الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

“كورونا” جيبوتي.. أزمة صحية ومعيشية تعمق معاناة الفقراء سلسلة موجزات واقع حال الحماية الاجتماعية في الوطن العرب

مشاركة

رغم أنها تعد أصغر دولة في القرن الإفريقي، وتكاد تخلو من أي موارد طبيعية، كتب عليها أيضاً أن تكون من أشد البلدان العربية فقراً، ليس ذلك فقط، إذ احتلت المرتبة 175 عالمياً من ناحية الاستجابة لجائحة فيروس كورونا المستجد.

هي جمهورية جيبوتي، التي سجلت أول إصابة في “كورونا” يوم 18 آذار (مارس) الماضي(1)، لتكتشف عدم قدرتها على الاستجابة الفورية لحماية فئاتها من تداعيات الفيروس، بل وإمكانية تعرضها “للمخاطر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في حال تفشي كورونا”.(2)  

توثق منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية “أرض” في هذا الموجز استجابات وإجراءات جيبوتي لمكافحة جائحة “كورونا”، وكيفية استجابتها لحماية الفئات المستضعفة من الفقراء وكبار السن والأطفال والمهاجرين واللاجئين وذوي الاحتياجات الخاصة.

على مستوى دول شرق أفريقيا، سجلت جيبوتي التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة، أكثر من 900 إصابة بفيروس كورونا، توفي منهم اثنان، في ظل قصور الحكومة الجيبوتية على الاستجابة للأوبئة. (3)

                                                

ومنذ ذلك الوقت، لم تعلن حكومة جيبوتي حتى هذه اللحظة، عن خطة حقيقية على أرض الواقع لتقديم الحماية الاجتماعية لمواطنيها، خصوصاً للفئات المستضعفة، واكتفت بالإعلان عن تقديم الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”، مساعدات إنسانية لألف أسرة فقط. (4)

وذلك بالتزامن، مع تقديم البنك الدولي لمبلغ 5 ملايين دولار؛ مساعدة لجيبوتي بالتصدي لانتشار كورونا، وحماية شبكات الأمان الاجتماعي، وتقديم الرعاية الصحية، مع إيلاء اهتمام خاص بالمرأة والشباب. (5)

ووفقا لتقرير اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، الذي أشار إلى أن جيبوتي “قد تشهد أعلى معدل للإصابات بين دول القارة”، في ظل إمكانية تسبب فيروس كورونا بوفاة ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص في أفريقيا. في حين أن تلك التقديرات، التي خصت جيبوتي، على وجه التحديد، جاءت بناءً على ما تشهده الجمهورية من عوامل عديدة كالفقر وانتشار المشاكل الصحية بين السكان، التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة، في ظل وجود بعض الأمراض هناك مثل السل وفيروس نقص المناعة (الإيدز). (6)  

في ضوء ذلك، تأتي تحذيرات أممية من أن تفشي “كورونا”  يهدد بإلحاق أضرار واسعة بجمهورية جيبوتي، حيث قد يزداد انعدام الأمن الغذائي بأكثر من الضعف في غضون ثلاثة أشهر فقط، بالمقابل هناك نحو 20 مليون شخص في الدول الأفريقية يفتقرون حاليا إلى إمدادات غذائية آمنة. (7)

فيروس “كورونا” ألقى بظلاله أيضا على المهاجرين هناك، عندما أعادت السلطات الجيبوتية أكثر من 2400 مهاجر إلى إثيوبيا، تقطعت بهم السبل في جيبوتي بسبب القيود المفروضة على التنقل في ظل كورونا، وأرادوا العودة إلى ديارهم، دون خضوعهم للاختبارات الصحية قبل مغادرتهم جيبوتي.(8)

في سياق آخر، سجلت جيبوتي عدة مبادرات وحملات للحد من تداعيات “كورونا”، كحملة قامت بها رابطة العالم الإسلامي، بشراء مستلزمات صحية ووقائية لتوزيعها على الجهات الصحية الحكومية، وشملت (حقائب وقائية ومواد توعوية وتثقيفية ومواد طبية).(9)

وكذلك تبرع مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جيبوتي بإنشاء 50 وحدة صحية متنقلة لإقامة مستشفى ميداني يزيد القدرة الاستيعابية لاحتواء المصابين بفيروس كورونا، وللحد من الآثار السلبية الناجمة عن هذه الجائحة التي أثرت على النظام الاجتماعي والصحي والاقتصادي هناك.(10)

وفي حين تعاني جيبوتي من أزمة صحية ومعيشية تنذر بمزيد من المعاناة للفئات المستضعفة هناك، تتأتى التأكيدات بضرورة تكاتف الحكومة والقطاع العام ومنظمات المجتمع المدني في مواجهة جائحة كورونا، بما يضمن توفير خدمات الحماية الاجتماعية لهم من صحة وغذاء وملبس ومشرب.

(1) جيبوتى تؤكد أول حالة إصابة بفيروس كورونا

(2) القدرة على مواجهة انتشار الأمراض.. تعرف على ترتيب الدول العربية

(3) ارتفاع حاد بإصابات كورونا في جيبوتي والصومال

(4) “تيكا” التركية تقدم مساعدات إنسانية لجيبوتي

(5) جيبوتي: البنك الدولي يوافق على 5 ملايين دولار كدعم سريع للتصدي لفيروس كورونا

(6) الأمم المتحدة تحذر: كورونا قد يقتل 3 ملايين شخص ويصيب 1.2 مليار بأفريقيا

(7) آخر مستجدات جائحة كورونا

(8) جيبوتي أعادت أكثر من 2400 مهاجر أثيوبي

(9) «الإنسان أولاً» لا تفريق.. ولا تمييز

(10) “الندوة العالمية” تتبرع بـ 50 وحدة صحية متنقلة لإقامة مستشفى ميداني بجيبوتي