كيف يمكن للشباب تسخير الريادة في دعم الإبداع للتعبير عن أنفسهم من خلال الكتابة والمسرح والرسم؟ وهل هناك قنوات إبداعية وريادية قادرة على إيصال أصواتهم؟ وهل دورهم إيجادها؟ ثم، كيف نعزز من مشاركتهم في المجالات العامة، الاقتصادية والثقافية، والسياسية والمدنية؟
هذه التساؤلات وغيرها، كانت محور حديث الجلسة الثقافية التي نظمتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، في مقهى النهضة الواقع بين الدوارين الأول والثاني يوم الخميس 28 نيسان/ أبريل الماضي، وضمت متدربي مشروع (صمم) من شبكة شباب النهضة وأعضائها المميزين للاطلاع على التجارب الإبداعية والريادية والحوار مع كل من: الإعلامية هبة جوهر، ورسام الكاريكاتير عمر العبدالات، والفنان المسرحي أحمد سرور.
واستجابت الجلسة لحاجة الشباب لقنوات ومنابر تعتمد على الإبداع والريادة، إذ بحثت أهمية الإعلام والفن ومساهمتهما برفع مستويات الوعي وتعزيز التماسك المجتمعي.
وكانت البداية مع جوهر التي رأت أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت مهمة للشباب في إيصال ما يريدون سواء من خلال الكتابة أو عرض الفيديوهات والصور، مؤكدة أن ذلك يحتاج إلى رفع الوعي بأخلاقيات العمل الإعلامي للمساهمة بتقديم محتوى حقيقي وهادف.
واعتبرت أن كتابة المقالة ليست بالأمر اليسير وهي تتطلب الثقافة والقراءة المتعمقة للواقع والمشهد العام، محملة، الشباب، ضرورة التسلح بالعلم ليتمكنوا من نقل مطالباتهم وطموحاتهم بكل حيادية وصدق لأصحاب القرار والمهتمين.
بدوره، أوضح العبدالات أن مهمة رسام الكاريكاتير ليس فقط الإبداع في الرسم، إنما في إيصال الفكرة للناس والتأثير بهم، مبيناً أن الرسام والفنان والمبدع الحقيقي هو التي تعكس رسوماته معاناة الناس وتلامس قضاياهم اليومية.
وبشأن مشروعه الريادي “القلم الحر”، يقول العبدالات: “المشروع يضم موقعاً إلكترونياً وشخصيات كرتونية وسلسلة حلقات اجتماعية تثقيفية، حيث يتيح للمواهب التعبير عن شخصياتها إما عبر الرسم أو الفن أو عبر التطبيقات الإلكترونية، إلى جانب عقد ورشات تدريبية بفن الكاريكاتير”.
وفيما يتعلق بالتمثيل والمسرح، خلص السرور إلى أهمية أن يتعامل الفنان مع مهنة التمثيل بشغف وحب كبيرين، وأن يقدم رسالة فنية تحمل وعياً لا يقل تأثيراً عن غيره من أنواع التأثير الإعلامي والأدبي.
ورغم التحديات الكبيرة للحركة الفنية الأردنية والتي تعاني من ضعف إنتاج وامور مرتبطة بقضايا عدة، استطاع السرور، كما بين، أن يستمر بعرض إنتاجه الإبداعي بطرق خلاقة ومبتكرة، وآخرها كان مع مسرحية “تابو” حيث استطاع ضمان استمرار عروضها بإطلاق فكرة ريادية تكون فيها سعر تذكرة حضور العرض وفقاً لقدرة الحضور من (1- 50 ديناراً).
من جهتها، أكدت الشابة نورا الحسين، الحاصلة على تدريب فندقي ضمن “صمم”، أن “الفنون ليست الحل السحري لكل المشكلات التي تواجه شبابنا، لكنها قادرة ولو بشكل جزئي على إيصال مطالباتهم”.
وترى الشابة، مروة رائد، الحاصلة أيضاً على تدريب في مجال الخياطة ضمن “صمم”، أن هناك صعوبة كبيرة أمام المبدعين الشباب في تحويل الأفكار والمشاريع الإبداعية في الثقافة والفنون إلى مشاريع انتاجية مربحة، ما يتطلب دعم الجهات الحكومية والخاصة لهم وتفهم احتياجاتهم.
أما الشاب عبد الله سعد، عضو شباب النهضة، فدعا إلى ضرورة فتح الحوار مع الشباب وتعزيز معارفهم وأدواتهم الإبداعية واستغلالها في تحسين وتطوير المجتمع.
وفيما يخص أهمية الفنون للشباب أكدت الشابة، ريم حمدان من شباب النهضة، ضرورة إشراكهم في صناعة القرار والمراكز القيادية في مختلف المؤسسات، خصوصاً أننا أمام جيل فرض نفسه وأثبت جدارته في مختلف المجالات في أنحاء العالم.
ليس ترفاً اليوم الحديث عن ضرورة تعزيز القدرات والمواهب الإبداعية الشابة للتعبير عن ذواتهم والتغلب على صعوباتهم وتحدياتهم، وذلك يحتاج لتشاركية الجهود من كافة المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، وفتح آفاق ومنابر أرحب أمام الأجيال.
يشار إلى أن عقد هذه الجلسة، يأتي ضمن المنهج الشامل لمشروع (صمم) لبناء قدرات شباب المشروع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. حيث التقى الشباب معاً في رمضان من خلال إفطار جماعي عمل على تعزيز روح الفريق في مقهى النهضة الذي تم إنشاؤه بشراكة نوعية بين منظمة النهضة العربية (أرض) والقطاع الخاص من أجل خلق فرص تشغيلية وريادية ووظائف لائقة للشباب والشابات.
يأتي مشروع صمم بدعم مادي من البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم لبنان، الأردن والعراق (RDPP II) وهو مبادرة أوروبية مشتركة بدعم من جمهورية التشيك، الدنمارك، الاتحاد الأوروبي، وايرلندا وسويسرا.