الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

الكويت ضد “كورونا”.. حزم تحفيزية يقابلها غياب الحماية للعاملين

مشاركة

“حاسمة وسريعة وشاملة”. بهذه الكلمات؛ وصفت منظمة الصحة العالمية الإجراءات التي اتخذتها دولة الكويت للاستجابة لجائحة “كورونا”، مع تطبيقها إجراءات وقائية صارمة منذ تسجيلها أول إصابة بالفيروس في أواخر شباط/فبراير الماضي.

وبالتوازي مع الإجراءات التي اتبعتها الكويت في مواجهة تداعيات كورونا، اتخذت خطوات عديدة للتخفيف من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة، بعد أن وصل إجمالي عدد الحالات المسجلة إلى 56,877 إصابة، و399 حالة وفاة.

تلك الخطوات تمثلت في تأجيل سداد قروض الشركات المُتضررة من الأزمة، وإطلاق حزمة تحفيز لدعم القطاعات الرئيسية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في البلاد [1].

في هذا الموجز تستعرض منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وضمن سلسلة الموجزات التي تقوم بها لمعرفة واقع الحماية الاجتماعية في الوطن العربي، بعد ظهور فيروس كورونا المستجد، استجابة وإجراءات دولة الكويت لحماية الفئات المستضعفة من الفقراء، وكبار السن، والأطفال، والمهاجرين واللاجئين، وذوي الاحتياجات الخاصة.

وكخطوة أولى في سبيل تعزيز الوضع الاقتصادي بعد تأثره بأزمة كورونا، قدمت الكويت خطة للتحفيز الاقتصادي تضمنت تقديم تسهيلات بنحو 1.5 مليار دولار، لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بعد أن تسببت الجائحة في خسائر فادحة للاقتصاد الكويتي؛ بسبب توقف الأعمال وتراجع الإيرادات المالية على خلفية انهيار أسعار النفط، ما أدى إلى تفاقم عجز الميزانية[2].

وتأثرت معظم العمالة الوافدة في الكويت بأزمة تفشي كورونا، حيث سرّح مئات الآلاف من أعمالهم، فيما يتواصل تطبيق عزل المناطق التي يقطنها الوافدون، الأمر الذي تسبب في وقف صرف أجورهم نتيجة عدم ذهابهم إلى أعمالهم[3].

وخلقت كورونا أزمة ثقة في صفوف العمالة الوافدة، في الكويت، بسبب عدم شعورهم بالاستقرار والأمان الوظيفي بعد التصريحات الهجومية والإعلان عن تقليص أعدادهم، في وقت شن فيه رواد التواصل الاجتماعي هجومًا حادًا متواصلًا على الوافدين، لتنال الجالية المصرية الحيز الأكبر من الهجوم بعد حادثة تجمهر للعمالة المخالفة في مراكز الإيواء مطلع أيار/مايو الماضي على خلفية تأخر السلطات المصرية في إجلائهم[4].

ويبلغ إجمالي عدد العاملين في الكويت نحو 2.18 مليون شخص، تحتل الجالية الهندية المرتبة الأولى بنسبة 27%، بما يعادل نحو 578 ألف عامل، تليها الجالية المصرية بنسبة 24% بعدد 518.8 ألفًا، بينما يحتل المواطنون المرتبة الثالثة من حيث التوظيف بنسبة 19% بإجمالي 408.2 آلاف، ثم الجالية البنغالية بنسبة 9%، بعدد 185.4 ألفًا، ثم باكستان والفيليبين بنسبة 4% لكل منهما، وسوريا بنسبة 3%، وتوزعت النسبة المتبقية على جنسيات أخرى، وفقًا للإدارة المركزية للإحصاء[5].

وفيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة، قدمت منظمات وهيئات في الكويت مبادرات عديدة لحمايتهم من تداعيات فيروس كورونا، تمثلت في توزيع مساعدات غذائية، وإطلاق حملة (وإحنا بعد وياكم) بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني[6].

في المقابل، فعلت الكويت إجراءات التوعية المجتمعية والدعم النفسي والصحي لخدمة  ذوي الإعاقة، إضافة إلى تنشيط الخط الساخن وتقديم الاستشارات عن بعد كالاستشارات النفسية، والعلاجية، والتعليمية، والأسرية[7].

وبعد ثبوت إصابة 268 نزيلًا في السجن المركزي بفيروس كورونا، ظهرت مطالبات حقوقية بضرورة الإفراج عن بعض السجناء، تجنبًا لانتشار الفيروس بينهم وصعوبة السيطرة على الوضع الصحي داخل السجون[8].

ودعمًا للجهود المجابهة لفيروس كورونا، جمعت حملة “فزعة للكويت”، التي أطلقتها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالتعاون مع 41 جمعية خيرية، أكثر من 9 ملايين دينار كويتي (30 مليون دولار أمريكي)، أسهم فيها نحو 200 ألف متبرع، وذلك استجابة لنداءات الكويت بضرورة تضامن فئات المجتمع كافة في مكافحة كورونا[9].

وخلال الأزمة، برز دور النساء الكويتيات في المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني بتقديمهن الدعم لضحايا العنف المنزلي والذي قد تتعرض له بعض النساء بفعل العزل والبعد الاجتماعي، في وقت تتعالى فيه المطالبات بضرورة تشريع قانون خاص بالعنف المتعلق بالنوع الاجتماعي في الكويت، وتعزيز الصحة العقلية وتقديم الخدمات الاستشارية للنساء[10].

 وفيما تجابه الكويت فيروس كورونا المستجد، تتصاعد دعوات الأوساط الحقوقية والمدنية والشعبية في الدولة بضرورة حماية العمالة الوافدة، وخصوًصًا أولئك من أصحاب التخصصات النادرة، مثل مهندسي النفط والفنيين في قطاع الطاقة، والأطباء والممرضين والتخصصات الفنية في القطاع الطبي، والعاملين في مجال الإنشاءات والمدرسين.

[1] تحليل.. الكويت تتحدى “كورونا” بحزمة إجراءات استثنائية لتخفيف التداعيات

[2] سجال في الكويت حول وثيقة الإصلاح الاقتصادي لمواجهة تداعيات كورونا

[3/4/5] الكويت: تأثيرات خطيرة لتهجير العمالة وسخط من خسائر مليارية

[6/7] “ذوي الإعاقة”: حملة “واحنا بعد وياكم” الوطنية مستمرة لمكافحة فيروس كورونا

[8] الكويت.. مطالبات بالإفراج عن السجناء خشية تفشي كورونا

[9] حملات شعبية في الخليج.. مسؤولية لدعم الحكومات وتخفيف آثار كورونا

[10] المرأة تقود المعركة ضد فيروس كورونا في الكويت