يظهر التعليم المهني والتقني كحاجة وأولوية آنية في المجتمعات، لكونه رافداً حاسماً لبناء مستقبل واعد للشباب، فضلاً عن أهميته العالية في اكسابهم المهارات والأدوات والتخصصات التي تفتح الأبواب أمامهم في سوق العمل المتنامي.
من هذا النهج الثقافي والتعليمي الذي يعد فرصة لا تقدر بثمن بالنسبة للشباب، وقعت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) وكلية الخوارزمي الجامعية التقنية، اتفاقية تعاون لتقديم منح تعليمية لـ 15 شابة وشاب تتراوح أعمارهم (بين 18 و28 عاماً)، وذلك بهدف إدراجهم في مساقات التدريب المهني ضمن برامج الكلية، إضافة إلى تحسين فرص التوظيف وكسب العيش للاجئين والمجتمعات المضيفة في الأردن.
فيما يأتي التعاون، في إطار استراتيجية التعليم في النهضة العربية (أرض)، وضمن مشروع “الاستثمار في المستقبل: تحسين سبل العيش والتعليم لفئات اللاجئين الأقلية ضمن المجتمع في الأردن”، الذي أطلقته المنظمة بالشراكة مع رؤيا أمل الدولية، وبدعم مالي من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، بهدف حماية المجتمعات الضعيفة في الأردن، عبر الوصول الشامل إلى التعليم النوعي.
في حين تهدف النهضة العربية (أرض) من خلال المشروع توفير فرص تعليمية مبتكرة وتقنيات حديثة إلى تمكين الشباب الأردنيين واللاجئين من السودان والصومال واليمن، وذلك تعزيزاً لمساهمتهم النشطة في تطوير الاقتصاد المحلي والمجتمع بشكل عام، لأن تمكين هؤلاء الأفراد لا يعزز فقط من فرصهم الشخصية، بل يؤدي أيضًا إلى بناء مجتمع أكثر استدامة وازدهاراً.
ووفقاً لمديرة البرامج في منظمة النهضة العربية (أرض)، زينب الخليل، فإن التركيز على التعليم المهني والتقني يشكل استثمارًا طويل الأجل في المستقبل، حيث يجسد هذا الجهد الجماعي بين النهضة العربية (أرض) وكلية الخوارزمي والجهة الممولة؛ التزامًا بتوفير فرص متساوية للتعلم والتطور للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم أو تحدياتهم.
ولفتت إلى أن التعليم المهني والتقني ليس مجرد تحصيل علمي، بل هو مفتاح لفتح أفاق جديدة وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مؤكدة ضرورة الاستثمار بقوة في هذا المجال، ودعم وتعزيز جهود تمكين الشباب ليصبحوا روادًا في عالم مليء بالفرص.
بدورها، قالت المديرة التنفيذية لكلية الخوارزمي الجامعية التقنية، سوزان القدومي، التي وقعت الاتفاقية نيابة عن الكلية، أن هذه المنح جاءت انسجاماً مع رؤية ورسالة الكلية الجامعية التي تزامنت مع مرور خمسة وأربعين عاماً على تأسيسها، الهادفة لتنمية وتطوير الطلبة الأقل حظا على مستوى المنطقة، مبينة أن التعليم المهني هو المستقبل الذي يرفد سوق العمل بالمهارات والأدوات المختلفة التي يحتاجها، بالإضافة إلى توفير الوقت والتكاليف المادية على الطلاب وأهاليهم.
من ناحيته، أشاد مدير التدريب في كلية الخوارزمي، عبدالكريم البطاينة، بدور منظمة النهضة العربية (أرض) في دعم الفئات الضعيفة في المجتمعات المستهدفة في الأردن، مؤكداً على أن نوعية البرامج التي تم اختيارها من قبل النهضة ( أرض ) تمتاز بكونها ذات طابع مرن، حيث يمَكن للمشاركين من دخول سوق العمل والحصول على الوظائف كونها من الأكثر طلبا، بالاضافة لإمكانية بدء عمل خاص، ولذلك تم تضمين البرامج بدورات متخصصة بريادة الأعمال.
يذكر أن منظمة النهضة العربية (أرض) أطلقت مشروع الاستثمار في المستقبل استجابة للاحتياجات التعليمية للاجئين السودانيين واليمنيين والصوماليين، والأردنيين في المجتمعات المضيفة الأكثر تأثراً، لضمان الوصول إلى التعليم النوعي وفرص التعلم مدى الحياة للجميع بوصفه ركيزة أساسية للتخفيف من حدة الفقر، وتعزيز الحماية، وتمكين التحول الاجتماعي الإيجابي الدائم والتماسك المجتمعي.
