الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

“فرص للخير” سلسلة مدونات تطلعات

مشاركة

بقلم آدم ليتش[1]

تسبب هذا “التهديد” لأمننا -صحتنا، واقتصادنا، وعلاقاتنا، وآمالنا، ومخاوفنا، وأكثر- في أضرار هائلة، وهذا الأمر جليّ بالنسبة لشعوب وأنظمة العالم “الغني” بشكل أساسي، وللضعفاء في تلك المجتمعات بشكل رئيس.

 كشف هذا التهديد عن الأنانية والأنا والنرجسية لأجيال الحاضر “للنمو” والازدهار، ولتلك الطبقات الاجتماعية والاقتصادية التي اعتادت الاعتماد بشكل كبير على سهولة الاستهلاك وراحته.

نجم هذا الوضع عن عدد من الممارسات السيئة –مثل الافتقار إلى الحوكمة الرشيدة، وتفشي الفساد قصير المدى، والفشل المتفاقم في الإنفاق العام الحصيف أو الكافي (في المملكة المتحدة)، وذلك من خلال “السباق الاستثنائي إلى القاع” للمنافسة الحزبية السياسية حول أوروبا والموارد وهلم جرًا.

 الأكثر ضعفًا بالطبع ليسوا جزءًا من هذه المجتمعات على الإطلاق، ولكنهم من بين الملايين العديدة التي كانت “في القاع” دائمًا.

 فالعديد من الشعوب -كالفلسطينيين والعراقيين والسوريين واليمنيين– ممن يتعرضون للاضطهاد بلا رحمة منذ سنوات وحتى الآن، لا يواجهون أخطار الفيروس، وحسب بل يتعرضون أيضًا لإساءات واعتداءات إضافية وعنف تحتمي كلها بغطاء هذا الفيروس. وعلى نطاق أوسع، يضر الانهيار المدفوع بالفيروس بالثروات التي تغذي المساعدات، والتجارة والاستثمار الأجنبي والتحويلات، والأعمال الخيرية التي أصبحت جزءًا من نظام عالمي للمساعدة والدعم والاستدامة، الأمر الذي ربما يهدد المانحين لتلك المنح ومستقبليها بذات القدر.

على الرغم من ذلك، فقد تظهر توجهات أعمق تدريجيًا، إذ يُضطر الناس -في مجتمعات الحجر- لمواجهة الخمول وفقدان رفاهية الإشباع الفوري لاحتياجات الآخرين، ووجوب التصالح مع حتمية الخسارة والموت. لا بد أن نجد في ذلك تحفيزًا لإنسانيتنا، فواقع الحال هذا، هو فرصة للخير.

إن لم نتمكن من إدراك هذه الحقائق، فإننا نواجه احتمالًا أسوأ. وبينما يصحح الرئيس الألماني السردية قائلًا -هذه ليست حربًا، كما هو الحال مع الأعمال العدائية التاريخية الأخرى والحرائق المعاصرة- إلا أن الأمر يمكن أن يخلق على الأقل حالة من عدم الاستقرار لا يمكن لأحد السيطرة عليها.

 وقد تصل الأمور لحد الاقتتال.                                                                      

لمن يتبقى منا على قيد الحياة.

عن الكاتب: المستشار الرئيس/مدير Mokoro Ltd Oxford، المملكة المتحدة.

[1] مستشار التنمية الدولية والإنسانية؛ وخبرة 35 عامًا في القيادة الإستراتيجية في إفريقيا؛ وشرق ووسط وجنوب شرق آسيا؛ والشرق الأوسط؛ وروسيا؛ وأوروبا الشرقية؛ وفي تقديم استجابات عملية للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والمؤسسية