الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

“كورونا” السودان.. مساعدات “خجولة” تفاقم معاناة الفقراء سلسلة موجزات واقع حال الحماية الاجتماعية في العالم العربي

مشاركة

أكثر من 70% من العائلات القاطنة في جمهورية السودان ستفقد دخلها في ظل الإغلاقات والقيود المصاحبة لجائحة كورونا، وسط أوضاع اقتصادية غير متزنة وهشة، وتآكل للدخول، ما ينذر بتوسع رقعة الفقر هناك.

يصاحب تلك الأوضاع، تأكيدات منظمة الصحة العالمية في أن السودان في وضع “خطر” في مواجهة كورونا؛ لعدم قدرته على الاستجابة لأي تفشي واسع “محتمل” للمرض، وأن النظام الصحي هناك ظل محدودًا لعقود طويلة.[1] وفي وقت يفتقر فيه السودان للكادر الطبي المؤهل، وضعف البنية التحتية، ونقص المعدات والإمدادات الدوائية، يكابد نظام التغطية والرقابة الصحية فيه ضعفًا هيكليًا، يعرقل سرعة الاستجابة لتداعيات الفيروس والحد من تفشيه.

توثق منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، في هذا الموجز استجابات جمهورية السودان وإجراءاتها لمكافحة جائحة كورونا، وتسعى لمعرفة التدابير التي اتخذتها الجمهورية السودانية لتلبية احتياجات الفئات الأكثر تأثرًا من اللاجئين وعمال المياومة، والنساء والأطفال، وكبار السن جراء كورونا، حيث تحث المنظمة، الحكومات العربية، على تطبيق خطط استجابة طارئة لحماية شعوبها من تداعيات هذا الفيروس. وتؤكد المنظمة ضرورة معرفة استجابات الدول العربية، ومنظماتها المدنية والحقوقية والإنسانية، والمبادرات الشبابية للفئات الأكثر تضررًا من الجائحة، وذلك ضمن سعيها لاستجلاء أطر الحماية الاجتماعية في الدول العربية، وجهود محاربة الفقر.

دخلت جائحة كورونا السودان في 13 آذار/مارس الماضي، وتحديدًا بمدينة الخرطوم، إذ بلغ مجموع الحالات المؤكدة 66 حالة من بينها 10 وفيات و3 حالات شفاء، حتى 17 نيسان/أبريل الحالي. و تؤشر توقعات أن يترك فيروس كورونا تأثيرًا على الأمن الغذائي والتغذية من خلال التأثير على ركائز هذا الأمن، خاصة في ضوء التدابير ذات الصلة بالفيروس التي فرضت على بعض البلدان المصدرة للحبوب.

وكغيرها من الدول، اتخذت الحكومة السودانية مجموعة من القرارات لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، والتي تمثلت بـ”إيقاف جميع المؤتمرات الحكومية والعلمية والطوعية، سواء للمؤسسات الحكومية أو الخاصة”، فضلًا عن “إقامة الفعاليات الرياضية بكل أنواعها بدون جمهور حتى إشعار آخر، وترتيب لعودة السودانيين الموجودين في البلدان الموبوءة”.[2]

إلا أن هذه القرارات، لم تشتمل على برامج حقيقية وواضحة لحماية الفئات المستضعفة، في وقت يحتاج فيه نحو 9.3 مليون شخص في جميع أنحاء السودان إلى دعم إنساني واجتماعي وصحي وغذائي.[3] ولأجل ذلك، نصح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الحكومة السودانية، من انتهاج سياسة مالية توسعية من خلال زيادة الإنفاق الحكومي وخفض تكلفة الإقراض، لمواجهة الأثر الاقتصادي السلبي لانتشار كورونا، وتوسيع شبكات الأمان والدعم النقدي المباشر للمواطنين الأكثر تأثرًا بحدة الفقر.[4]

فيما اقتصر دعم الحكومة السودانية، خصوصا للفئات غير المنظمة، على قطاعات بعينها ممثلة في بائعات الشاي والأطعمة، بدفع ستة آلاف جنيه سوداني (الدولار يساوي 55.3 جنيهًا) شهريًا إلى 36 ألف سيدة، حيث تعمل مئات من النسوة في الأوقات المسائية بالأماكن العامة.[5] 

وفي إطار مكافحة الجائحة، أفرجت السلطات السودانية عن أكثر من أربعة آلاف سجين، بعد أن شهد السودان حدوث أكثر من حالة تمرد داخل السجون على وقع انتشار كورونا، والتي قوبلت أيضًا، بمطالبات منظمات إنسانية، وناشطين، وجهات سياسية وإعلامية، بإطلاق سراحهم.

وعن حماية الفئات الأضعف، في ظل كورونا، بادر اتحاد الغرف التجارية في السودان إلى تبني حملة توعوية لكبار السن في دور العجزة، والأطفال فاقدي السند في دور الأيتام، ومرضى السرطان، والصم والبكم والمكفوفين.[6] 

وبشأن اللاجئين والنازحين في السودان، فهناك العديد من اللاجئين يعيشون في مخيمات مكتظة بالسكان مع عدم كفاية البنية التحتية الصحية ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، ما ينذر بكارثة كبيرة على هؤلاء في ظل انتشار جائحة كورونا وتوسعها.[7]  

في حين تتصاعد المخاوف من المخاطر التي تتهدد أطفال الشوارع، مع ازدياد انتشار فيروس كورونا، والذين يقدر عددهم بأكثر من 15 ألفًا، من بينهم 5 آلاف طفل يعيشون في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، وسط تحذيرات من إمكانية تحول هؤلاء الأطفال إلى “حاضنة” لكورونا نتيجة للأوضاع الصحية السيئة التي يعيشونها يوميًا.[8] 

وعلى مستوى المبادرات الشبابية، نشطت في السودان مبادرات تطوعية للتقليل من انتشار فيروس كورونا ومساعدة الدولة على احتوائه. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، لعب تعاون مبادرة “لجنة صيادلة السودان المركزية” مع شباب “لجان المقاومة” في الأحياء دورًا هامًا في محاربة جشع التجار، وتصنيع المعقمات محليًا في المعامل والبيوت، وتوزيعها على السودانيين. كما انضمت مجموعة من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، ومؤسسات حقوقية للعمل والتطوع مع وزارة الصحة الاتحادية ودار اتحاد أطباء السودان.[9]

[1] منظمة الصحة العالمية: السودان بوضع “الخطر” في مواجهة كورونا

[2] كورونا ..اتخاذ قرارات غير مسبوقة في السودان لمنع الفيروس

[3] الأمم المتحدة: الاستجابة لفيروس كورونا المستجد في السودان

[4] السودان يعلن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 5

[5] ماذا قدمت الحكومات العربية؟.. تحقيق للجزيرة نت عن الأوضاع المالية للعمال في ظل كورونا

[6] مبادرة سودانية لحماية الكادر الطبي والعجزة والمعوقين

[7] مفوضية اللاجئين تتصدى لانتشار كورونا في السودان

[8] أطفال الشوارع بالسودان.. من يحميهم في زمن كورونا؟

[9] السودان: مبادرات تطوعية للحد من انتشار كورونا ومواجهة «مافيا الكمامات والمعقمات»