“تعتبر هذه الفعالية منبراً لإيصال أصوات المنظمات المجتمعية والمنظمات التي تقودها النساء والمنظمات غير الحكومية المحلية إلى الساحة الدولية، وتأكيداً للدور الحاسم لمحلية العمل الإنساني في تصميم وتنفيذ المشاريع والبرامج في المنطقة العربية، مع الأخذ بعين الاعتبار أصوات النساء على وجه الخصوص”.
بهذه المداخلة عبرت د. مارتا تارانتينو، الباحثة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، أثناء مشاركتها في الجلسة الحوارية والتي أقامتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة بعنوان “النزوح من منظور جندري: التقدم والتحديات وتعزيز الشراكات”، يوم 12 ديسمبر 2023، وذلك ضمن إطار المنتدى العالمي للاجئين 2023؛ والذي يعقد في مدينة جنيف السويسرية باستضافة من الأردن، وكولومبيا، وفرنسا، واليابان، وأوغندا.
وأكدت تارانتينو على أهمية الاستجابة للاجئين من خلال استثمار متسق ومستدام في تعزيز دور منظمات المجتمع المدني المحلية وخاصة المنظمات التي تقودها النساء في مشاركتها اليومية على أرض الواقع، معتبرة أن تعزيز قدرات اللاجئات في الأردن “أولوية” يمكن تحقيقها من خلال الالتزام الدولي والإقليمي. ولفتت إلى أن “المنظمات على المستوى الشعبة لديها القدرة على تعزيز محلية العمل الإنساني واستدامته أكثر من غيرها”.
وركز اللقاء على الآثار الأزمات على النساء والفتيات اللاتي يشكلن ما يقارب نصف السكان النازحين، فضلاً عن مناقشة الأساليب التي يمكن من خلالها تجاوز الاستجابات الإنسانية قصيرة المدى، والدعوة إلى حلول طويلة المدى لتعزيز قدرات النساء والفتيات من خلال التعليم، وتنمية مهاراتهن، واكتسابهن لأدوات التمكين الاجتماعي والاقتصادية.
فيما أكد المشاركون في اللقاء الذي ضم ممثلين عن الحكومات والمنظمات النسائية واللاجئات أهمية تبادل الممارسات الجيدة والاستفادة من الشراكات لتعزيز المساواة بين النساء والرجال في أماكن النزوح، على ضرورة الاعتراف بمسؤوليات الرعاية التي تقودها المرأة والحاجة الملحة لسياسات تعترف بما تبذله النساء والفتيات النازحات وتعاملهن على قدم المساواة.
وتناول المشاركون في المؤتمر خلال نقاشاتهم مواضيع متنوعة، منها: انتشار الصراعات وأعمال العنف على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، إلى جانب تزايد حجم وتواتر الكوارث المرتبطة بالمناخ، حيث وصل عدد النازحين قسراً إلى 110 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم في نهاية يونيو 2023 بسبب الاضطهاد والصراع والعنف، والمرأة والنزوح، إضافة إلى أهمية محلية العمل الإنساني من قبل المنظمات غير الحكومية المحلية المشاركة في معالجة النزوح ومعالجة النوع الاجتماعي، والمساواة بين النساء والرجال.
وأوصوا بتعزيز عمليات صنع القرار التشاركية بين منظمات المجتمع المدني والقيادات النسائية، وتحديداً في تخصيص وإدارة الأموال، وتقديم دعم مستهدف وشامل لبناء قدرات منظمات المجتمع المدني ذات القيادة النسائية في المهارات التنظيمية (الإدارة والتخطيط والدعوة)، مع تطوير آليات التمويل التي تعطي الأولوية للشمولية والعدالة في توزيع الموارد، وأيضاً، تعزيز شراكات القطاع الخاص من أجل الإدماج الاقتصادي للاجئين.
يشار إلى أن المنتدى العالمي للاجئين يُعقد المنتدى كل أربع سنوات، وهو أكبر تجمع دولي في العالم حول اللاجئين. ويهدف لدعم التنفيذ العملي للأهداف المنصوص عليها في الميثاق العالمي بشأن اللاجئين والتي تتمثل بـ: “تخفيف الضغوط على البلدان المضيفة؛ تعزيز اعتماد اللاجئين على أنفسهم؛ توسيع نطاق الوصول إلى حلول البلدان الثالثة؛ دعم الظروف في بلدان الأصل من أجل العودة بأمان وكرامة. كما يتيح المنتدى الفرصة للدول وأصحاب المصلحة للإعلان عن تعهدات ومساهمات ملموسة وتسليط الضوء على التقدم المحرز وتبادل الممارسات الجيدة، إضافة إلى الوقوف على التحديات والفرص المقبلة.
