شاركت إحدى عشرة ممثلة عن جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني المحلي من أعضاء التحالف الوطني الأردني (جوناف) في الجلسة التحضيرية الرقمية التي عقدتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) لمناقشة خطة العمل للتقرير القادم حول العنف المبني على النوع الاجتماعي في المحيط الأسري. وأتت هذه الجلسة ضمن الأنشطة البحثية لإطلاق التقرير الثالث ضمن مشروع “تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني التي تقودها النساء في المناصرة القائمة على الأدلة ضمن الأجندة الوطنية للمرأة والأمن والسلام”، والذي يتم تنفيذه بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبدعم من حكومات كندا، وفنلندا، والنرويج، وإسبانيا، والمملكة المتحدة.
حيث يهدف المشروع إلى استكشاف وبحث مواضيع رئيسية تعالج أنواعاً مختلفة من مجالات الضعف والهشاشة لدى النساء بعد انتشار جائحة كوفيد-19 في الأردن، والتي تم تحدديها من خلال تقييمات سريعة على المستوى الوطني، بهدف تعزيز الوعي والاستجابة لهذه المسائل الحاسمة. وتشمل هذه المواضيع: انعدام الأمن الاقتصادي والآثار الاجتماعية والرعائية على النساء وزيادة معدلات العنف المبني على النوع الاجتماعي داخل الأسرة المعيشية، وتعزيز القدرات القيادية للمرأة في عملية التعافي من آثار الأزمة.
هذا وقد ناقشت الجلسة مفهوم العالمي والمحلي للعنف ضد النساء والعنف الأسري، وتم استعراض آخر الإحصاءات الوطنية حول نسب العنف الأسري في الأردن بأنواعه المختلفة في السنوات الأخيرة، والنسب الحديثة خلال جائحة كوفيد-19، والتغيرات التي طرأت على الجرائم العامة، والإلكترونية، والعنف الأسري. وفي ختام الجلسة تم مناقشة أهم القضايا التي يجب التركيز عليها بما يخص العنف الأسري من وجهة نظر ممثلات الجمعيات، وبما يمثل أولويات مجتمعاتهن، وتم تسليط الضوء على العوامل والدوافع المختلفة الداخلية والخارجية التي تؤثر في محصلتها في العنف ضد النساء.
وقد ساهم أعضاء تحالف (جوناف) خلال المشروع إنتاج عدة تقارير عن النساء، كان الأول بعنوان “رؤية النساء: الأثر الاجتماعي والاقتصادي لجائحة كوفيد-19 على النساء في الأردن بعد عام على الأزمة”؛ والتقرير الثاني حمل عنوان “أهمية الأعمال الرعائية: قيمة عمل رعاية المرأة في الأردن”؛ والآن تستكمل أرض مع شركائها من تحالف (جوناف) العمل على التقرير الثالث الذي يهدف إلى إنتاج دراسة مرجعية لتقييم مدى انتشار العنف المبني على النوع الاجتماعي ضد النساء في المحيط الأسري بعد COVID-19، وذلك من أجل صياغة توصيات واستراتيجيات للبرامج والتدخلات على مستوى المجتمع المحلي والمستوى الوطني.
ويعمل المشروع على تعزيز قدرات مؤسسات المجتمع المحلي التي تقودها النساء البحثية وقدرات المناصرة لديهم لتحديد وفهم أوجه الضعف والهشاشة، عبر تطوير المعرفة المحلية بهذه القضايا، وتبادل الخبرات بين الأعضاء المشاركين في المشروع، بالإضافة لبحث سبل معالجتها وتطوير برامج وممارسات الجمعيات في الاستجابة، في حين يهدف البحث الخاص بكل تقرير إلى بناء بحوث إجرائية محددة وتعزيز مهارات مؤسسات المجتمع المدني المحلي في المدافعة والمناصرة لهذه القضايا. إذ قدم أعضاء جوناف المشاركين في المشروع، مساهمات رئيسية في بناء وتنفيذ البحوث الإجرائية المنفذة، وتزويد الباحثين بالتغذية الراجعة والمستمرة ومناقشة الاستنتاجات النهائية. بالإضافة إلى تنفيذ العديد من الأنشطة البحثية مع المجتمع المحلي وأصحاب الخبرة والعلاقة، باستخدام أدوات البحث الكمية والنوعية، وهو ما يحقق هدف المشروع المتمثل بالمناصرة القائمة على الأدلة، فضلاً عن تبادل الخبرات والممارسات الفضلى في جمع البيانات وإدارة المعلومات بين أعضاء التحالف.
