الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

أزمة”كورونا” تعمق معاناة الفقر في الجزائر سلسلة موجزات واقع حال الحماية الاجتماعية في الوطن العربي

مشاركة

في سياق هذه الأزمة الصحية، عملت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) على تعبئة المصادر الموجودة وحشد المزيد من الموارد لتعزيز حماية المجتمعات الأكثر تأثرًا والحد من تفاقم اللامساواة. وعليه، كان لا بد من متابعة بلدان المنطقة (لبنان والعراق ومصر وسوريا وفلسطين، وغيرها) ورصد استجابتها لجائحة الكورونا، والعمل على تقديم تقارير تفصيلية وموجزات السياسات لهذه البلدان. تأتي هذه المبادرة في إطار عمل منصة منظمة النهضة (أرض) للتنمية البشرية والاقتصادية (هدب)، والذي يهدف بشكل أساسي إلى الاستجابة لاحتياجات نموذج التنمية الحالي من خلال التأسيس لحوار مستنير وأكثر فعالية وكفاءة بين القطاع الحكومي، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والجمهور، بشكل عام. حيث تنصب جهود منصة هدب في المقام الأول على التعامل مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية من خلال القيام بدراسات سياسات متخصصة، ونشر النتائج والمناصرة من أجل التغيير الإيجابي عبر أحدث الأدوات والمنهجيات.

ومن هذا المنطلق، قامت منظمة النهضة (أرض)، بتطوير سلسلة من الموجزات التي تسعى للوقوف على حال الحماية الاجتماعية في هذه البلدان ورصد استجاباتها في جميع أنحاء العالم العربي لأزمة فيروس كورونا. حيث تهدف هذه السلسلة لأخذ آثار الظروف الحالية على السكان ذوي الاحتياجات المختلفة والمتنوعة، بما في ذلك الشباب والنساء والأطفال والمسنين والعمال المهاجرين واللاجئين في عين الاعتبار؛ الأمر الذي ينسجم مع التزام منظمة النهضة (أرض) بإبراز التحديات والقيود التي يواجهها أولئك الذين يعيشون في الفقر، والفئات المهمشة بشكل عام. كما ستنظر هذه المنشورات في الاستجابات والجهود التي تبذلها الجهات الفاعلة الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في هذا الصدد. تأتي هذه السلسلة ضمن مشروع بحثي أكبر يقوم به مركز النهضة البحثي، وتندرج تحت دراسة قدرات أطر الحماية الاجتماعية في المنطقة العربية. وهي تكريس لمبدأ عمل منظمة النهضة (أرض) المبني على الأدلة لتعزيز وتوسيع فعالية وممارسة تطوير السياسة القائمة على الأدلة وللتغيير الإيجابي نحو مجتمعات أكثر عدالة.

رصدت منظمة النهضة (أرض) في هذا الموجز، استجابات حكومة الجزائر ومنظماتها المدنية والحقوقية والإنسانية والمبادرات الشبابية للفئات الأكثر تضررًا من الأزمة، إذ تحث منظمة النهضة (أرض) الحكومات العربية لتطبيق خطط استجابة طارئة لحماية الشعوب من الفقر.

بدأت المنظمة أولى بحوثها على جمهورية الجزائر. فبعد تصدرها الدول العربية من حيث عدد الوفيات جراء جائحة الكورونا، وتسجيلها لمئات الحالات المصابة، تتزايد الأخطار على الجزائر، وسط مطالبات منظمات المجتمع المدني بحماية الفئات الأكثر تعرضًا للضرر بسبب الفيروس. وحتى 6 نيسان/ أبريل الحالي بلغ عدد الإصابات المؤكدة في الجزائر 103 حالة لتصل الحصيلة الإجمالية للإصابات إلى 1423 حالة، بينما سجلت 21 حالة وفاة جديدة ليرتفع عدد الوفيات لـ 173 حالة[1]. تحصي الجزائر، وهي أكبر البلدان الإفريقية مساحة، ما يقارب 400 ألف لاجئ على أراضيها، أغلبيتهم من دولتي مالي والنيجر المجاورتين في الجنوب، كما قصدها ما يقارب مئة ألف هارب من الحرب السورية [2]. ولا تختلف معاناة هؤلاء أيضًا، عن من سبقهم من السكان الأصليين في الجزائر، وهو ما نبهت إليه منظمات مجتمع مدني عربية، بضرورة إيلاء اللاجئين الاهتمام الكامل، ومد يدن العون والمساعدة لهم، مع تدعيم مؤسسات الدولة بالرصيد البشري المؤهل للتدخل في إيصال المساعدات ومعرفة احتياجاتهم الضرورية. وأيضًا، لم تطلق مبادرات حكومية في الجزائر للتكفل بالعائلات الفقيرة ومساندتها.

وتتعالى أصوات المنظمات الحقوقية والعمالية والإنسانية في هذه الأوقات، في الجزائر وغيرها، للالتفات إلى تلك الفئات، في ظل اتساع رقعة الفقر، وحاجتهم لإيصال أصواتهم للحكومات والجهات ذات المسؤولية.

 

وفي دراسة نشرتها لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية الأسكوا مؤخرًا بعنوان “فيروس كورونا: التخفيف من أثر الجائحة على الفقر وانعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية”، فقد لفتت هذه الأخيرة إلى أن “أعداد الفقراء سترتفع في المنطقة العربية وأنه من المتوقع أن ينضم أكثر من ثمانية ملايين عربي إلى “عداد الفقراء” في المنطقة جراء انتشار الفيروس، كما من المتوقع أن يزداد أيضًا عدد الذين يعانون من نقص في التغذية بحوالي مليوني شخص”. وإضافة إلى الجانب الطبي من هذه المعاناة، هناك جوانب اقتصادية وإنسانية وسياسية ظهرت على السطح الجزائري جراء الأزمة[3].

.

ومثل معظم الدول العربية، كانت استجابة الدولة الجزائرية لمواجهة الفيروس وحماية مواطنيها، “مقبولة”، بحسب ما تم تداوله في وسائل الإعلام العربية، رغم نقص الإمكانات المادية، لكن في المقابل يجد مراقبون أن “الجزائر غابت عن تسيير حياة عمال المياومة والفقراء الذين ليس لديهم مصادر رزق ثابتة”. وعكس دول عربية من مثل “قطر، والسعودية، والإمارات، ومصر، والمغرب، والأردن”، فإن الجزائر لم تقدم حتى الآن أية إجراءات لدعم اقتصادها، خصوصًا للشركات الصغيرة والمتوسطة في مواجهة تداعيات كورونا.

جزائريًا، تتمركز بؤرة الخوف من فيروس كورونا في ولاية البليدة شمالي الجزائر، في ظل أزمة معيشية متصاعدة، تمس، على وجه التحديد، كبار السن والنساء اللواتي يعشن بلا معيل، يقابلها فقط “تطمينات” حكومية، دون وجود آلية واضحة للحد من فقرهم ومعاناتهم[4].

يرى مراقبون أن عدم اتخاذ أية إجراءات جدية من الحكومة الجزائرية بتخصيص إعانات مالية لأصحاب الدخل اليومي قد يرفع من درجة الاحتقان والصدام مع الجهات الرسمية، بحكم أن هذه الفئة ستكون مجبرة على الخروج للبحث عن قوت يومها وإعالة عائلاتها. كما يتوقعون أن يطال غياب الحد الأدنى للحماية الاجتماعية في بعض البلدان العربية، والتغطية غير الشاملة لنظم الحماية، الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، التي ستفتقر إلى أبسط مكونات الصمود خلال تفشي الجائحة. وبالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية في 11 آذار الماضي تفشي مرض “كوفيد-19” الناتج عن فيروس كورونا وبلوغه مستوى الجائحة، أو الوباء العالمي، دعت منظمات عالمية وعربية، حكومة الجزائر لوضع أطر حماية اجتماعية وصحية للفئات المتضررة.

ماذا عن استجابة الشباب الجزائري ومؤسسات المجتمع المدني لتداعيات جائحة الكورونا؟

لم تقتصر المبادرات غير الحكومية لمواجهة الوضع الخطير، على الباحثين فقط؛ بل تعدت ذلك للوصول إلى عامة الشعب، كما بادر نشطاء إلى تنظيم الطوابير الطويلة أمام مراكز البريد خلال تسلُّم الرواتب، خاصةً معاشات المتقاعدين، من خلال توجيههم إلى احترام مسافات الأمان.

على ضوء ذلك، أطلق مجموعة من الشباب الجزائري مبادرة “متطوعون في خدمة الوطن، لنتحد ضد كورونا”؛ لمساعدة السلطات في مواجهة كورونا، ودعم تدابير محتملة تضعها السلطات وتنفيذها[5].

وبشأن عمل منظمات المجتمع المدني الجزائرية، في خضم جائحة كورونا، تأتي التأكيدات بأهمية التفات هذه المنظمات لأعمالها بتعزيز روح المسؤولية والتضامن بين السكان، وتقديم يد العون والمساعدة لهم، والتعاون مع الجهات الحكومية لتلبية احتياجات الفئات المستضعفة.

[1] الجزائر.. ارتفاع إصابات فيروس كورونا المستجد إلى 1423 بينها 173 وفاة

[2] ما هو وضع اللاجئين في الجزائر اليوم؟

[3] 8 ملايين عربي مهددون بالفقر جراء جائحة كورونا

[4] ماذا قدمت الحكومات العربية؟.. تحقيق للجزيرة نت عن الأوضاع المالية للعمال في ظل كورونا

[5] “متطوعون”… ناشطون يطلقون مبادرات للمساعدة على مواجهة فيروس كورونا في الجزائر