في الذكرى الثانية والسبعين للنكبة الشبكة الدولية لخبراء القضية الفلسطينية في منظمة النهضة (أرض) تطلق ورقة موقف تندد باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية إزاء الفلسطينيين وسط جائحة الكورونا
عمّان – 15 أيار 2020، وجهت الشبكة الدولية لخبراء القضية الفلسطينية في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) رسالة تضامن في ذكرى النكبة من خلال ورقة موقف تندد بالانتهاكات الإسرائيلية في ظل انتشار جائحة الكورونا وتأثيرها على اوضاع الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
ومنذ تسجيل أول إصابة بكوفيد-19 في 21 شباط/فبراير 2020 في إسرائيل و5 آذار/مارس 2020 في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1967، واصلت إسرائيل انتهاك التزاماتها بحماية حق السكان الفلسطينيين الخاضعين لسيطرتها:
ففي الضفة الغربية، يعاني الفلسطينيون من قيود على الحركة تمنعهم من التنقل بين مناطق الأراضي المحتلة، بما يعيق الوصول إلى الرعاية الصحية والخدمات الأخرى اللازمة التي توفرها السلطة الفلسطينية، كما يتعرض الفلسطينيون لاعتداءات المستوطنين المستمرة، واجتياحات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهدم المنازل الفلسطينية وتشريد سكانها.
وفي القدس الشرقية تستمر الحكومة الإسرائيلية في منع السلطة الفلسطينية من توسيع نطاق خدمات وزارة الصحة، وفي الوقت ذاته، تقوّض عمل منظمات المجتمع المدني الفلسطيني وتمنعها من تقديم جهود الرعاية الصحية والوقاية فيها، كما تحدّ من وصول المقدسيين إلى خدمات الوقاية والرعاية الصحية المقدمة من قبل إسرائيل.
وفي قطاع غزة يهدد كوفيد-19 سكان القطاع، البالغ عددهم حوالي مليوني شخص من الرازحين تحت الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 13 عامًا، ويعاني أغلبية سكانه من الفقر المدقع، وانهيار نظام الرعاية الصحية وقلة مخزون الأدوية الأساسية، وتقطع إمدادات الكهرباء مما أدى إلى إضعاف قدرات الرعاية الصحية في غزة على مواجهة الفيروس.
وتبين الورقة أن التقصير في حماية الفلسطينيين من أخطار كوفيد-19 وعدم السماح لهم بمكافحة انتشار الفيروس وعلاجه بشكل فعال، يعد انتهاك صارخ من قبل إسرائيل للقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان، والقانون الجنائي الدولي.
حيث تدعو ورقة الموقف هذه إلى تعبئة إقليمية ودولية فورية لمساءلة إسرائيل ومحاسبتها على تجاهل التزاماتها تجاه أكثر من خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال خلال الجائحة الحالية.
ويوصي أعضاء الشبكة الدولية لخبراء القضية الفلسطينية أن تقوم إسرائيل بما يلي:
تولي الكشف والتبليغ عن حالات كوفيد-19 المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛
واتخاذ تدابير وقائية لضمان السلامة بين الفلسطينيين والعلاج المناسب، بما في ذلك ضمان الوصول إلى المختصين الصحيين والمرافق الطبية ذات الصلة.
إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وتحديدًا أولئك الذين يعانون من حالات صحية متردية التي من الممكن أن تتفاقم في ظل جائحة الكورونا، بما يشمل كبار السن والأطفال وتماشيًا مع التوصيات والنداءات الدولية.
وتوفير المعدات الطبية والمساعدة التقنية للفلسطينيين، والسماح للآخرين بتوفيرها، لعلاج تفاقم انتشار الجائحة ومنعها.
كما أوصت الشبكة إسرائيل أن تقوم إسرائيل برفع الحصار المفروض على غزة والسماح بدخول الإمدادات والكوادر الطبية. والتعاون مع الجهات المعنية الرسمية الفلسطينية والأونروا وحماية صحة العمال الفلسطينيين العاملين في إسرائيل.
والسماح بتوفير الإغاثة الاقتصادية للأسر المتضررة التي تعاني من آثار العزل، وتقييد الحركة وفقدان مصادر الدخل. والكف عن ممارسات تهجير لفلسطينيين من خلال عمليات مصادرة الأرض، وبناء المستعمرات الإسرائيلية وتوسيعها، وإجبار الفلسطينيين على إخلاء منازلهم وهدمها، مما يؤدي إلى تفاقم خطورة تفشي الجائحة.
وضمان حماية الفلسطينيين من التعرض لعنف المستعمرين الإسرائيليين في الضفة الغربية، واجتياحات جيش الاحتلال الإسرائيلي وممارساته ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وبالنهاية طالبت الشبكة الدولية لخبراء القضية الفلسطينية إسرائيل بالتوقف فورًا والامتناع عن تنفيذ أي من الخطط الإسرائيلية للمضي قدمًا في ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، واتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، كشرط أدنى لتمكين الفلسطينيين من تحقيق تقرير المصير على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
تتألف الشبكة الدولية لخبراء القضية الفلسطينية من أكاديميين دوليين ومحامين وناشطين في مجال حقوق الإنسان يشاركون رؤاهم ووجهات نظرهم حول المناقشات القانونية والسياسية السائدة فيما يخص القضية الفلسطينية. يأتي تأسيس الشبكة الدولية لخبراء القضية الفلسطينية كجزء من برنامج مدته ثلاث سنوات (القضية الفلسطينية بعد مرور 70 عامًا: أولويات العمل) الذي أطلقته منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) في تشرين الأول 2018، بهدف إثراء الحوار حول القضية الفلسطينية وتعزيز جهود المناصرة الإستراتيجية المبتكرة والقائمة على الأدلة.
