“الشباب الجامعي هم ركيزة المجتمع، ومعقد الآمال”، كلمات قالها طالب جامعي معلقاً على أهمية الجامعات في بناء الشباب وصقل شخصياتهم ليكونوا قادرين على قيادة عمليات التغيير في المجتمع.
تعليق الشاب الجامعي، لحقه تعليقات عديدة من طالبات وطلبة أجمعوا فيها على أهمية إيلاء قضاياهم ومطالبهم على محمل الجد، وتوفير مناخات ومساحات كافية للتعبير عن أنفسهم وفهم احتياجاتهم وتهيئتهم للمستقبل.
من هذا الدور المهم للجامعات؛ ارتأت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بأن يكون ختام لقاءات سلسلة حوار الأجيال التي نظمها ملتقى النهضة العربي الثقافي وشبكة شباب النهضة في منظمة النهضة العربية (أرض) في الجامعة الألمانية الأردنية في مأدبا، يوم الأربعاء 23 آذار/ مارس 2022.
المحطة الأخيرة في الجامعة الألمانية، سبقها لقاءات عدة شملت محافظات الكرك؛ والزرقاء؛ وعمان؛ وإربد، وجاءت بالتعاون مع مؤسسات مجتمع مدني وهيئات وحراكات شبابية ومؤسسات أكاديمية، للتعريف بقضيتي اللغة العربية والهجرة، وفتح باب الحوار مع الشباب، إلى جانب عرض فيلمي “الأرض تورث كاللغة” و”ونويت الهجرة”، وهما نتاج اللجنة الثقافية لشبكة شباب النهضة، ومن تنفيذ الفنان زهير النوباني.
“اليوم نلتقي مع شباب جامعي في محافظة مأدبا، جنوبي العاصمة عمّان، لنختتم البرنامج الأول لمنظمة النهضة العربية (أرض)، ونستمر بعد شهر رمضان بعقد لقاءات أخرى لرفع التوعية وإتاحة الحوار مع مختلف فئات المجتمع”، وفقاً لرئيس ملتقى النهضة العربي الثقافي في منظمة النهضة العربية، باسل الطراونة.
وأكد الطراونة الذي أدار الحوار، على أهمية تعزيز الهوية الوطنية والثقافة الوطنية بين الشباب، محملاً المؤسسات التعليمية والجامعات والأهالي بضرورة تعزيز مفاهيم العربية في نفوس الأبناء والأجيال القادمة.
من جهته، أشار الفنان النوباني إلى أن لغتنا العربية هي مفتاح التواصل بين البشر، وهي لغة صامدة وقابلة للتطور في كل الأزمان، مؤكداً على أهمية زيادة وعي الشباب بتعلم العربية التي هي أساس هويتنا وصمودنا.
وبما يتعلق بقضية الهجرة، أوضح النوباني أن الشباب هم أساس بناء الأوطان، ما يعني أننا بحاجة لتمكينهم ودعمهم في كل المحافل، معتبراً أن تراجع القيم والأخلاق وانتشار للخراب في بعض المؤسسات، جلها أسباب ساعدت في هجرة الشباب عن الوطن.
في السياق، رأى الطالب، عبد الله القضاة، أهمية سعي الشباب لتحسين ظروفهم المادية والحياتية والهجرة لاستكشاف حياة جديدة، لكن في المقابل أن لا نهجر أوطاننا بلا عودة.
بينما لاحظت الطالبة، نور الجيوسي، أن مشكلة اللغة العربية بين الشباب أساسها جهل وسوء إدارة المؤسسات التعليمية والتربوية وعدم اهتمام هذه المؤسسات بتعظيم لغة الضاد وتعزيزها بين الأطفال والشباب على حد سواء.
ختاماً؛ جرى التأكيد على أهمية التعاون بين المجتمع المدني والجامعات لتعزيز دورهما في توفير مساحات حقيقية للطلبة والشباب بشكل عام للتعبير عن ذواتهم، وتنمية مهاراتهم ومعارفهم، إلى جانب تعظيم الهوية واللغة العربية في نفوسهم، واحترام الرأي والرأي الأخر، وبث روح الأمل بتغيير الحال وقدرتهم على بناء مستقبلهم داخل الأوطان بعيداً عن الاغتراب والهجرة.