الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

نقابة الأطباء الأردنيين تحمل راية الإغاثة.. جهود متميزة وتجارب ملهمة من غزة

مشاركة

أوضح نقيب الأطباء الأردنيين، د. زياد الزعبي، أن النقابة تعي المصاعب التي تكمن جراء منح الموافقات لدخول الأطباء، إلا أنها تبدي استعداداً كبيراً لتكون مساهماً في التخفيف عن الغزيين والمساهمة في علاجهم في المستشفيات الأردنية، موضحاً أنه تطوع 850 طبيباً للذهاب إلى غزة من بينهم 250 مختصاً في الجراحة؛ كمتطوعين بعد أن فتحت النقابة باب التطوع أمام منتسبيها من أعضاء الهيئة العامة.

ولفت الزعبي خلال اللقاء الحواري الذي استضافته منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بعنوان:”غزة: الاعتداء على المعايير الإنسانية”، وضم أطباء أردنيون كانوا من ضمن الوفد الطبي الذي زار غزة الفترة الماضية، بالتنسيق مع منظمة أمريكية يطلق عليها “رحمة حول العالم”، وذلك وفق إطار حوارات الحق في الصحة، وضمن منتدى دعم قطاع العدالة، الإثنين 4 آذار/ مارس 2024، وأدارته المستشار الرئيس في درة المنال للتنمية والتدريب، د. سوسن المجالي، إلى أن العديد من الكوادر الطبية أبدوا استعدادهم لعلاج مصابي غزة ومتابعة حالتهم الصحية سواء في القطاع أو حتى في الأردن.

يصف هؤلاء الأطباء رحلتهم بالقول: “القهر في كل زاوية هناك، وأصوات تختنق بالدموع تروي معاناة شعب يناضل لحماية أرضه، الكل في غزة مجروح لم يسلم أحد منهم، لكنهم مع ذلك صامدون ثابتون يحملون أرواحهم على أكفهم من أجل أهلهم”. وأكدوا على أن مهنة الطب، الإنسانية بالذات، ليس فيها مجال للتفكير أو الخوف، فهي تقف لتطبب الجراح وتوقف النزيف وتنقذ أرواحاً كتبت لها الحياة من جديد.

ويروي استشاري جراحة الأوعية الدموية وزراعة الكلى، د.وليد مسعود، أحد المشاركين في البعثة، التي ضمت (7 أطباء) أردنيين جراحة متخصصين، وبمشاركة 7 أطباء أمريكيين و6 أوروبيين، تجربة العيش بين أهل الصمود والمقاومة في غزة، والتي أعطى فيها إضاءات مرفقة ببعض الصور لحجم المعاناة وعمق المأساة التي يعيشها أهالي القطاع لهذه اللحظة.

يقول مسعود:”المشكلة لا تقف عند الإصابات في القصف العدواني، بل ايضاً في الانهيار البيئي والصحي والغذائي وغياب مقومات الحياة، فضلاً عن الاستهداف المباشر للأطفال والنساء على وجه التحديد”. يضيف: “كل واحد من الوفد الطبي تواصل مع نظيره بالتخصص مستشفيات غزة، والحالات التي تعاملنا مع كثيرة ومتعددة بين إصابات قديمة وحديثة وحالات طارئة وتشوهات خلقية”.

ويلفت مسعود الذي عمل في المستشفى الأوروبي بغزة بجانب زملائه الأطباء والممرضين، إلى أن إن الأطباء في القطاع يخوضون عملاً لا يقل صعوبة عن الأعمال الأخرى، وسط إجهاد كبير ونقص في المعدات والمستلزمات والإمدادات، مقابل التزايد الضخم في أعداد الجرحى الذين لا يكاد يتوقف نقلهم إلى المستشفيات، لذلك يرى أن الحاجة تبرز أكثر فأكثر لأي جهود تسند عمل القطاع الصحي في غزة.

ويحكي مسعود قصص أطفال وشباب ورجال تعرضوا لإصابات مختلفة في أنحاء الجسم، واستطاعوا التغلب على جراحهم والوقوف مجدداً في الحياة. ويزيد: “الإيمان عنصر مشترك بين كل أهل غزة، لديهم عزيمة ربانية قلما تجدها عند الآخرين، ولعل هذا بالذات ما يميزهم”.

وفي الحديث عن الدور الإنساني، نبه استشاري جراحة العظام والمفاصل، وأمين سر نقابة الأطباء، د. طارق التميمي، إلى أن الواقع صعب جداً في القطاع، والحياة منهارة، ومقومات الحياة البسيطة غير متوفرة، فلا توجد دورات مياه ولا احتياجات نظافة شخصية، والمؤلم أن النساء والأطفال لا يجدن أبسط احتياجاتهم الخاصة.

وحول انطباعاته وخلاصة تجربته في غزة مع أهلها واطبائها، يقول التميمي “هو خليط من الشعور والاحساس، شعور بثبات وصبر هذا الشعب العظيم وإصراره على الصمود والمقاومة.. وبين شعور قاتل بقدر الكارثة الإنسانية التي تحيق بهم من كل جانب، فما علينا نحن إلا أن نستمر بتقديم كل ما نقدر عليه، وجمع التبرعات والمساعدات والتطوع للعلاج هناك”. وبين أن باب التبرع للقطاع متوفر من خلال النقابة، في المقابل لا يمكن القفز عن الجهود الممتدة التي تبذلها الهيئة الخيرية الهاشمية في تقديم مختلف أشكال المساعدات إلى سكان القطاع.

وإجمالاً، بحسب المتحدثين، بات أكثر من 22 مستشفى خارج الخدمة إضافة إلى 138 مؤسسة صحية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي ونقص الوقود والعاملين. في حين تتعرض المستشفيات التي لا تزال مفتوحة لضغوط متصاعدة وخانقة إما من جراء القصف وإما من جراء الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى الذين يصلون تباعاً إليها.

كل هذه الحكايا الممزوجة بالقهر والألم، وأيضاً النابعة من الحس الإنساني والعروبي، لا تصف حجم العذابات التي يعيشها الغزيون يومياً، وسط انعدام المعايير الإنسانية وجرائم ترتكب بحقهم تحت نظر العالم وسمعه.. لذا من الضروري ختاماً استمرار ارسال الوفود الطبية والكوادر الصحية إلى غزة، وإعادة إعمار المستشفيات والمراكز الطبية وتأمينهم بكافة المعدات والأجهزة والأدودية، مع ضرورة الوصول إلى شمال القطاع وتوفير العلاج إلى أهله، وتنسيق الجهود بين كافة الجهات والهيئات لضمان وصول المساعدات الإغاثية والطبية، والحاجة كذلك إلى تقديم الرعاية النفسية والمعنوية والطبية لأهالي غزة.