الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

كانت هناك.. أسيل الجلاد تروي حكايات الوضع الصحي للنساء في غزة

مشاركة

بعد مرور أكثر من 200 يوم على حرب غزة، ما يزال الوضع الصحي في القطاع يشهد حالة انهيار واسعة، طالت دمار 32 مستشفى، مقابل بقاء مستشفيات تعمل بشكل جزئي، فضلاً عن استهداف الأماكن الإيوائية والعلاجية والمجمعات الطبية، وغيرها من المشكلات الإنسانية، مما أثر على جميع سكان القطاع، وتحديداً النساء.

وهو ما تؤكده الطبيبة الاختصاصية بالنسائية والتوليد، د.أسيل الجلاد، أول متطوعة أردنية وعربية تدخل إلى القطاع لمداواة جراح أهلها، حيث تشير وهي تصف المشهد الصحي خلال تواجدها وقيامها بواجبها الإنساني هناك الفترة الماضية، إلى أن “الوضع الصحي للنساء في القطاع، وخاصة الصحة الإنجابية متدهور بشكل كبير، وهناك نقص كبير في الطبيبات”

وتابعت الجلاد في لقاء الأربعتين التي نظمته شبكة نساء النهضة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، الأربعاء 24 نيسان/ أبريل 2024، بعنوان: “شهادة طبية أردنية عن الأوضاع الإنسانية في غزة”، وأدارته المديرة التنفيذية لمؤسسة درة المنال للتنمية والتدريب وعضو اللجنة التنسيقية لتحالف (جوناف) منال الوزني، إن “جميع الفرق الطبية الدولية المساندة تتجه إلى الجنوب، لصعوبة الوصول إلى شمالي القطاع”

بدورها؛ قالت الوزني إن “مثل هذه اللقاءات التي تعقدها شبكة نساء النهضة تلقي الضوء على سيدات المجتمع المتميزات والشغوفات في أعمالهن، وها هي أسيل التي بدأت حياتها العملية متطوعة، وكانت داعمة ومحفزة لكل من حولها، تسطر أجمل أنواع الصور الإنسانية عندما هبت لعلاج سيدات غزة”.

وحول عمليات الولادة في غزة، أكدت الجلاد على أن “الولادة في القطاع تتم بلا مسكنات ولا أدوات ولا أدوية، حيث أن المستشفى الإماراتي الوحيد في القطاع من يقدم خدمات طبية تخص النساء، ويعمل عن أربعة أضعاف قدرته الاستيعابية”، مبينة أن نقص الكادر الطبي في مراكز الإيواء؛ سببه نزوح هذه الكوادر من مناطق لأخرى، وبالتالي عدم قدرة من تبقوا على ممارسة عملهم.

وعن وضع الحوامل بشكل عام، أشارت الاختصاصية الجلاد إلى إن حالات كثيرة اضطرت للولادة في المنازل ومراكز الإيواء في ظل غياب الأساسيات الضرورية لعملية الولادة، والتي أهمها وأبسطها على الإطلاق النظافة؛ ما يعرض الأم والجنين لمخاطر منها النزيف الشديد وحمى النفاس للأمهات والالتهابات والعدوى بالأمراض الفيروسية والبكتيرية التي زادت معدلات إصابة الأم والطفل بها، ويمكن أن تؤدي لوفاتهم.

وتحدثت الجلاد عن تجربة إحدى الأمهات خلال ولادتها، قائلة: إن “إحداهن قالت بدي أنجب المزيد من الأطفال الذكور حتى نعوض الرجال والشباب الذين ذهبوا في زمن الحرب”، وأضافت: “وفي قصة سيدة أخرى، تروي الجلاد ولادة طفلة داخل خيمة من أحد مراكز الإيواء، لتفقدها بعد أيام بسبب نقص الرعاية الصحية في القطاع”.

وبحسبها؛ فإن من أهم المخاطر التي تتعرض لها الحوامل في القطاع هو الإجهاض، وهنا تشير وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن معدلات الإجهاض زادت بنحو 20%، في حين ارتفعت الولادات المبكرة الخطرة والقيصرية، وذلك مع وجود حوالي 60 ألف امرأة حامل، وبمعدل 180 حالة ولادة يومياً. فيما تعاني نحو 15% من هؤلاء النساء من مضاعفات في الحمل والولادة يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية.

وبشأن هذه التحديات، شددت الجلاد على أن هناك احتمالاً كبيراً لزيادة الولادات ضمن ظروف صحية غير آمنة، مما يشكل انتهاكاً خطيراً للنساء ويعرض حياتهن وحياة مواليدهن للخطر، حيث يعشن أوضاعاً مأساوية خلال فترة الحمل والولادة، ويعانين من صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية ومتابعة الحمل بسبب نقص الخدمات الطبية والأدوية الضرورية، فضلاً عن النقص الشديد في الفوط الصحية التي يحتجنها، والتي لها تأثير سلبي على صحة أجسادهن.

ختاماً؛ أكدت المشاركات في اللقاء، على أن النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة في القطاع هم أكثر الفئات عرضة للخطر، لذلك هم بأمس الحاجة لتدخلات وقائية وعلاجية وغذائية فورية لإنقاذ حياتهم، مطالبات بالسماح لإدخال أكبر قدر ممكن من الدعم الإنساني المنقذ للحياة بما فيه الغذاء والدواء والوقود إلى داخل القطاع، وضرورة توفير الغذاء المناسب والإضافي للنساء الحوامل والمرضعات النازحات، وتوفير الرعاية الصحية قبل وبعد الولادة وتجنب تعريض حياتهن للخطر بسبب غياب الرعاية الطبية.