الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

مريض التوحّد.. الإنسانية والقلق!

مشاركة

التوحّد هو اضطراب يؤثّر على النمو الطبيعي للطفل في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل، إذ عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون به صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي والتفاعل الاجتماعي.

هي حالة أهالي أحد الأحياء في إحدى محافظات المملكة، مع طفل مريض بالتوحّد يقطن بجانبهم، دائم الإزعاج والقلق بسبب اضطرابه العقلي، ما تعيّن عليهم إخبار والده بانزعاجهم من تصرفات طفله، ولأكثر من مرة. فلا مكان للنوم الهادئ المطمئن، ولا ما يحزنون. صرخات تتعالى من كل صوب، فيها ما فيها من المعاناة والمرض. والأهم، إزعاج دائم ومستمر لا يتوقف إلا أن يأتي الله أمره! 

الأب، يعي تمامًا حجم المشكلة التي تواجه جيرانه، لذلك عزم على تغيير مكان سكنه لأكثر من مرة، في محاولة لأن ينهي تلك المعاناة وشكوى جيرانه الدائمة، لكن دون جدوى. وبرّر تصرفات إبنه بسبب ما فرضه فيروس كورونا المستجد على حياتنا المعيشية. وما تسبب به من إغلاقات عامة في المراكز العلاجية والمؤسسات التي ترعى مثل تلك الحالات، وخصوصًا خلال فترة الحظر الشامل الذي عم البلاد.

إلى أن جاء اليوم الذي وجد فيه الأب نفسه مطلوبًا للقضاء بشكوى “إقلاق الراحة العامة” التي تصل مدة عقوبتها لشهر، أو غرامة 200 دينار أردني أو كليهما معًا، بحسب الدائرة القانونية في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، والتي ترافعت عن هذه القضية.

وتدخل هذه القصة ضمن جزئيتين: الأولى؛ وجود حالة مرضية خارجة عن السيطرة وعن إرادة المشتكى عليه (الأب)، أما الثانية، فتدخل في العمق الإنساني وكيفية تعامل الناس مع المشكلات والمصاعب، والمرض! وبعين المصلحة الفضلى، فمن المتوقع أن تكون إجراءات التقاضي في هذه القضية، بما يتناسب مع مصلحة الطفل المريض، على اعتبار أنّ ذلك يوفر حماية أكبر للأطفال، ويضمن الدعم الاجتماعي والنفسي للأطفال الضحايا. 

ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإنّ التوحّد يعدّ من أسرع أمراض الإعاقة انتشارًا في العالم ويصاب به واحد على الأقل من كل 150 طفلًا من الجنسين. ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية تبين أعداد المصابين بالتوحّد في الأردن، إلا أنّ اختصاصيين وخبراء يؤكدون أنّ عددهم يصل لحوالي 8 آلاف مصاب ومصابة. في هذا السياق، تتعالى المطالبات بضرورة إعادة فتح المراكز العلاجية أمام مرضى الاحتياجات الخاصة، وتأمين هؤلاء بسبل وقائية كافية، وتحديداً أولئك الذين يعانون من التوحد أو متلازمة داون أو ذوي الإعاقات الذهنية.

وتسبب إغلاق المراكز الخاصة بافتقاد هؤلاء الأطفال للحياة الاجتماعية ولتلك الأنشطة المسلية التي تجنبهم الملل والوحدة، وبات على الأهل أن يتحملوا المسؤولية بمفردهم ومن دون مساعدة من أحد وأن يبحثوا عن حلول مجدية تخفف عنهم قسوة المحنة، وخاصة أنه لا أحد يعلم متى ستنتهي وتعود الحياة كما كانت.

هذه القصص هي جزء من أنشطة مشروع تعزيز بيئة الحماية للأطفال الأردنيين والسوريين والذي ينفذ بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). و يهدف المشروع إلى المساهمة في تعزيز البيئة الوقائية للفتيان والفتيات السوريين والأردنيين المعرضين للخطر بمن فيهم الأطفال من ذوي الإعاقة الذين يعيشون في المجتمعات الأكثر ضعفًا وتضررًا من جائحة كوفيد-19، وذلك من خلال توفير الخدمات القانونية والدعم النقدي لهم.