الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

شبكة نساء النهضة في المفرق تعاين تجربة المرأة مع اللامركزية والاستجابة لأزمة كورونا

مشاركة

بين ماضٍ يستحق الإشادة، ومستقبل يتطلب العمل الدؤوب، تطل علينا جهود جبارة يشار إليها بالبنان، وإنجازات كثيرة ومباركة، وتحديات تحاول النساء تجاوزها في محافظة كانت الظروف الاستثنائية وموجات اللجوء السوري سبباً إضافياً لإمدادها بالمزيد من التهميش والفقر، هذا حال السيدات اللواتي نذرن حياتهن لخدمة المجتمع المحلي واللاجئين في محافظة المفرق، وبالرغم كل الظروف الصعبة، تسمع منهن قصصاً تثبت أن الإبداع يولد من رحم العدم، وأن الهمة وحدها كفيلة ببلوغ صاحبها أعلى القمم.

ذلك أول انطباع دونّاه عند لقاءنا نساء المفرق، في أول ندوة حوارية تجري خارج حدود العاصمة ضمن سلسلة لقاء الأربعتين التي تنظمها شبكة نساء النهضة.

الندوة التي تمحورت حول تجربة المرأة بالاستفادة من قانون اللامركزية، والاستجابة لأزمة كورونا، كانت تبعث على السعادة في أغلب تفاصيلها، لا سيما عند الحديث عن الجهود التي بُذلت من النساء لمساعدة مجتمعهن واللاجئين السوريين في أزمة كورونا، فضلاً عن إقدام بعضهن على الترشح للانتخابات، سواء النيابية أو البلدية واللامركزية، ومواجهة تحديات كبيرة، فالترشح بحد ذاته كان إنجازاً، لأنه كان قبل ذلك حكراً على الوزراء والنواب السابقين وشيوخ العشائر ، هذا ما قالته حمدة القصيرين، أول سيدة دخلت مجلس بلدية المفرق بالتعيين وترشحت لمجلس النواب سابقاً، وجاء رأي لينا خزاعلة موافقاً لرأي السعيدين، فقد تذكرت فترة ترشحها لانتخابات اللامركزية وكيف كانت “كبش فداء” لتشجيع النساء على الترشح، وكان لتشجيعها النساء أكبر الأثر مما زاد عدد المترشحات .

كانت جمعية الكرام للأسر العفيفة عضو التحالف الوطني الأردني (جوناف) والتي احتضن مبناها الندوة، من أوائل الجمعيات التي استجابت للأزمات الإنسانية وجائحة كورونا في المفرق، وقد عملت الجمعية وفقاً لمديرتها نجاح العويدات على مشاريع  كثيرة في التعليم والخدمة الإنسانية و من ضمنها إطعام طلاب المدارس، وفي جائحة كورونا كانت الجمعية توصل الوجبات للطلبة في بيوتهم، إضافة إلى إطعام اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري، بينما تسعى العويدات من خلال نشاطها ونشاط جمعيتها لإيصال صوت المجتمع المدني لصانع القرار .

معظم المداخلات من رئيسات وأعضاء الجمعيات الخيرية في المفرق أكدن فيها على أن انضمامهن لتحالف

(جوناف) والعمل مع منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) جاء تعزيزاً لمحلية العمل الإنساني، وقد زاد من قوتهن وفتح لهن آفاقاً جديدة، وهذا ما ركزت عليه ممثلة اللجنة الوطنية لشؤون المرأة ديانا حدادين، حيث أشارت إلى أن التشبيك يزيد النساء قوة، فكلما زادت التحالفات زادت الفرص وتعاظمت القوة.

وكانت قصص نجاح السيدات ونجاح جمعياتهن، أو نجاحهن في الوصول إلى المجالس البلدية ومجالس اللامركزية موضع تقدير من اللجنة الوطنية لشؤون المرأة، فحدادين اعتبرت أن هذه القصص تؤكد أن الجهد الفردي قادر على إحداث التغيير.

ولضمان تجربة أفضل للمرأة في اللامركزية، شددت حدادين على أهمية تواصل النساء الدائم مع اللجنة لسماع أصواتهن، ومعرفة المشاكل التي تواجههن باعتبارهن أعضاء في المجالس المحلية، مشيرة إلى أن بعض النساء تعرضن للتنمر لأنهن نجحن عبر “الكوتا” وكان هذا التنمر من النساء والرجال الذين نجحوا بالتنافس، ومن هذا المنطلق، سيكون تركيز اللجنة هذا العام على مناهضة العنف السياسي ضد المرأة، كما ستعمل اللجنة على تدريب النساء على اللامركزية ليصبحن مدربات ويكون بإمكانهن تدريب أخريات.

عمل تحالف جوناف مع المؤسسات والجمعيات نحو إنجاح تجربة اللامركزية وفقاً للمديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية سمر محارب بدأ منذ عام 2016، بعد تأثر المحافظات وعلى رأسها المفرق وإربد من أزمة اللجوء، مما أدى لتهميش الكثير من احتياجاتهم على حساب احتياجات أخرى، فبدأت الاجتماعات معهم لتحديد متطلبات العمل الإنساني، وكان من ضمنها اللامركزية، فلا يجوز أن تكون الأشياء المتعلقة بالعمل الإغاثي مرتبطة ومتصلة بالعاصمة، وبالتالي تُحرم هذه الجمعيات والمؤسسات من المشاركة في صناعة القرار.

وتضيف محارب ” شاءت الظروف أن يتوافق حديثنا عن اللامركزية بالعمل الإغاثي مع الحديث عن قانون اللامركزية، فوجدنا أنفسنا قادرين على الاشتباك مع تشكيلة القانون، فنجحت مجموعة من المنظمات لا يتجاوز عددها العشرة بالاشتراك مع وزارة التنمية السياسية لصياغة القانون، وإدخال لجان المجتمع المحلي ضمن هذا القانون، وبدأنا بتدريب المنظمات على استغلال هذا التشريع والاشتباك مع الجهات المحلية، حتى لا تفقد وجودها، وذلك باستغلال هذه اللجان التي نص عليها القانون.

ومثل أغلب المشاريع التي تبدأ بحماس ودعم وترويج ثم تنتهي بنتائج غير ذات أهمية، كان الانطباع الأولي أن اللامركزية واجهت المصير نفسه، تقول محارب “شعرنا أننا فشلنا بادئ الأمر، لكن حين جاءت جائحة كورونا، نجح تحالف جوناف الذي يضم جمعيات في المفرق من كتابة قصة نجاح، من خلال العلاقات التي بنوها مع السلطات المحلية قبل الجائحة، فحصلوا على تصاريح حركة تمكنوا خلالها من توزيع المواد الغذائية، والدخول للمناطق المغلقة، والاستمرار في تقديم الخدمة لمحتاجيها، مما أثبت أن اللامركزية ليست قوانين وإنما كيف نطبقها عندما يكون لدينا احتياجات، وضربت محارب مثلاً عن نجاح التحالفات و اللامركزية وقت الجائحة، فحين تم إغلاق البنوك تلك الفترة، ولم يكن لدى تحالف جوناف القدرة على تحويل الأموال للجمعيات، برز دور العلاقة مع القطاع الخاص ووزارة الداخلية التي أوعزت للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية بتوزيع المواد الغذائية على المحتاجين في المفرق ثم تقاضت ثمنها من جوناف لاحقاً.

وبعيداً عن تجربة المرأة بالاستفادة من قانون اللامركزية والاستجابة لأزمة كورونا، فإن الندوة كانت بمثابة عصف ذهني لما يجب فعله من أجل تفعيل دور النساء في مجتمعاتهن، وزيادة نجاحهن في تجربتهن مع اللامركزية، مع التأكيد على أن تكون هذه الاجتماعات دورية، فالحراك المجتمعي النشط يؤدي لعمل مؤسسي قوي وذات تأثير، وهذا هو الهدف والمراد