الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

فعاليات مقهى النهضة تناقش رواية غسان كنفاني “رجال في الشمس”

مشاركة

لماذا لم تقرعوا جدران الخزان.. لماذا؟

بهذا السؤال ختم الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني روايته الأولى “رجال في الشمس” التي كانت وصفاً دقيقاً لتأثيرات النكبة عام 1948 على الشعب الفلسطيني من خلال أربعة نماذج من أجيال مختلفة، وهي تقدم الفلسطيني في صيغة اللاجئ، حيث جاء السؤال الختامي للرواية على لسان “أبو الخيزران” السائق المستغل، والذي كان يقود شاحنة فيها 3 فلسطينيين هاربا بهم إلى الكويت بعد أن وضعهم في خزان شاحنة، وفي نقطة التفتيش الحدودية بين الكويت والعراق يموت الرجال الثلاثة في الخزان تحت وهج الشمس الحارقة لأنهم لم يمتلكوا الشجاعة لكي يصرخوا ويقرعوا جدران الخزان.

ولأن كنفاني كان يسبق عصره بما يكتبه، ويستبصر القادم، فإن أصداء السؤال ما زالت تتردد حتى اليوم، علها توقظ أمة لا تقل معاناتها عن معاناة وآلام أولئك الذين بحثوا عن حل لمشكلتهم الفردية بالهروب، وتستنهض همم الشباب لأخذ زمام المبادرة.

تلك الرواية التي كانت باكورة أعمال كنفاني الروائية، وصدرت عام 1963، كانت محور الفعالية الثالثة التي أقامتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، بالشراكة مع مركز مستكة للتنمية والتدريب، ضمن فعاليات مقهى النهضة، وذلك يوم السبت 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، في إطار مشروع “جيل جديد”، الذي يسعى للمساهمة في تدعيم المشاركة المدنية والسياسية للشباب والاستثمار بمستقبلهم عبر عدة أدوات عدة ومن ضمنها الثقافة.

مديرة الجلسة أسماء الخالدي أكدت أنها ما زالت تعتقد أن عنوان الرواية هو “رجال وراء الشمس” وليس “رجال في الشمس” فلا فرق بين العنوانين نظراً لما آلت إليه أحوال أبطال الرواية الثلاثة (أبو قيس وأسعد ومروان)، لافتة إلى أن الرواية أسست للأدب الفلسطيني وكانت أفضل رواية تجسد معاناة الشعب الفلسطيني بعد نكبة عام 1948، وهي تمثل الموقف النقدي لطبيعة الحياة التي عاشها بعد النكبة، حيث أصبح جُل همه الخروج من هذا الحال.

وأضافت أن كنفاني كان منشغلاً عام 1957 بكتابة مجموعة قصصية، لكنه توقف عند قصة تتحدث عن وجود 3 جثث لفلسطنييين قضوا خنقاً في مكب نفايات، الأمر الذي ألهمه لكتابة رواية “رجال في الشمس”.

 وقال المدير التنفيذي لمركز مستكة، المهندس حمزة أبو الهيجاء إن الخزان الذي حُشر فيه أبطال الرواية يمثل السياق الفلسطيني بكل تجلياته، بل أنه يمثل السجن الذي تعاني منه أغلب الدول العربية، ورغم ذلك لا يجرؤ أحدٌ على طرق الخزان، مضيفاً أن شخصيات الرواية الرئيسية اشتركت في المعاناة، والرغبة بالهروب، والهجرة بحثاً عن أحلامهم التي أخذت بالضياع.

وناقش الحضور سياق الرواية، وحبكتها، والرمزية فيها حتى بأسماء أبطالها، فمثلاً يدل اسم خيزران على العجز، ولذلك لم يكن لدى “أبو خيزران” أولاد، أما أبو قيس فقد عاش معيشةً ضنكا ترمز إلى اسم ابنه “قيس” الذي يعني الشدة، بينما يطلق اسم “مروان” على الشخص المعاند والمكابر وهكذا كانت شخصية مروان في الرواية.

 “تسقط الأجساد لا الفكرة”، هي واحدة من أشهر العبارات التي كتبها غسان كنفاني، ولا تتجلى صحتها في أحد أكثر منه، فرغم اغتياله في بيروت عام 1972 إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارته، إلا أن أدبه وأفكاره لم تسقط حتى اليوم، وإلا كيف يجتمع مجموعة من الشابات والشباب في عمان بعد مرور نصف قرن على استشهاده، لمناقشة روايته التي كانت شرارة ظهور أدب المقاومة والأعمال الدرامية والسينمائية التي تشبهها روحاً ونصاً وإيماناً بأن الحُلم الفلسطيني سيتحقق يوماً ما.

يذكر أن مشروع جيل جديد يسعى لتدعيم الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني الشبابية والتحفيز على العمل الشبابي الجماعي بطرق إبداعية تسهم بإيصال أصوات الشباب وتعزز وجودهم ومشاركتهم بالفضاء العام.