ينطوي على ضرورة مساندة وتمكين العاملين في المجال الإنساني والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، وتزويدهم بالمهارات والأدوات الضرورية بشأن مفاهيم الحماية الاجتماعية، دلالات ومؤشرات إيجابية تنعكس أساساً على المجتمعات ونموها.
من هذه الضرورة، ولتعزيز العلاقة بين محلية العمل الإنساني والتنمية، وفهم أكبر لمواضيع الحماية الإجتماعية، ودورها في المساعدة على تخطي الأزمات الإنسانية، عقد مركز النهضة الفكري في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) النسخة الأولى من التدريبات المتخصصة بعنوان: “سد الفجوة بين العمل الإنساني والتنمية: مقدمة للحماية الاجتماعية للجهات الفاعلة الإنسانية”، يومي الإثنين والثلاثاء، 13 – 14 تشرين الثاني / نوفمبر 2023، وضمن برنامج الحماية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.
وشارك في التدريب الذي يأتي بالشراكة مع المجلس الدنماركي للاجئين ضمن جهود منتدى سياسات الضمان الاجتماعي الشامل، جهات فاعلة إنسانياً وعاملة في الأردن، ومنظمات غير حكومية دولية (مثل منظمة العمل ضد الجوع، ووكالة التعاون الفني والتنمية (أكتد)، واتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة)، إضافة إلى منظمات محلية: مثل (مؤسسة نهر الأردن، منظمة المرأة العربية، ومعهد صحة الأسرة).
وركز التدريب على تقاطع القطاعين الإنساني والتنموي، وضرورة سد الفجوة بين هذين النهجين، من خلال التركيز على مبادئ الحماية الاجتماعية كجزء لا يتجزأ من التنمية والسلم المجتمعي، وارتباطه بالتنمية وتحسين المجتمعات، والاستجابة بشكل فعال للأفراد الأقل رعاية.
ويأتي التدريب ضمن عمل وجهود النهضة العربية (أرض) وخبرتها الممتدة في مجال الحماية الاجتماعية والعمل الإنساني منذ العام 2010، ولغاية الآن، عبر تقديمها من خلال مكاتبها المنتشرة في عمّان والمحافظات الأردنية خدمات المساعدة القانونية والإستشارات للاجئين والمواطنين على حد سواء، فضلاً عن تقوية مهارات العاملين في مجال العمل الإنساني وتعزز خبراتهم ومعارفهم بالعديد من المهارات ذات العلاقة بأنظمة الحماية الإجتماعية، الأمر الذي ينعكس على جودة عملهم على أرض الواقع ويساهم في رفع مستوى الخدمة التي تُقدم للمستفيدين، ويزيد من نسبة الوعي لديهم والعاملين في هذا المجال.
وتطرق التدريب لعدة مواضيع منها: “عدم المساواة، الحماية الاجتماعية ودورها في تحقيق التنمية والسلم المجتمعي، التماسك الاجتماعي، مبادئ الحماية الاجتماعية من منظور حقوق الإنسان، سياسات سوق العمل، التأمين الاجتماعي مع إعطاء نظرة عامة لأنظمة الحماية الإجتماعية في الأردن والتحديات التي تواجهها والحلول الممكنة.
فيما تخلل التدريب الذي جمع بين الدروس النظرية والعملية، جلسات حوارية وحلقات نقاشية بين المشاركين العاملين في العديد من المنظمات المحلية والدولية، وتبادل الآراء والخبرات الهادفة لتطوير مجال العمل في ميدان الحماية الإجتماعية على كافة المستويات.
وأكد المشاركون على ضرورة دمج العمل الإنساني بعمليات التنمية بشكل عام، مع العمل بشكلٍ متوازٍ مع جميع الأطراف ذات العلاقة لتقديم المساعدة لمن يحتاجها من خلال تظافر جهود الجهات المعنية من المجتمع المدني والقطاع الحكومي والقطاع الخاص للتأسيس لنظم حماية اجتماعية تكون خطط الضمان الاجتماعي الشاملة إحدى ركائزها الأساسية، ومحاربة الفقر وتوسيع شبكات الأمان وعمل إصلاحات تشريعية تتلاءم مع خطط الاستجابة للأزمات وتحسين النظم الاجتماعية الموجودة حالياً لتواكب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تشهدها المنطقة ودول العالم.
وبينوا أن “مبدأ الحماية الإجتماعية الشاملة” الذي تطبقه العديد من الدول حول العالم يهدف إلى ضمان حصول الأفراد على المساندة والدعم المادي الذي يحتاجون إليه عند تعرضهم للمشاكل سواء الإقتصادية أو المالية، والنظر لجميع الأفراد والفئات بعين الشمولية والمساواة، مؤكدين أن “هذه هي النقطة الأهم عند تطبيق مبدأ الحماية الإجتماعية الشاملة للأفراد والجماعات”.
