جائزة النهضة لمحلية العمل الإنساني
خلفية
منذ أكثر من 25 عاماً، والنقاش حول محلية العمل الإنساني مستمر، ومع ذلك لم تبدأ الجهود المتظافرة لتفعيل نظم محلية العمل الإنساني وكفاءتها بالظهور إلا في السنوات القليلة الماضية – خاصة بعد إطلاق الصفقة الكبرى في عام 2015 وانعقاد القمة العالمية للعمل الإنساني في عام 2016. وقد أعادت الصفقة الكبرى 2.0 التأكيد على أهمية محلية العمل الإنساني، ونتيجة لذلك، توجه الاهتمام بشكل متزايد نحو تطبيقها. تُعنى محلية العمل الإنساني بزيادة مشاركة الجهات الفاعلة المحلية وتمثيلها وقيادتها لجهود الاستجابة في مختلف الأزمات الإنسانية وفي التدخلات الإنمائية حول العالم.
إن منظمات المجتمع المدني على المستويين الوطني والمجتمعي هي الجهات الفاعلة الرئيسية في الاستجابات الإنسانية المحلية وتعتبر أكثر فعالية وشرعية نظراً لقربها من المجتمع، وفهمها للسياق الثقافي واللغوي كشركاء موثوق مجتمعاتهم. ولطالما قادت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) والتحالف الوطني الأردني للمنظمات غير الحكومية (جوناف) جهود المناصرة لتفعيل “محلية” جهود التنمية، والعمل الإنساني والإغاثة الطارئة من خلال البرامج والمنصات والشبكات الخاصة بهما، علاوة على وصولهما المجتمعي وشراكاتهما. وبهذا، لا يمكن لمحلية العمل الإنساني أن تتحقق فعلاً إلا عندما يتم شمول الجهات الفاعلة الوطنية في كلا مرحلتي البحث والتحليل فيما يتعلق بالتصدي لبعض التحديات الأكثر إلحاحاً التي يواجهها عالمنا اليوم.
وفي الوقت ذاته، يظل تأثير الجهات الفاعلة في مجال محلية العمل الإنساني محدوداً في قدرته على تشكيل الاستجابة الإنسانية في أي سياق معين. ووفقاً لتقرير مسارات لمحلية العمل الإنساني الذي نُشر في تشرين الأول/أكتوبر 2019، فقد صنّف المستجيبون في بحث تسريع محلية العمل الإنساني عبر الشراكات (Accelerating Localization through Partnerships)، وكالات الأمم المتحدة بأنها صاحبة التأثير الأعظم في قرارات التمويل الإنساني الحكومية والجهات المانحة، تليها المنظمات غير الحكومية الدولية. ويُعد تعزيز قدرة الجهات الفاعلة المحلية على المدى الطويل أمراً بالغ الأهمية حتى تتمكن محلية العمل الإنساني من الازدهار وإثبات فعاليتها، على النحو المُقدم في الصفقة الكبرى.
استند عمل تحالف جوناف، في تدخلاته، إلى الشراكات والتعاون مع المسؤولين الحكوميين وصناع القرار على كلا المستويين المحلي والوطني، علاوة على التواصل مع المجتمع الدولي؛ إذ تمثل الهدف في تعزيز آفاق محلية العمل الإنساني في الأردن. كما يشدد تحالف جوناف على الحاجة إلى وجود شراكات متكافئة بين المنظمات غير الحكومية الدولية ونظيرتها المحلية في الاستجابة لحالات الطوارئ وعمليات التنمية، بما في ذلك اللامركزية في التخطيط لأعمال الإغاثة لصالح الشراكات المحلية بُغية الشروع بتدخلات مستدامة وطويلة الأمد ومتعددة المراحل تراعي السياق المحلي.
لقد تأثر الأردن على مدار العقد الماضي بسلسلة متعاقبة من الأزمات، بما في ذلك موجات اللاجئين، والأزمات الاقتصادية، ومؤخراً جائحة كورونا “كوفيد-19”. وقد ساعدت الشراكات الداعمة التي تشكلت خلال هذه الفترة في تسهيل التعامل مع الأزمات والتخفيف من جسامتها، وسرعت من التقدم المحرز نحو تفعيل محلية العمل الإنساني.
الهدف من الجائزة
تطلق كل من منظمة النهضة “أرض”، منسق تحالف جوناف، إلى جانب اللجنة التوجيهية لتحالف جوناف، “جائزة النهضة لمحلية العمل الإنساني” كعرفان للجهود الهائلة التي يبذلها الأفراد المميزون و/أو المنظمات البارزة ممن يناصرون محلية العمل الإنساني ويدعون إليها، وتقديراً لهم على دورهم في النهوض بمنظمات المجتمع المدني والجهات الفاعلة المحلية وتعزيزها على كلا المستويين المحلي والدولي.
معايير تقييم الجائزة
تُكرم جائزة النهضة لمحلية العمل الإنساني التي أطلقها كل من منظمة النهضة “أرض” وتحالف جوناف وتعترف بجهود أولئك (أفراد أو منظمات) الذين قدموا مساهمات استثنائية وهادفة في تعزيز محلية العمل الإنساني على المستويين الوطني والإقليمي. إذ تراعي معايير اختيار المكرمين الشجاعة المتميزة والإبداع في النهوض بمحلية العمل الإنساني، والمقدرة على إلهام الآخرين، والقيادة إلى جانب العمل كجزء من مجتمع العاملين في المجال الإنساني، والالتزام بأعلى معايير النزاهة في السياقات الهامة. الجائزة متاحة لأي شخص يعمل لصالح أي مجتمع إنساني أو تنموي أو يعتبر جزءاً منه، بما في ذلك موظفي المنظمات غير الحكومية المحلية/الدولية والمتطوعين فيها، و/أو موردي القطاع، و/أو المنظمات المجتمعية و/أو المنظمات الحكومية والجهات المانحة.
ويتم تقييم ترشيح واختيار أولئك الذين ستُمنح لهم الجائزة استناداً إلى المعايير التالية:
- القادة ممن دعمت ومكّنت مسيرتهم المهنية ورؤيتهم محلية العمل الإنساني
- القادة ممن ساهموا في تعزيز الوجود الرسمي للمنظمات غير الحكومية المحلية والوطنية بين الهيئات الإقليمية والعالمية
- الجهات الفاعلة ممن تنخرط في مختلف النُهج والأساليب وتدعمها لتعزيز مشاركة المجتمع المدني المحلي الفاعلة في المنتديات والفعاليات المحلية والإقليمية والعالمية
- الجهات الفاعلة التي تُسهل النُهج العملية والمبتكرة التي تساهم في تعزيز جهود المجتمع المدني المحلي وقدراته
- المساهمة البارزة في العمل الإنساني و/أو الإنمائي في تمكين المجتمعات المدنية المحلية في الأردن
- الأثر المستدام للجهات الفاعلة على المجتمع المدني في الأردن
- الجهود التي بذلتها الجهات الفاعلة وألهمت الآخرين لأخذ زمام المبادرة للعمل وتحمل المسؤولية.
ملاحظات ختامية
تؤمن منظمة النهضة (أرض) أن أهمية محلية العمل الإنساني تكمن في دورها المحوري في تحقيق التوازن بين ديناميكيات القوى للتصدي لأوجه عدم المساواة الكامنة بين المنظمات غير الحكومية الدولية الأكبر ونظرائها من المنظمات الوطنية والمحلية الأصغر، والتي تعيق فعالية وكفاءة العمل الإنساني والتنموي على المستوى المحلي. وإن العمل مع المنظمات الوطنية والمحلية وتعزيز قدراتها يُعد أمراً أساسياً، كما أن إعادة التفكر في طريقة العمل، والعمل بالتوازي مع الجهات الفاعلة المحلية، واعتماد أسلوب شراكة حقيقية لن يؤدي إلا إلى الارتقاء بفعالية أعمال الإغاثة الإنسانية وتعزيز مبادئ محلية العمل الإنساني الأساسية المنصوص عليها في الصفقة الكبرى.