الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

نشطاء شباب النهضة يخوضون سلسلة تدريبات لتطوير مهاراتهم وتفعيل مشاركتهم مدنياً وسياسياً

مشاركة

“ساهمت التدريبات بتطوير مهاراتي وقدراتي ومعارفي، خصوصاً أن هنالك تباين واضح في الأفكار وطرحها، الأمر الذي سيساعدنا مستقبلاً على نقل ما تعلمناه من مفاهيم وأدوات للمجتمع المحلي والتأثير به وتغييره للأفضل”. كانت هذه الكلمات خلاصة ما اكتسبه الشاب الناشط، أحمد مستريحي خلال تدريبات نفذتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، ضمن مشروع “جيل جديد”، لمجموعة نشطاء شباب النهضة.

ومن أولوية تشجيع وتحفيز الشباب بالمشاركة المدنية والسياسية، وتطوير مهاراتهم، وإيصال أصواتهم في اتخاذ القرارات التي تشكل حياتهم ومجتمعاتهم، عقدت النهضة العربية (أرض) أربع تدريبات متنوعة، استهدفت خلالها 20 شاب وشابة من مختلف المحافظات، وذلك كجزء من بناء قدراتهم لخلق حركة اجتماعية ركيزتها الشباب.

التدريب الأول الذي جاء بعنوان: “مفاهيم حقوق الإنسان”، وقدمه أستاذ القانون الدولي د. صدام أبو عزام، ركز على كيفية بناء المعرفة حول الإطار المفاهيمي لحقوق الإنسان وفق المعايير الدولية للأمم المتحدة وما تضمنه الدستور والتشريعات الأردنية ذات الصلة ودورها في تدعيم المشاركة المدنية والسياسية، فضلاً عن تعزيز مهارات النشطاء الشباب وإعلاء أصواتهم للمساهمة في التغيير ضمن نهج قانوني محوره الإنسان، باستخدام وسائل مختلفة، ومنها: منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

كما ركز أيضاً على بناء مهارات ومعارف المشاركين حول طبيعة الحقوق والالتزامات المترتبة على الأفراد والمجموعات بموجب الدستور واتفاقيات حقوق الإنسان الموقعة من قبل الأردن، وكذلك رفع قدرات المشاركين بوسائل المشاركة المدنية والسياسية المختلفة وأساليب تطبيقاتها (مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، التصويت، المشاركة السياسية، الحشد الانتخابي، إلخ).

واستكمالاً للمواضيع المرتبطة بحقوق الإنسان، تناول التدريب الثاني المعنون بـ:”مفهوم حرية الرأي والتعبير”، كيفية تعزيز وتوضيح مكانة وأهمية حرية الرأي والتعبير في إطار حقوق الإنسان العالمية وتدعيم المشاركة المدنية والسياسية، وتطبيقاتها العملية على منصات التواصل المختلفة، إلى جانب مراجعة التشريعات الوطنية ذات الصلة، وتحليل القيود والضوابط التي تُطبق على حق النقد المباح في الأنظمة القانونية الأردنية.

واكتسب المشاركون الشباب خلال هذا التدريب فهماً أعمق لأهمية حرية التعبير، كحق أساسي للإنسان ودوره في تعزيز المجتمعات الديمقراطية، وكذلك استيعاب القيود والتحديات التي تواجه حرية التعبير، مثل التحول إلى خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتشهير، بهدف إيجاد توازن بين حقوق الفرد ومصالح المجتمع.

وتزامناً مع هذا التدريب أطلق شباب وشابات نشطاء النهضة الفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي ورقة موقف تنشد تحقيق التوازن بين الواقع والمواد التي جاءت في قانون الجرائم الإلكترونية، بما يتوافق مع المعايير الدولية لحرية الرأي والتعبير، إذ رأوا أن مشروع القانون يمثل تهديداً مباشراً للحقوق الرقمية، بما فيها حرية التعبير والحق في المعلومات، ولن يحقق في النهاية أهداف الحكومة الأردنية المعلنة المتمثلة في التصدي لـ”الأخبار الكاذبة”، و”الكراهية”، و”القدح والذم” على الإنترنت، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور مساحات الفضاء المدني وتقييد المشاركة المدنية والسياسية الفعالة للشباب والشابات وأفراد المجتمع على مختلف المستويات.

ومع الخبير في حقوق الإنسان، د. رياض الصبح، ركز التدريب الثالث الذي جاء بعنوان: “العدالة الاجتماعية والعدالة الجندرية”، على الفهم الشامل بين العدالة الاجتماعية والعدالة الجندرية والمشاركة المدنية والسياسية، إضافة إلى التعرف بشكل أكبر على أوجه عدم المساواة بين الرجال والنساء والتفاوتات المنهجية وكيفية معالجتها للمساهمة في بناء مجتمع أكثر شمولية.

فيما ركز التدريب الرابع، وهو بعنوان:”المشاركة السياسية للشباب و المرأة في ظل تحديث المنظومة السياسية”، وقدمه الخبير قصي الزعبي، على ضرورة رفع وعي الشباب بأهمية المشاركة المدنية والسياسية، بالإضافة إلى تعزيز المفاهيم والممارسة  الخاصة بـ”المساءلة والمسؤولية والثقة”، وصولاً إلى تشجيع وتمكين المجتمع والاتجاهات الإيجابية نحو التغيير.

ولم يكن يخال للشابة أنوار النظامي أن هناك ترابط واحتياج حقيقي بين المحتوى الرقمي والشأن العام، لتكتشف بعد تلقيها التدريبات أن المشاركة العامة “جسرٌ يربط بين الحقوق والواجبات من خلال الانخراط بالمجتمع وتكوين دور فاعل ومؤثر على المحيطين سواء على أرض الواقع أو على السوشال ميديا”.

إلى ذلك، أكد الشاب، راكان شجراوي، على ضرورة تشجيع الشباب على المشاركة الشعبية، خاصة في ظل التواني عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية، مع أهمية نقل الوعي والصورة العامة للمواطنين، ونشر مبادئ حقوق الإنسان على كافة المستويات.

أما الناشطة رانيا النمر، فرأت أن بعض الأعضاء الحزبيين والفاعلين والمستهدفين بحاجة لرفغ الوعي  وعي بالمفاهيم التي تم طرحها خلال التدريبات؛ لذا يجب العمل على دعوة الأحزاب ومشاركتها لرفع وعيهم وقدرتهم.

ختاماً؛ قدّم الشباب توصيات ومقترحات أثناء الورش التدريبية، أبرزت الاهتمام بفكرة ورؤية النهضة العربية (أرض) ومشروع جيل جديد بشكل خاص، وأهميته على الصعيد الوطني لما سيقدمه من تمكين ورفع كفاءات الشباب في مجال المشاركة العامة، حيث اتفقوا على أهمية عقد هذه التدريبات واستمرارها، لما حملته من معرفة وشروحات حقوقية وقانونية تمكّنهم من طرح القضايا وتقديمها للرأي العام بشكل أكثر مهنية وحرفية.

وأبدى الشابات والشباب رغبة جادة بالاستمرار بالمشاركة بالعمل العام. وأوصوا بتدريب نشطاء شباب النهضة على أدوات التغيير المتعارف عليها والمتاحة تحت مظلة القانون، وعقد برامج تدريبية مشابهة للجهات التشريعية (مجلسي النواب والأعيان) لتمكين المشرّعين من العمل وفق إطار قانوني سياسي مشترك، وذلك لأهمية الجانب القانوني، فضلاً عن إيجاد مؤشر وطني للمشاركة العامة، أسوة بمعظم دول العالم، وإدراج حق الرد وحق النقد العام بالتشريعات الأردنية.

وأكدوا على ضرورة نشر المعرفة على نطاق أوسع عبر مواقع التواصل بحيث تكون عامة وخارج نطاق مجموعة المشاركين، والعمل على توحيد المصطلحات والمفاهيم القانونية لديهم حتى تكون ذات أثر أكبر، لتطوير منظومة معرفية عميقة لدى الشباب حول مختلف القضايا، واستخدام الموضوعية والابتعاد عن النزعة الشخصية عند طرح النقاشات والمواضيع، وصولاً لربط العدالة الاجتماعية والجندرية لتفعيل المشاركة السياسية والمدنية للمرأة والشباب.