“لاشك في أن لكل منا أحلاماً وطموحات حول صناعة التغيير، سواء داخل أنفسنا أو في المحيط الذي نعيش فيه، أو في البلد الذي ننتمي إليه، ولكن هذا لا يكون، إلا من خلال صناعة التغيير داخل ذواتنا أولاً”. هكذا رد الشاب الأردني زيد أبو زهرة أحد المشاركين في أنشطة تدريب المدربين ضمن مشروع: “تمكين بعضنا البعض: متحدون من أجل التغيير”، على كيفية إحداث التغيير في مجتمعه.
يتابع “لكي يتحقق التغيير بشكلٍ صحيح ينبغي بناء العقل الواعي المدرك لحقيقة الأمور من حوله، لأنه عن طريق تحرير العقل وبناء أسس خاصة به للتفكير الحر، والمشاركة في تخطي التحديات والأزمات التي تحدث في المجتمع.. يكون ويتم التغيير”.
حديث الشاب زيد حول التغيير وأهميته في المجتمع، جاء بعد حصوله على فرصة المشاركة في المشروع الذي يقام بالشراكة بين منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن الممول من الاتحاد الاوروبي، بهدف تزويد الشابات والشباب بالمعارف والمهارات ليصبحوا مدربين على المشاركة المدنية والحماية الاجتماعية في محافظاتهم، ورفع الوعي والمشاركة بين الرجال والنساء على حدٍ سواء.
تلك المشاركة التي أهلته لإعطاء تدريبين لأفراد من منطقتي الموقر واللبن ضمن محيط العاصمة عمان حول العدالة الاجتماعية والمشاركة المدنية، يجدها زيد ضرورية وملحة اليوم لتناقل الأفكار وزيادة الوعي بمشاركة النساء والرجال في المجال العام الذي من خلاله نستطيع إحداث الفارق بين عائلاتنا ومجتمعاتنا.
يؤكد أبو زهرة الذي يوضح على تعرض أهالي المنطقتين لعدة تحديات كنقص الخدمات وعدم وجود قاعات ومعدات مجهزة للتدريب، وصعوبة التنقل، مما يدعو لأهمية استثمار الدولة وكافة المؤسسات برأس المال البشري ودعم دوره في المشاركة المدنية، وبشكل مبدع ومبتكر وعادل؛ لتحقيق التقدم والرقي والنهضة.
ويشير الشاب إلى أن التدريبات أوجدت فرصة مهمة بين المشاركين بتحديد القضايا التي تواجه النساء داخل مجتمعاتهن وتعيق مشاركتهن في الحياة العامة مثل قلة فرص العمل وصعوبة التنقل بين المحافظات وعدم توفر خدمات صحية وتعليمية لهن، وكذلك صعوبة وصولهن إلى مواقع القيادة، منبهاً في هذا الصدد أن مثل هذه المشاريع التي تعمل عليها النهضة العربية (أرض) مهمة وضرورية في بناء الوعي وزيادة المشاركة.
وبرأيه؛ فإن تغيير النظرة المجتمعية وكسر القيود الناجمة عن البيئة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية أمام المرأة، سيساعدها، بالتأكيد، على تخطي الحواجز والعقبات التي تحول دون مشاركتها الفعلية، موضحاً أنه خلال التدريبات عمل على توظيف بعض الأدوات لزيادة وعي المشاركين وخلق أجواء من التفاعل والحماس كالأنشطة اللامنهجية عن طريق المحاكاة.
ويطمح أبو زهرة الذي اعتبر أن تمكين المرأة من الوصول إلى مراكز صنع القرار يتطلب خلق رأي عام داعم، وإقرار سياسات محفزة، وتكاتف جهود التعاون بين الحكومة والمؤسسات الحقوقية والمدنية، إلى زيادة تمثيل النساء على مختلف الأصعدة مستقبلاً.
