الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

مختبر سياسات: الشباب يتحاورون حول رأس المال الاجتماعي وكيفية توظيفه

مشاركة

يعد إدراك السبل والديناميكات المحددة لبناء رأس المال الاجتماعي للأفراد أمراً في غاية الأهمية لفهم طرق دعمه ونموه، إذ يمكن لتوسيع شبكات الشباب والنساء وتعزيزها أن يساعد على الوصول بسهولة واتساق أكبر إلى الفضاءات المدنية والسياسية، وبما يحقق تطلعاتهم واحتياجاتهم والوصول إلى أهدافهم.

وفق هذا الإطار، عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، في إطار المرحلة الثانية لسلسلة مختبر سياسات المشاركة الشبابية، جلسة سياسات بعنوان: “رأس المال الاجتماعي: ما هي سبل تنمية رأس المال الاجتماعي للشباب”، الإثنين 15 نيسان/ أبريل 2024، تحدث فيها الناشط البرلماني والحزبي، يونس زهران، وأدارتها المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة (أرض) سمر محارب، والتي أكدت على أن مفهوم رأس المال الاجتماعي يعتمد على قوة الترابط والثقة بين أفراد المجتمع وتفاعلهم مدنياً وسياسياً مع المؤسسات والأحزاب والجمعيات، مبينة أن الواقع الأردني يعاني من تحديات في تكوين رأس مال اجتماعي حقيقي، وأن النساء والفتيات وذوي الإعاقة على وجه التحديد يعانون من معوقات عديدة في هذا المجال.

فيما يأتي مختبر سياسات الذي تنفذه النهضة العربية (أرض)، بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ضمن مشروع جيل جديد؛ بهدف تعزيز مفاهيم المشاركة المدنية والسياسية لدى طلبة كليات العلوم السياسية والحقوق في الجامعة الأردنية، وإكسابهم خبرة عملية تساعد في توسيع آفاق أعمالهم بالمستقبل، وتعريفهم بالخبراء والمؤسسات المتخصصة في هذا المجال، وأيضاً لمساعدتهم بإيصال أصواتهم لرسم السياسات والتواصل الإيجابي الفعال مع صانعي القرار.

وأوضح الشباب خلال نقاشاتهم؛ أنه ثمة عوامل عديدة تساهم في تحقيق رأس المال الاجتماعي  ونجاحه، ومنها الذكاء الاجتماعي بين الأفراد واستمرارية العمل المدني وعدم الشعور بفقدان الرغبة، والالتزام بالمواعيد، والمصداقية والتعاون، والتأثير في الآخرين، والإحساس بالإيجابية، وكذلك بناء السمعة الطيبة، والتغاضي عن الهفوات.

وحول شرحه لرأس المال الاجتماعي، أوضح الناشط زهران أن رأس المال الاجتماعي في الأردن، لا يقل أهميةً عن رأس المال البشري والمالي، وأن إحدى القضايا المقلقة اليوم هي تراجعه واصطدامه بالعديد من المحددات والظروف عدة مثل: “ارتفاع معدلات البطالة والفقر وانعدام العدالة الاجتماعية، وضعف مهارات التواصل لدى الشباب وبناء العلاقات بينهم ومع الآخرين، والمعايير الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع، والأزمات والحروب، وغيرها”.

ورأى أن مفهوم رأس المال اقتصر في بداياته على الشأن الاقتصادي، لكن في العقود الأخيرة انتبه العلماء لمفاهيم أخرى من رأس المال ومنها الاجتماعي والثقافي والمعرفي، مؤكداً على أن رأس المال هو القوة إذا ما أراد الإنسان أن يسير بطريقة متطورة في المجتمع.

وفي مقاربة بين ممارسة العمل الاجتماعي في الغرب والمنطقة العربية، ذهب زهران إلى أن الأفراد في الغرب يمارسون العمل الاجتماعي بمحض إرادتهم، وذلك لوجود قيم العدالة والمساواة والإنصاف في مجتمعاتهم، أما عربياً فإن العمل الاجتماعي نابع من فكرة الواجب، وذلك لإفتقارنا بأحساس الانتماء والمشاركة الفاعلة.

بدورها، نصحت مسؤولة الشبكات في منظمة النهضة (أرض)، إيمان أبو قاعود، الشباب، بالتركيز على العمل الاجتماعي وتوظيفه بطريقة صحيحة، لكونه يعود بالعديد من الآثار الإيجابية على حياتهم بجميع جوانبها، فيزيد من مهاراتهم في التواصل مع الآخرين أولاً، ويقوي شخصياتهم، كما يزيد من شعورهم تجاه الآخرين.

وتعرف الشباب على تجربة زهران الاجتماعية التي اكتسبها عبر سنوات كثيرة من نشاطه والعمل السياسي والمدني، معتبراً أن أهم روافد رأس المال الاجتماعي تتمثل بـ”كيفية الحصول على المعلومة، وتقديم المساعدة، وتعزيز ثقة الأفراد، والانتماء للمجموعات والهيئات، مع تأكيده على أن العلاقات والتفاعلات المكونة لهذا المفهوم هي الدافع الرئيسي لعملية التنمية والتغيير في المجتمعات.

ختاماً؛ أكد الشباب على ضرورة محاربة الكسل الاجتماعي، وتحضير أنفسنا لنكون فاعلين في الحياة المدنية والسياسية، مشيرين إلى أن الواسطة ليست دائماً سلبية، وقد تكون إيجابية إذا تم استخدامها بطرق صحية وموضوعية. وأوضحوا أنه في بعض الحالات ولسهولة تكوين رأس مال اجتماعي نتج لدينا تنافسية بين الأشخاص، داعين للاستثمار بطاقات الشباب من خلال تمكينهم برؤية مشتركة وتوفير المساحة اللازمة للتجمعات الشبابية التي تعزز قوة وتلاحم الشباب العربي وتمسكه بهويته العربية.