الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

يوسف منصور: علينا تفعيل دور الجاليات العربية بالغرب ليكون لهم أثر فاعل في الحراك والمناصرة

مشاركة

“إن ما يحدث الآن، يختلف كلياً عما كان بالأمس، لذا لا بد من استجابة قوية للتحديات التي يفرضها الواقع الحالي. فتعامل الجاليات العربية في الغرب مع هذه التحديات بأدوات قديمة لن يمكنها من مواجهة هذه التحديات، ومن المهم إيجاد آليات عصرية يتم استخدامها بوعي”.

كان هذا الحديث “مفتاح التشخيص” الذي بدأ فيه الخبير الاقتصادي ووزير الدولة الأسبق للشؤون الاقتصادية، د. يوسف منصور خلال ندوة “العرب في الغرب: أدوار وتحديات”، التي أقامتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، الأربعاء 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، في محاولة لتقييم حالة الجاليات العربية في الغرب، وخاصة مع ما يحدث في فلسطين اليوم.

وأكد منصور في الندوة التي تأتي في إطار القضية الفلسطينية، وضمن المجموعة الأولى من سلسلة الندوات التي تقام تباعاً لمتابعة وتدوين وتوثيق تطورات الحرب، على أنه علينا تفعيل دور الجاليات العربية في الغرب؛ ليكون لهم أثر فاعل في الحراك والمناصرة هناك، مبيناً أن خطاب الكراهية ضد العرب والمسلمين قد تعمق وبات يأخذ منحى متزايداً خلال الفترة الحالية، مما يعني وقوع المزيد من الانتهاكات وأعمال العنف والتحريض عليهم.

ولفت منصور خلال تناوله قضية تأثير الإعلام الغربي على المنطقة، إلى أن أكبر محطات الإعلام والصحف في العالم يسيطر عليها أفراد من أصول إسرائيلية وأمريكية، وهذا ما يؤكد استغلال العالم الغربي كافة وسائله وأدواته لإيصال رسائله وصوته للتأثير في الرأي العام.

وبين منصور أن تأثير الإعلام الإسرائيلي ليس جديداً، لكنه أصبح متزايداً بدرجة كبيرة وسريعة خلال العقدين الأخيرين، “فليس سراً أن كثيراً من وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية تفرد مساحات واسعة لما تتضمنه وسائل الإعلام العبرية، التي تبدو أكثر تأثيراً ومصداقية من غيرها، إذا ما تعلق الأمر بشأن إسرائيلي أو حتى فلسطيني”.

وأوضح أن “الصور النمطية للعرب موجودة منذ زمن بعيد”، مستشهداً بكتاب “الاستشراق” لإدوارد سعيد الذي يشير إلى امتداد هذه الظاهرة إلى أيام الإغريق حيث كان يوصف “الشرقي بأنه كائن مغاير.”

وبحسبه؛ مهما تكن وسائل الإعلام الغربية قوية، فإنها لن تبلغ الحد الذي يجعل العالم يقتنع أن الظلم الأكبر هو في مكان ما في العالم غير فلسطين، مما يتطلب بالمقابل وسائل إعلام عربية قوية ومؤثرة لنقل الصورة بكل وضوح للغرب والعرب معاً.

من جهتها؛ استندت المديرة التنفيذية للنهضة العربية (أرض)، سمر محارب، في مداخلة لها على بحث عالمي منشور بينت فيه أن “المؤسسات الداعمة للاحتلال تعمل على مستويات عديدة لتوصيل صوتها وصورتها للعالم، منها بناء الأجيال الحالية والقادمة، وبناء الأسطورة في أذهان مواطنيها، والاهتمام بالشأن الدبلوماسي والاقتصادي والثقافي، والتركيز على وسائل الإعلام والعلاقات العامة، وصناعة السياسات، فضلاً عن الاستثمار”.

وأكدت أن لدى العرب إمكانات كثيرة يجب أن يركزوا عليها، منها زيادة المخزون المعرفي، وتدوين النضال الفلسطيني، وإعادة النظر في السياسات والتشريعات، والعمل بشكل مؤسسي وليس فردي بين كافة الجهات لزيادة تطورهم، واستماع صناع القرار لأصوات وطروحات الأجيال الشابة واستثمارها بشكل صحيح.

ختاماً، خلص المشاركون في الندوة إلى أن تغيير نظرة الغرب للعرب، تحتاج إلى جهود حقيقية وكبيرة لمواجهتها. كما أنه ومن جهة أخرى، فإن الطرفين العرب والغرب، بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لمواجهة جهلهم عن بعضهم بقوة. وعليه؛ بحسبهم، كما يتوقف أمن مجتمعاتنا واستقرارها وتحصيلها حقوق شعوبها على تغيير سياسات الحكومات الغربية تجاهنا، كذلك يتوقف قسمٌ من أمن مجتمعات الغرب على إصلاح أوضاع مجتمعاتنا ودولها، إصلاح نظامها التربوي والتعليمي وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية.