أتاحت الرحلة الأخيرة التي قام بها د. ليكس تاكنبرغ، المستشار الأول لبرنامج القضية فلسطينية في مركز النهضة الاستراتيجي التابع لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، إلى الأرجنتين وتشيلي وأوروغواي، الفرصة ليشهد العديد من مظاهر تضامن أهاليها مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وتدهور الوضع الكارثي في الضفة الغربية.
وتحتضن أمريكا اللاتينية عدد كبير من السكان الفلسطينيين والذين هاجروا اليها منذ عقود عدة، حيث بدأوا الاستقرار فيها خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر في أعقاب انحدار الإمبراطورية العثمانية. حيث بلغ عدد الوافدين الفلسطينيين ذروته بين عامي 1900 و1930 -على الرغم من عدم توفر أرقام دقيقة-. وكان الكثير منهم مواطنين في الوقت الذي غادروا فيه فلسطين، وتم تجريدهم من جنسيتهم خلال الانتداب البريطاني، وعلى هذا النحو أصبحوا الجيل الأول من اللاجئين الفلسطينيين (ما قبل النكبة).
لتستضيف تشيلي أكبر تجمع للفلسطينيين، إذ يصل حسب تقديرات غير رسمية إلى 500 ألف نسمة، وتعتبر حكومتها الحالية داعمة قوية لحقوق الفلسطينيين. وبدأت الهجرة الفلسطينية، التي كان معظمها من المسيحيين من منطقة بيت لحم، بين عامي 1900 و1914، بالإضافة لجاليات عربية آخرى؛ ووصلت الموجة الثانية بين عامي 1920 و1940؛ وكانت الأخيرة بعد النكبة عام 1948. لتصبح تشيلي من أوائل الدول التي استجابت بعد أن وجهت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نداءً دولياً للحكومات في عام 2007 لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين من العراق، لعدم وجود بلد آخر يقبل استقبالهم في المنطقة.
هذا وقد نشط الفلسطينيون في تشيلي سياسيًا وأنشأوا عددًا من المؤسسات السياسية التشيلية-الفلسطينية البارزة، والمؤسسات الإعلامية، وحتى نادي (ديبورتيفو بالستينو) لكرة القدم. وخلال رحلته، زار تكنبرغ النادي الاجتماعي الفلسطيني في العاصمة التشيلية سانتياغو، والذي يضم مطعمًا فلسطينيًا، والعديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية، بما في ذلك دورات اللغة العربية وغيرها.
أما الأرجنتين فقد بدأت برنامج إعطاء تأشيرات إنسانية للأشخاص المتضررين من النزاع السوري، بما في ذلك للفلسطينيين. واعتبارًا من عام 2018، جرى إصدار 300 تأشيرة فقط من أصل 3000 تأشيرة تم الإعلان عنها. وخلال زيارته إلى بوينس آيرس؛ التقى تاكنبرغ مع إدواردو فاريلا، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الأرجنتينية لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الأونروا وما تلاها من تعليق تمويلها من قبل 16 من المانحين الرئيسيين للوكالة.
جدارية كبيرة تحمل النص Palestina Libreأي فلسطين الحرة، في مدينة فالبارايسو الساحلية التشيلية، حيث وصل العديد من المهاجرين الفلسطينيين والعرب الأوائل إلى البلاد.
لافتة مطعم النادي الاجتماعي الفلسطيني Club Social Palestino في سانتياغو دي تشيلي.
لافتة مطعم النادي الاجتماعي الفلسطيني Club Social Palestino في سانتياغو دي تشيلي.
ملصق في شوارع مونتيفيديو، أوروغواي، يندد بجريمة الإبادة الجماعية في غزة.
