الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

لا حدود لصمود النساء وعطائهن

مشاركة

لم تكن النساء اللواتي وقع عليهن اختيار مبادرة “حارات العونة” لدعمهن بنساء عاديات، بل مثّلت قصة كل منهن نموذجاً للصمود والعطاء. تأتي القصص التالية والتي دونها كل من آمنة داود، وسامي عمر حسن، وإبراهيم الزغيبات من شباب حارات العونة، لتوثيق جزء من مبادرات أطلقوها للتضامن، ولدعم النساء في مجتمعاتهم للتغلب على التبعات الاقتصادية والاجتماعية لكوفيد-19 في أنحاء المملكة.

 

شك الخرز يزيد من دخل أسرة ليلى

“تعبت من كوني في موقف الآخذ. أريد أن أبدأ بالعطاء إذ تكمن السعادة فيه”.

تزداد المسؤولية الواقعة على عاتق المرأة في ظل عجز معيل الأسرة، خاصةً إن كانت أمًّا لعدد لا بأس به من الأولاد.

هكذا، بدأت ليلى* في صنع الإكسسوارات، والمسابح والحلي وغيرها من فنون شك الخرز بعد مرض زوجها، لتأمين دخل عائلتها المؤلفة من أربعة أولاد جميعهم على مقاعد الدراسة، إضافة إلى تأمين مستلزماتهم المدرسية.

الرغبة في زيادة الدخل وإضفاء المزيد من الابتكار على تصميم منتجات شك الخرز وتنفيذها، دقعت ليلى التي تتمتع بميول فنية وموهبة إبداعية إلى الالتحاق بدورة تعلّم فن شك الخرز التي استفادت منها كثيرًا، فتعبر عن ذلك قائلة: “أريد أن أشق طريقي، وبالرغم من التعب أشعر بالسعادة عندما أمنح وأعطي”.

تستقبل ليلى الزبائن في بيتها وأغلبهم من الأصدقاء والمعارف والجيران، وكغيرها من أصحاب الأعمال المنزلية الصغيرة، تطمح ليلى إلى توسيع مشروعها عبر خدمات التواصل الاجتماعي شيئًا فشيئًا. ولحاجتها للإنفاق على أسرتها وزيادة دخل العائلة، تفكر ليلى في البدء في صناعة المطرزات الفلاحية بعدما تأكدت من ازدياد الطلب عليها في منطقتها. 

وساهم الدعم المالي الذي قدمه شباب حارات العونة في أن تتخلص ليلى من الديون التي كانت متراكمة عليها. وبما تبقى من هذا الدعم، اشترت ليلى لمواد والخامات الرئيسية التي تلزمها لصنع الإكسسوارات والمسابح والأساور.

 

سمية والبحث عن دخل ثابت

“الأم نهر من العطاء وهي لا تنتظر مقابلًا لعطائها هذا، ولكنها تحتاج إلى الدعم من أجل الصمود”.

تعد السيدة سمية*، وهي أم لستة أولاد، رمزًا للعطاء والصمود، والذي تجلى بعد وفاة زوجها العامل في مجال المياومة، والتي أثرت على سمية معنويًّا وماديًّا، إذ كان عليها تسديد الديون التي خلّفها الزوج بعد وفاته.

“من أين سأحصل على المال؟”، “ماذا سأفعل؟” و”كيف سأتمكن من إكمال تعليم أولادي الستة؟”.

أسئلة كثيرة كانت تتزاحم في عقل سمية التي كانت تعاني الإنهاك الجسدي والنفسي دون شك.

علمت سمية بأنه لا توجد سبل عديدة مفتوحة أمامها، فبعد أن تزويج بناتها الأكبر فور انتهائهن من مرحلة الثانوية العامة، أصرت أن تسند ابنتها مريم في الحصول منحة جامعية من وكالة الغوث. تحاول سمية الآن بكل ما أوتيت من جهد وقوة أن توفر الأقساط لمريم. ولتجاوز هذا العائق، تفكر سمية بعمل مشروع صغير داخل بيتها على صورة بقالة صغيرة تدر عليها دخلًا ثابتًا، لعلها تستطيع من خلاله سد رمق أولادها الأيتام وتلبية احتياجاتهم، وتعليمهم، وحمايتهم والمحافظة عليهم. “لن أتخلى عنهم أو أتوانى عن رعايتهم لحظة، فإن ذهب والدهم فسأكون لهم الأب والأم دائمًا”، على حد تعبيرها.

بالنسبة لسمية، فقد ساعدتها المنحة المالية التي قدمها لها شباب حارات العونة على تسديد الديون المتراكمة عليها، وشراء بعض المستلزمات والمواد الأساسية لشق طريقها نحو تأمين مصروف يوميٍّ بهدف تحسين الوضع الاقتصادي للعائلة.

 

ميسون.. من الأدوات المنزلية إلى المطبخ الإنتاجي

“لا أستطيع أن أتوقف عن العطاء، فأولادي بحاجة لي وأنا سندهم الوحيد. يجب أن أصمد من أجلهم”.

تعمل ميسون* في مجال بيع الأدوات المنزلية وأواني الطبخ، فقد كانت تستقبل الزبونات من المعارف، والأصدقاء والجيران في منزلها، لكنها توقفت عن ذلك بسبب سلوكيات زوجها العنيفة والمؤذية جراء معاناته من مشاكل الإدمان وتبعاته، ما دفعها لإنهاء عملها هذا. وقد شاركت ميسون في تأمين دخل يومي للعائلة التي تتكون من خمسة أولاد، وتسعى الآن للرجوع إلى عملها المتواضع بعد انفصالها عن زوجها.

تفكر ميسون بتوسيع المشروع ليشمل صنع وجبات منزلية يومية بمساعدة بناتها اللواتي يعشقن الطبخ، لقد ساهم الدعم المالي الذي قدمه شباب حارات العونة في أن تتخلص ميسون من الديون التي كانت متراكمة عليها، كما اشترت بما تبقى من هذا الدعم ما ينقصها من مستلزمات تمكنها من المضي قدمًا في عملها.

يشار إلى أن منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) تعمل على تسليط الضوء على قصص صمود نساء ودعمهن من خلال شباب حارات العونة ضمن مشروع “تمكين بعضنا البعض” والذي ينفذ بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبدعم من الحكومة الأسترالية.

*الأسماء الواردة في القصص مستعارة.