الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

رواد في عالم مليء بالفرص.. 15 شابة وشابة يتخطون رحلة تدريبهم المهني

مشاركة

“وجدت في هذا التدريب فرصة ثمنية لصقل مهاراتي، وزيادة معرفتي العملية في مجال التجميل؛ وفي ذات الوقت، أصبح لديَ الدافع بعد دخول هذا المجال واكتساب الخبرة فيه افتتاح مشروعي الريادي في المستقبل”، بهذا الحديث عبرت الشابة شكرية محمد عن مدى استفادتها من مساقات التدريب المهني لدى كلية الخوارزمي الجامعية التقنية.

وشكرية (صومالية الجنسية) هي من بين 15 شابة وشاب حصلوا على منح تعليمية بشراكة نوعية بين منظمة النهضة العربية (أرض) وكلية الخوارزمي الجامعية التقنية، وذلك ضمن أنشطة مشروع “الاستثمار في المستقبل: تحسين سبل العيش والتعليم لفئات اللاجئين الأقلية ضمن المجتمع في الأردن”، الذي أطلقته النهضة العربية (أرض) بالتعاون مع رؤيا أمل الدولية، وبدعم مالي من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، في سبيل تحسين فرص التوظيف وكسب العيش أمام اللاجئين السودانيين واليمنيين والصوماليين، والأردنيين.

ويظهر التعليم المهني والتقني في الأردن، كقضية وأولوية مهمة للشباب، باعتباره استثماراً في المستقبل، وتمكين اقتصادي للأجيال المقبلة، فضلاً عن أهميته العالية في اكسابهم المهارات والأدوات والتخصصات التي تفتح الأبواب أمامهم في سوق العمل. فالوصول إلى تعليم مهني متقدم، يحتاج إلى بناء الرأسمال الثقافي للشباب وفق متطلبات التكنولوجيا والاقتصاد المعرفي، وتقديم معرفة مهنية وتقنية قادرة على التكيف وتمتاز بالمرونة، إلى جانب تحسين التشريعات المتعلقة بالتعليم المهني والتقني وبيئات الأعمال.

وخلال فترة تدريب الشباب التي استمرت لـ3 أشهر، اكتسب الشباب المشاركين في المشروع من الأردنيين واللاجئين السودانيين والصوماليين واليمنيين، فرص تعليمية مبتكرة وتقنيات حديثة في مجالات التصوير وريادة الأعمال والتجميل والميكانيك وأنظمة المعلومات والحوسبة، وذلك تعزيزاً لمساهمتهم النشطة في تطوير الاقتصاد المحلي، وتحسين فرص التوظيف وكسب العيش أمامهم.

أدوات وخبرات متنوعة حصل عليها الشباب الذين تراوحت أعمارهم بين (18 و28 عاماً)، فتعرفوا على أبرز الاحتياجات والفرص التي يمكن لها أن تعزز مشاركتهم الإنتاجية في سوق العمل، كما اكتسبوا مهارات الأعمال وريادتها، ثم أنهم وجدوا فرصة لصقل المهارات والمعرفة العملية لتسريع عملية الحصول على وظيفة، وافتتاح مشروعهم الخاص والريادي مستقبلاً.

ووفقاً للشباب المشاركين في التدريبات؛ فإن اختيار طريق التدريب المهني لاكتساب المهارات والمعرفة سيساعدهم في الحصول على وظيفة بشكل أسرع من خلال الخبرة التي سيتمتعون بها من التدريب، فالجانب العملي هو الشق المهم والمفيد في التدريب المهني حيث ينمي مواهبهم ويصقلها.

في سياق متصل، يجد المشرفين على تدريب الشباب، أنه “كلما كان هناك تنوع في المهن والتخصصات والمهارات والمعارف، فإن ذلك يثري سوق العمل ويضيف إليه أفكاراً جديدة ويمنحه إمكانية للتطور والتحسن والتقدم نحو مستويات أعلى”، ونوهوا إلى أن الكثير من المشاريع الكبيرة بدأت صغيرة أو متوسطة، لذلك من يملك مهارة أو معرفة يمكنه أن يبدأ بمشروعه، وخاصة أن التدريب المهني يفتح آفاقاً للكثير من الأفكار الإضافية في المجتمع.

وأكدوا على أن واحدة من متطلبات سوق العمل وجود مهنيين ماهرين لديهم القدرة والإمكانية للعمل التقني، فإن حصلوا على المعرفة والخبرة أثناء تدريبهم وتعلمهم، فذلك يساعدهم على إيجاد فرص عمل من جهة، ويساعد سوق العمل ومنشآته وقطاعاته ومؤسساته على الاستفادة من المعارف والخبرات سواء من تعليمهم المهني المباشر أو من خلال التدريب الذي حصلوا عليه.

يشار إلى أن التعاون بين النهضة العربية (أرض) وكلية الخوارزمي يأتي في إطار استراتيجية التعليم في منظمة (أرض)، والتي تسعى إلى اتباع نهج شامل للتعليم يأخذ في الاعتبار ضمان حق الوصول إلى التعليم الجيد، وتوفير فرص التعلم المستمر للجميع كركائز أساسية للتخفيف من حدة الفقر وتمكين التحول الاجتماعي المستدام.

وبحسب مديرة البرامج في منظمة النهضة العربية (أرض)، زينب الخليل، فإن التركيز على التعليم المهني والتقني يشكل استثمارًا طويل الأجل في المستقبل، حيث يجسد هذا الجهد الجماعي بين منظمة (أرض) وكلية الخوارزمي والجهة الممولة؛ التزامًا بتوفير فرص متساوية للتعلم والتطور للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم أو تحدياتهم. مشددة على ضرورة  الاستثمار بقوة في المجال المهني، ودعم وتعزيز جهود تمكين الشباب ليصبحوا رواداً في عالم مليء بالفرص.

بدوره؛ اعتبر مدير التدريب في كلية الخوارزمي، عبدالكريم البطاينة، أن هذه المنح تهدف لتنمية قدرات المتدربين بالتخصصات الأكثر طلباً، ولذلك تم تضمين البرامج بدورات متخصصة بريادة الأعمال وتطوير الطلبة الأقل رعاية، مبيناً أن التعليم المهني هو المستقبل الذي يرفد سوق العمل بالمهارات والأدوات المختلفة التي يحتاجها، والحصول على الوظائف.

ووفقاً لخبراء متخصصين في التعليم والرعاية الاجتماعية؛ فإن أسباب تعذر وصول الفئات الأقل رعاية للتعليم النوعي، تتمثل بنقص الوثائق بالنسبة للاجئين، والفقر وتكلفة وسائل النقل، وضعف البنية التحتية للمدارس، وتدهور مستوى الأمن والنظافة والرعاية الصحية، حيث لا تتلاءم البيئة المدرسية في العديد من المناطق مع المعايير الدولية.

لذلك؛ من المهم استمرار التعاون بين كافة مؤسسات المجتمع المدني والحكومة و القطاعين العام والخاص لتدريب الشباب وتأهيلهم بما يتناسب مع سوق العمل، مع أهمية التكامل بين التدريب والمعرفة التي يحصل عليها المتدرب، وبين مكان العمل ميدانياُ ليكون على تماس مباشر مع السوق، مع التأكيد على أن التدريب المهني ينعش النشاط الاقتصادي، ويرتقي بأداء سوق العمل، فالقطاعات والمنشآت والمؤسسات تميل إلى المهارات الأكثر تطوراً والتي تخدم العملية الإنتاجية، وتزيد التنافسية والإيرادات مما يخلق ديناميكية جديدة في المجتمع، ويخفف من حدة الفقر والبطالة.