في إطار جهود منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) التضامنية والمجتمعية، وضمن برنامج زياراتها للمحافظات ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية الخدماتية، زارت عضوات “شبكة نساء النهضة” في المنظمة، يوم السبت 30 تشرين أول/ أكتوبر 2021 محافظة الكرك، بغية الاطلاع المباشر على مساهمات المجتمع المدني هناك، وعلى دور ومساهمة المشاريع الصغيرة التي تديرها النساء في التخفيف من الأثار الاقتصادية السلبية لجائحة كورونا. ولتسليط الضوء على إنجازات وقدرات صاحبات المشاريع في تذليل الصعوبات والتحديات وسعيهن من خلال هذه المشاريع لتوفير فرص عمل في مجتمعاتهن المحلية للنساء والشباب بشكل خاص.
كانت المحطة الأولى هي زيارة مشروع “أكاديمية قصر الحرف ” ولقاء مؤسسته مدربة الحرف اليدوية “حياة البطوش” التي بادرت بتأسيس مشروعها الخاص عام 2019 من خلال قرض من صندوق التنمية والتشغيل لتوفير فرص عمل لأبنائها العاطلين عن العمل. حيث تستقبل “الأكاديمية” سيدات من المجتمع المحلي من كافة الأعمار لتدريبهن على الحرف اليدوية وإعادة التدوير، ولقد شجع المشروع 60% من المتدربات على تأسيس مشاريعهن الخاصة في منازلهن وتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أما المحطة الثانية فكانت زيارة مشروع أماني البشايشة المسمى “مدرسة الجميد الكركي” والمتخصص بصناعة الجميد الذي تشتهر بإنتاجه مدينة الكرك، إضافة إلى تصنيع الأطعمة التقليدية والشعبية، ولقد استطاع المشروع توفير 15 فرصة عمل لعاطلين عن العمل من الجنسين، وقامت صاحبة المشروع بتوسيعه من خلال تجهيز نزل داخل مبنى المشروع سعياً منها لترويج محافظة الكرك سياحيا.
ونظراُ لما تتمتع به مدينة الكرك من أهمية تاريخية وحضارية ودينية، فقد زارت عضوات الشبكة عدداً من المواقع الأثرية منها “موقع معركة مؤتة” إضافة إلى زيارة أضرحة الصحابة شهداء معركة مؤتة: “جعفر بن أبي طالب” و”زيد ابن حارثة” و”عبد الله بن رواحة ” رضي الله عنهم . بالإضافة إلى قلعة الكرك التي تعتبر أهم وأكبر القلاع في الأردن والتي يعود تاريخ انشائها الى عصر المؤابيين.
لقد حققت زيارة شبكة نساء النهضة والتي تضم سيدات يشغلن مواقع قيادية ومؤثرة في مختلف القطاعات، ومن لديهن خبرة طويلة في مواقع صنع القرار الرسمي والمجتمعي، بع من أهدافها في الاطلاع والتعرف مباشرة على أهم الصعوبات الاقتصادية التي تواجه المجتمع المحلي في محافظة الكرك، والجهود الفردية وخاصة التي تبذلها النساء من خلال مشاريع تعتمد على الموارد المتوفرة في توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل من فئة الشباب خاصة، والنظر في كيفية دعم الجهود الفردية والمجتمعية للتعافي من جائحة كورونا، بالإضافة إلى التشبيك والمناصرة والبحث في أوجه الدعم للمشاريع القائمة.
وأكدت النساء على أن محافظة الكرك بمكوناتها البشرية ومواردها الطبيعية وإرثها التاريخي والديني وموقعها الجغرافي، تستحق أن ترصد لها ميزانيات كافية تكون مخصصة لإقامة مشاريع إنتاجية رأسمالية لتوفير فرص عمل مستدامة لشباب وشابات المحافظة، وتشكل موردا ثابتا يكفي لترميم وصيانة آثارها والمحافظة على بيئتها، بالإضافة إلى تشديدهن على أهمية الترويج السياحي داخليا وخارجيا للمواقع الأثرية والتاريخية الهامة في محافظة الكرك.
