كلمة د. ليكس تاكنبرغ، محام دولي ومستشار أول لبرنامج القضية فلسطينية، منظمة النهضة (أرض)
تابعت كغيري بقلق شديد التطورات في القدس خلال الأيام والأسابيع الماضية، ومرة أخرى اليوم في محيط المسجد الأقصى.
بينما نشاهد الشرطة والجيش الإسرائيليين يواجهون شبابًا فلسطينيين أعزل لا يعرف الخوف وهم يحتجون على تقليص مساحتهم في القدس الشرقية، علينا أن نتذكر أن “مسيرة يوم القدس” اليوم عبر الحي المسلم في البلدة القديمة هي لإحياء ذكرى الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية والاحتفال به. حيث يستذكر هؤلاء احتلال للقدس الشرقية وبقية الضفة الغربية وقطاع غزة، في عام 1967والذي يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
هذا الحدث والذي يأتي بالتزامن مع نهاية شهر رمضان المبارك والتوترات المستمرة حول التهديد بالإخلاء من الشيخ جراح لا يمكن النظر له إلا على أنه عمل استفزازي.
فيما يتعلق بإخلاء الشيخ جراح، فإن الفلسطينيين المعنيين هم لاجئون من حرب عام 1948 وأحفادهم، الذين أسكنتهم الأمم المتحدة في هذا الحي في القدس الشرقية في خمسينيات من القرن الماضي على أرض وفرتها السلطات الأردنية. هؤلاء يواجهون الآن عمليات إخلاء لإفساح المجال للمستوطنين الإسرائيليين، مرة أخرى في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
المظاهرات المستمرة والتهديد بالإخلاء تأتي على خلفية التطهير العرقي لفلسطين في عام 1948، والتي يوشك الفلسطينيون في جميع أنحاء العالم على إحياء ذكراها في غضون الأيام القادمة.
شكّل التهجير القسري في عام 1948 بداية سياسة إسرائيلية متعمدة لتوسيع نطاق سيطرتها على فلسطين التاريخية مع اقتلاع السكان غير اليهود من الأرض والسيطرة عليهم بشكل ممنهج وتجريدهم من إنسانيتهم.
كما اعترفت مؤخرًا منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والعالمية الرائدة، فإن لهذه السياسة جميع السمات المميزة لجريمة الفصل العنصري، وبالتالي فهي تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. حي الشيخ جراح هو مظهر آخر من مظاهر ذلك.
ما يجري يؤثر على الفلسطينيين داخل إسرائيل وكذلك الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة.
بينما نعبر عن تضامننا مع الفلسطينيين في القدس، فإن ما نحتاجه الآن هو أن توقف الشرطة والجيش الإسرائيليان العنف فورًا، وأن تعترف إسرائيل والمجتمع الدولي بسيادة القانون الدولي وإعطائه مكانته: في الوسط وليس في هوامش سياسات القوة.