الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

محلية العمل الإنساني في ضوء الدروس المستفادة من كوفيد-19

مشاركة

كلمة غادة عبد التواب، مسؤولة برنامج العمل اللائق والحماية الاجتماعية، مؤسسة فورد، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لقاء تعزيز محلية العمل الإنساني في الأردن 

حقوق الصورة لمؤسسة فورد

قدر تفاؤلنا بالحصول على لقاح جديد لكوفيد-19، هناك قلق من أن ينتهي بنا المطاف بالعودة عاجلًا لا آجلًا إلى “الوضع الطبيعي القديم السيئ” أو حتى “الوضع الطبيعي الجديد الأسوأ”.

ومع هذا اللقاح الجديد، فقد بدأت النقاشات بالفعل حول من يحصل عليه أولًا؟ من يستطيع تحمل كلفته؟ ومن سيتخلف عن الركب؟

إنّ المساواة (أو بالأحرى عدم المساواة) في التوزيع بين الشمال والجنوب، والريف والحضر  والمهاجرين والمواطنين، هو تذكير جيد بأوجه عدم المساواة الصارخة في عالمنا اليوم.

وتطرح اللقاحات الجديدة تساؤلات حول الملكية الفكرية والبنية التحتية للتوزيع، ما يضع الجنوب العالمي في وضع غير مواتٍ للأسف.

الدرس الأول

وحتى الآن، تشير الدروس الحديثة جدًا  والمستخلصة من كوفيد-19  إلى أنّ لا أحد آمن حتى يصبح الجميع آمنين، فنحن جميعًا معرضون للخطر بغض النظر عن هويتنا ومكاننا!

وكما هو الحال مع إنتاج اللقاح وتوزيعه، فإن عدم المساواة وعدم التوازن في القوة هما جوهر الحوار المتعلق بالمحليّة.

إن لدى المنظمات غير الحكومية في الجنوب العالمي، وبشكل أكثر تحديدًا في منطقتنا، صراعات يومية: النضال من أجل الموارد (إذ ما  تزال المنظمات غير الحكومية الشمالية تسيطر عليها)؛ الكفاح من أجل الحصول على مساحة أكبر مع حكوماتها، والكفاح أيضًا من أجل الشرعية والثقة مع جمهورها.

إنّ السردية المهيمنة على المجتمع المدني المحلي هي في الغالب واحدة من تلك المتعلقة بانعدام الثقة، والشك، وعدم الكفاءة، والأجندات الأجنبية.

الدرس الثاني

ومع ذلك، هناك درس آخر مستفاد من كوفيد- :19 الجهات الفاعلة المحلية لا الأجانب هي من بإمكانها الاستجابة على الفور أثناء الوباء. لقد رأينا تحالفات محلية توزع مواد غذائية وصحية؛ وتحلّل أنظمة إدارة الأزمات وتقترح تدابير بديلة وتغييرًا طويل الأمد على النظام. لقد عرفت هذه الجهات بالضبط من تستهدف، متى وكيف؟ كما كانت مرنة وقابلة للتعديل.

هذه لحظة إعادة بناء الثقة في المجتمع المدني المحلي والوطني.

الدرس الثالث

لقد تعلمنا أيضًا أن الحلول القائمة على المشروعات قصيرة المدى غير صالحة. لقد كشف الوباء عن هشاشة أنظمتنا في كل من شمال الكرة الأرضية وجنوبها.

إن التفاوتات الهيكلية في مجالات الصحة، والتعليم، والحماية الاجتماعية، والضرائب، والديون الدولية هي جوهر محادثات المساعدة الإنسانية، وهذه ليست محادثات موازية.. فالعالمي والمحلي مترابطان بشكل وثيق.

يتمتع المجتمع المدني المحلي بالشرعية للعمل على هذا الأمر على المستوى الوطني، بينما تركز المنظمات غير الحكومية الدولية على النظم العالمية والمناصرة الدولية.

بالنسبة للممولين، كيف نعيد النظر في نموذج أعمالنا؟

إنّ تقاسم المخاطر أمر جوهري، إذ لم تعد الفرضية القائلة بأن المنظمات المحلية “أكثر خطورة” من المنظمات الدولية صحيحة، لقد أضحت هذه أسطورة من الماضي!

الاستثمار على المدى الطويل في القدرات المحلية، وبناء الحركة، والمعرفة المحلية وإدارة الأزمات هو الطريق الذي يجب اتباعه، حتى نستعد جميعًا بشكل أفضل في المرة القادمة التي تضرب فيها الأزمة!

في عام 2016، قدمت مؤسسة فورد برنامجها الجديد BUILD للاستثمار في مرونة المؤسسات على المدى الطويل. يسمح الدعم الأساسي متعدد السنوات، والمرن، وغير المقيد للمنظمات في جنوب الكرة الأرضية بالتحكم في أجندتها وتحديد أولوياتها الخاصة؛ وتحول السلطة تاليًا.

مع انتشار الجائحة عالميًا، أصدرت مؤسسة فورد سندًا اجتماعيًا بقيمة مليار دولار أمريكي لدعم استجابة المجتمع المدني للأزمة. نظرًا لأن الحكومات تقدّم حزم تحفيز لإنقاذ الشركات، فإن العمل الخيري الخاص ذو التزام تجاه المجتمع المدني لتقاسم المخاطر أثناء الأزمة العالمية.

نحن فخورون بشراكتنا مع  منظمة النهضة (أرض) التي تقود هذه المحادثة المهمة في الوقت المناسب حول المحليّة. لقد كانت الملاحظات الافتتاحية صباح اليوم واعدة تشير إلى انفتاح الحكومة على شراكات حقيقية مع المجتمع المدني المحلي في الأردن.

وكما هو الحال مع اللقاح الجديد، فإن التقارب والتعاون والمساواة بين جميع الأطراف (المجتمع المدني المحلي، والمنظمات الدولية غير الحكومية، والحكومات، والقطاع الخاص، والمانحين) هو في صميم صفقة جديدة أفضل حول المحلية!