إن وقفنا متفرقين، فلن نكون إلا ضعفاء كأجنحة الفراشة، أما إن تحدنا، فيمكن لأجنحتنا أن تحمل الثورة.
يُصادف الخامس عشر من أيار/مايو الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة، اليوم الذي شهد بدء تهجير الفلسطينيين وانتزاع ممتلكاتهم من عام 1947 إلى 1949، كما يُصادف الخامس من حزيران/يونيو يوم النكسة الذي شهد المزيد من التهجير خلال حرب 1967 وما بعدها. هذه الهجمات العنيفة الأخيرة التي شنها العدوان الإسرائيلي على المتظاهرين والمصلّين الفلسطينيين العُزّل في القدس وما تلاها من تصعيد شديد للعنف في كل من الكيان الإسرائيلي وفلسطين، تُذكرنا بأن حل قضية فلسطين – التي تتسم بالتطهير العرقي المستمر، والاحتلال، والفصل العنصري والتجرد من الإنسانية – هو أبعد من أي وقت مضى. وإن هذا الواقع المأساوي واندلاع انتفاضة جديدة في جميع أنحاء فلسطين التاريخية مصحوبة بموجة من التضامن العالمي، يدفعنا لإطلاق نداء لتجديد التعبئة والعمل.
انتفض الشباب الفلسطيني منذ بداية شهر رمضان المبارك لحماية مساحتهم الآخذة في التقلص في القدس الشرقية تصدياً للاستفزازات الإسرائيلية عند باب العامود، والتهديد بإخلاء العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح، وعمليات العنف الوحشي في مسجد الأقصى. إن الإعلان عن مزيد من التهجير للاجئين الفلسطينيين لإفساح المجال للمستوطنين اليهود غير الشرعيين في حي الشيخ جراح، هو في حد ذاته تجسيد للنكبة، ناهيك عن الإجراءات المماثلة في حيفا والجليل والنقب والضفة الغربية. ومجدداً، سيدفع المدنيون الأبرياء في غزة المنهكة أبهظ الثمن في التصعيد الأخير لوتيرة العنف. وإلى أن يتم إنهاء الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي، ستستمر النكبة وسيبقى الفلسطينيون بدورهم مرابطين ومحافظين على مقاومتهم المشروعة ومطالبهم بالعدالة، ما يدفعنا للتضامن معهم ودعمهم.
تطلق النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) وشبكتها الدولية لخبراء القضية الفلسطينية نداءً لتعبئة عالمية دعماً للفلسطينيين، بالتركيز على الفترة الواقعة بين يومي النكبة والنكسة. وهذا هو الوقت المناسب، أكثر من أي وقت مضى، للتضامن والدعم من خلال تعبئة القواعد الشعبية، ورفع الوعي، وممارسة الضغوط السياسية، والدعوة إلى المقاطعة وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات، والعمل على وضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب. كل صوت مهمّ!
وعليه، فإن النهضة العربية (أرض) والشبكة الدولية لخبراء القضية الفلسطينية تحت وسمي #لا_للمزيد_من_النكبات و#أنقذوا_حي_الشيخ_جراح:
يناشدان أصحاب الضمائر حول العالم
دعم المساعي الفلسطينية المطالبة بتحقيق العدالة من خلال:
– تعزيز الأصوات والنداءات الفلسطينية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري.
– البقاء على اطلاع على آخر التطورات الميدانية، والانخراط في الندوات، والتفاعل مع وسائل الإعلام.
لا تلزموا الصمت! تذكروا أن التسامح العالمي مع الجرائم الإسرائيلية هو السبب في بقاء القضية الفلسطينية على ما هي عليه طوال هذا الوقت.
يناشدان مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي:
اتخاذ الخطوات الضرورية لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال:
– الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
– المطالبة بوقف جميع أشكال العنف والاضطهاد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وأراضيهم.
– السعي لنشر مراقبين دوليين في كل من غزة، والضفة الغربية، والقدس الشرقية، وإسرائيل.
– التأكيد على حُرمة الأماكن المقدسة في القدس والمصلّين فيها.
– وقف بيع الأسلحة لإسرائيل.
يناشدان منظمات المجتمع المدني، والمحاميين، والأكاديميين، والناشطين العاملين على القضية الفلسطينية في المنطقة والعالم:
· استخدام أصواتهم ومنصاتهم لإدانة أعمال العنف الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمطالبة بإنهاء نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وتحقيق المطالب الفلسطينية المشروعة.
· تسخير خبراتهم وشبكاتهم لدعم نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري، وتحقيق العدالة.
يدعوان وسائل الإعلام العالمية إلى:
· تغطية آخر التطورات الميدانية على الساحة الفلسطينية-الإسرائيلية بحيادية، بعيدًا عن الأجندات السياسية.
· العمل على تغطية الأحداث الأخيرة على الأراضي الفلسطينية ضمن إطارها التاريخي، والقانوني، والسياسي. إضافة إلى الامتناع عن تصوير القضية الفلسطينية على أنها صراع بين أطراف متكافئة وإنما هي محاولات إسرائيلية متواصلة من التطهير العرقي تستهدف سكان فلسطين الأصليين من غير اليهود، في إطار نظم الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، بما يتنافى مع القانون الدولي ويمثل جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية.