في إطار سعيه لمساندة الجهود الحكومية لتصدّر الجهود المبذولة في مجالي الاستجابة الإنسانية والتنمية في الأردن؛ بما يلبي احتياجات الفئات المستضعفة من اللاجئين وطالبي اللجوء في الأردن والأردنيين أبناء المجتمعات المحلية المضيفة، وعمال المياومة، والنساء والأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة الأكثر تأثّرًا بالأزمات المتلاحقة وتبعاتها، استمر التحالف الوطني جوناف والذي أسس عام 2016، بمبادرة عدد من منظمات المجتمع المدني غير الحكومية الوطنية والمحلية، في تطبيق خطة استجابة لمساندة السلطات الأردنية والتي بذلت جهودًا ملحوظة في الاستجابة للجائحة. حيث تعمل الخطة على تعزيز التدابير الفورية التي تدعم الاستجابة الفعالة والمؤثرة لتفشي فيروس الكورونا، وتتضمن رصد التطورات وتنفيذ تدخلات أهلية تقوم بها منظمات المجتمع المدني المحلي.
لقد وضع أعضاء جوناف كل إمكانياتهم وخبراتهم ضمن خطة طوارئ على المستوى الوطني لحماية المجتمع والإنسانية من هذا الفيروس المستجد، حيث يلتزم أعضاؤه بالعمل على تعزيز إستراتيجيات الحكومة والتعاون في تنفيذها والبناء عليها لاحتواء الفيروس والتقليل من انتشاره في الأردن.
وفي هذا الوقت الحاسم، يدرك التحالف أهمية دور الجهات الفاعلة المحلية في تحقيق تكاملية الجهود الحالية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان في الوقت الراهن. كما أن من المهم التعرف على التبعات والضغوطات الإضافية الناتجة عن هذه الأزمة الصحية العالمية والحاجة الماسة للاستجابة بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والعجلة، مع بذل جهود حثيثة والتكاتف بين الحكومة والقطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني، للاستجابة لهذه الأزمة الطارئة وتصاعدها.
هذا وقد بدأ التحالف والذي يضم أكثر من أربعين منظمة مجتمع مدني محلية ووطنية تمثل أنحاء الأردن كافة تطبيق خطة استجابة فورية لمدة ثلاثة أشهر منذ انطلاق الأزمة ومن خلال عدة محاور هي: الاستجابة الإنسانية المباشرة والعون الصحي والغذائي، وتقديم الخدمات الطبية وخدمات الحماية الاجتماعية والقانونية والعمالية وحماية الطفل والخدمات الصحة النفسية الاجتماعية المختصة، والتنظيم المجتمعي وخدمات التوعية العامة عبر مواقع التواصل المجتمعي والإعلام. بالإضافة إلى بناء قدرات أعضاء التحالف للتصدي للأزمات، والقيام بإعداد تقارير الرصد والبحث والتحليل لمناصرة الجهود كافة.
ففي مجال الاستجابة الإنسانية المباشرة والعون الصحي والغذائي
قام أعضاء التحالف الوطني بتوزيع الطرود الغذائية والصحية إذ قام عضو التحالف الوطني الهيئة الهاشمية الخيرية بالوصول إلى أكثر من 15 ألف أسرة في أنحاء الأردن من خلال التعاون الحثيث مع الجمعيات الأعضاء في جميع المناطق. وبدأت الجمعية الأردنية للإسعاف ومنذ اندلاع الأزمة بتقديم المساندة لفريق الخط الساخن 111 عبر إجابة استفسارات المواطنين على الخط الساخن التابع لوزارة الصحة الأردنية ومديرية إدارة الأزمات لتقديم المشورة والنصح المتعلقة بفيروس كورونا، وتحويل الحالات المشتبه بها للجهات المختصة، والاستجابة لأكثر من ثمانية آلاف اتصال، ومساعدة كوادر الدفاع المدني في الميدان، والقيام بما يقارب 900 زيارة. كما أطلقت جمعية الإغاثة العربية حملة “العطاء يمحو الوباء” وقامت بتوزيع طرود صحية، هذا وقد عكفت جمعية العون الطبية على تقديم مساعدات طبية لما يقارب 30 ألفًا من النساء و20 ألف طفل في مخيم الزعتري. كما أطلقت العديد من الجمعيات كسيدات الرفيد والكرام وغور الحديثة وغيرها في جميع أنحاء المملكة حملات للاكتفاء الذاتي والخبز في المنزل وغيرها. كما حوّلت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) برامجها وجهودها لتوفير نظام لتتبع الحالات الأكثر تأثرًا بالأزمة وتقديم الدعم المباشر لها عن طريق الشركاء من أعضاء جوناف.
وفي مجال المساندة الصحية والاستشارات الطبية
خصص معهد العناية بصحة الأسرة ومؤسسة نور الحسين أرقامًا للدعم والمساندة لتغطية القضايا النفسية والاستشارات النفسية، وقضايا العنف الأسري والعنف المبني على النوع الاجتماعي، وتأهيل احتياجات ذوي الإعاقة وتلبيتها، واستشارات الكورونا، والصحة الإنجابية والأطفال، إضافة لفرق الطوارئ المتواجدة في المخيمات، كما شارك منشورات الدعم والمساندة على مواقع التواصل الاجتماعي وجوناف، بجانب التنسيق الدائم مع جوناف بالشراكة مع المنظمات الأممية حول حالات العنف المبني على النوع الاجتماعي ومع إدارة حماية الأسرة، وتفعيل تقديم الخدمة عبر الاتصال المرئي والمسموع (الهاتف) لخدمات التأهيل وحالات العنف والحالات الطبية.
أما في مجال الحماية القانونية الاجتماعية والعمالية
فقد قدم مركز تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، عضو اللجنة التوجيهية لجوناف، ما عدده64 مساعدة قانونية لعمال أردنيين وسوريين ومصريين، ومساعدات غذائية وعينية لـ 160 عاملة منزل، مع استهداف 536 مستفيدًا ومستفيدةً من كافة الجنسيات في 52 جلسة توعية قانونية، ومساعدة 33 عامل مياومة في التسجيل في منصة الضمان الاجتماعي، وإصدار 5 تقارير مختصة حول القوانين العمالية.
كما قامت منظمة النهضة (أرض)، منسق التحالف الوطني الأردني (جوناف)، بتخصيص 8 أرقام لخدمات الحماية والاستشارات القانونية لتغطية محافظات المملكة وتقديم الاستشارات وخدمات الوساطة لأكثر من 3 آلاف مستفيد من الأردنيين واللاجئين والمقيمين. حيث اشتملت الخدمات على استعلامات حول قرار الحظر، وتصاريح الحركة بأنواعها، واستشارات حول المشاكل العائلية والطلاق، والحقوق العمالية في ظل التعليمات الصادرة مؤخرًا وغيرها، إضافة لتقديم خدمات الوساطة القانونية لأكثر من 98 فردًا.
وفي مجال رفع الوعي والإعلام والتنظيم المجتمعي
عمل كافة أعضاء التحالف عملًا حثيثًا لنشر الوعي بالفيروس وكيفية الوقاية منه والتعامل معه ومع الأوضاع الحالية والتأقلم معها من خلال عدة مبادرات، حيث قام كل من مركز تمكين، ومنظمة النهضة (أرض)، ووعي للتدريب في حقوق الإنسان، بنشر معلومات قانونية هامة بالإضافة لنشرات التأقلم والتي تدعو إلى التعاضد المجتمعي والأسري والالتزام بالتعليمات بوسم #نلتزم_للوطن. كما تواصل منظمة النهضة (أرض) مشاركة سلسلة “نساء قياديات” و”أول من لبّى النداء” تأكيدًا على أهمية دور المرأة والمنظمات المجتمعية في الاستجابة للأزمات ودور المرأة في الأمن والسلم المجتمعي خصوصًا.
كما قام عضو اللجنة التوجيهية درة المنال بنشر التدريبات والنصائح للتأقلم وحماية الصحة النفسية والأسرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركتها مع العاملين في القطاع لنشرها للمخيمات وجميع أنحاء المملكة. وأطلقت درة المنال استبانة للوقوف على أثر التعليم عن بعد، كما أطلق مركز تمكين عدة تقارير تخص الشؤون العمالية، وتعمل منظمة النهضة (أرض) على إطلاق عدة تقارير بحثية تنظر في أثر الأزمة وأبعادها المختلفة على الفئات المستضعفة. كما شارك مركز الشرق والغرب للتنمية المستدامة عدة نشرات توعوية تسهم في بيان الأدوار المجتمعية وأهميتها في الاستجابة للأزمات.
هذا بالإضافة للمبادرات المجتمعية بالشراكة مع الأمن تحت شعار “مسافة أمان”، والتي أطلقتها جمعية رعاية الطفل الخيرية مع منظمة النهضة (أرض) إذ تهدف لتحديد مسافات الأمان في المحال والمنشآت التجارية في المفرق والبادية الشمالية. فضلًا عن حملة توعية شبكة المرأة للمرأة “كلنا واحد” والتي تحث على تعاون الرجال والنساء في كافة المهام، ومبادرة “جاري بخير”، وغيرها.
هذا ومنذ انطلاق الأزمة وتبعاتها، عملت منظمة النهضة (أرض)، منسق جوناف، على متابعة أوضاع الفئات الأكثر تأثرًا من اللاجئين، وعمال المياومة، والنساء، وذوي الإعاقة، وكبار السن في المجتمعات المضيفة، وإنتاج فيديو يعكس أوضاع السكان في البادية الشمالية بالتعاون مع جمعية رعاية الطفل الخيرية.
وتحت شعار “معًا سنهزم الكورونا”، عملت منظمة النهضة (أرض) على بث الرسائل التوعوية القانونية ومشاركة الرسائل الصحية من مصادرها الموثوقة، كما أبرمت المنظمة شراكة مع شبكة الإعلام المجتمعي لإطلاق برنامج توعوي يسعى إلى تسليط الضوء على الأزمة وتبعاتها على الجهات المتأثرة بها، بالإضافة لإطلاق حملات المساندة والتوعية مع المؤثرين الأردنيين لبث الرسائل الإيجابية والتوعوية والتضامنية، حيث أطلقت حملة #غمة_وتزول، و#كلنا_إربد، وغيرها من التي ما زالت طور الإعداد.
ويؤكد التحالف “إننا في الأردن ونحن نواجه هذه الجائحة، لا نملك إلا الاحتكام إلى الاستجابة الإستراتيجية والتعاضد فيما بيننا، والتعاون مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني. لقد نوقشت خطط الاستجابة ومساراتها مع الحكومة ونعمل حاليًا على تعاضد الجهود وتكثيف التنسيق ومتابعة نشاط المجتمع المدني، وإصدار تغطية دورية تسلط الضوء على أهمية التصدي من قبل جميع مكونات المجتمع وتعاضدها للحد من آثار هذه الأزمة وتداعياتها المستقبلية.”
