها طرحت مديرة مركز دراسات المرأة الدكتورة ميسون العتوم عدة تساؤلات حول حال الإرادة السياسية في المنطقة العربية وكيف يمكن للنساء إيصال أصواتهن في ظل احتكار الرجال للخطاب السياسي. ومن جانبها علقت هدى الزعبي من المعهد الدولي لتضامن النساء فيما يتعلق بالحراك اللاعلماني أن المشكلة تكمن في تفسيرات النصوص الدينية وليس الدين، وأنه لا بد من تسليط الضوء على الأمور الإيجابية بجانب نقد السلبيات. وأكدت عيشة العمري ممثلة مركز العدالة أهمية التحليل للتطوير واستعادة دور المجتمع المدني وقدرته لمحاسبة المعنيين، بالإضافة إلى ضرورة شمول كافة النساء ضمن الحراك النسوي والتأكيد على تمثيلهن كافة.

وأكدت الناشطة عروب صبح على أهمية النظر في التداخلات السياسية والاقتصادية وأضافت أن الحراك وحده لا يمثل الحل الذي نسعى إليه، بل لا بد من تكثيف الجهود الأكاديمية ولا بد من تعزيز المجتمع المدني لهذه القيم عوضا عن العمل كمشروعات تجارية.

كما أشارت الباحثة الأكاديمية الدكتورة وفاء الخضرة على أهمية الحوار وتعزيزه فلا بد من تعريف مركزية الحراك النسوي وأطيافه الشمولية، والنظر لكيفية توظيف المصطلحات لاستعادة الخطاب النسوي المؤثر. كما أكدت على أهمية مكافحة الخطاب السياسي البطرياركي والتحليل النقدي الذاتي للحراك النسوي لضمان ملكية المعنييات لخطابهن وسردياتهن دون أحكام أو أفكار مسبقة.  

وفي الختام طرحت الندوة عدة توصيات من أهمها اختيار القضايا بعناية وعدم تشتيت الجهود والموارد، وضرورة تجنب إطلاق صبغة أو هوية ما للحراك النسوي كون الحراك النسوي يمثل حراك لنساء من خلفيات وأصول ومنابت وتوجهات مختلفة. والتأكيد على أهمية أصالة الحراك وقضاياه عوضا عن تقبله. كما شددت الندوة أنه وعلى الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط منطقة نزاعات حاليا إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من الموارد والقدرات والطاقات الإنسانية.