الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

75 عاما على النكبة المستمرة: خمسة أجيال من الصمود، خمسة أجيال تتوق للعودة

مشاركة

نستذكر اليوم الأحداث المأساوية التي بلورت الممارسات الصهيونية من حيث أفعال التطهير العرقي التي تعرض لها الفلسطينيون والتي أدت إلى طردهم من أرضهم، ورمزت إلى بداية استراتيجية مستمرة من الاستعمار، والطرد الجماعي، والقمع وسياسة احتواء الفلسطينيين، سواء في فلسطين التاريخية أو في مخيمات اللجوء والبلدان المضيفة حول العالم.

شكل الخامس عشر من أيار/مايو 1948 تتويجاً لمشروع الاستعمار الاستيطاني الظالم والقمعي الذي أدى إلى قيام الكيان الإسرائيلي وتسبب في طرد غالبية الشعب الفلسطيني من أرضهم قسريًّا ووحشيًّا، كما وأنه كان نقطة تحول، بما يعني مرحلة جديدة من المحاولات المستمرة لاغتصاب الهوية والحقوق الفلسطينية وإلغائهما، وفي مقدمتها حق تقرير المصير للفلسطينيين، وحق اللاجئين جميعهم في العودة إلى ديارهم.

 

بعد مرور 75 عامًا على النكبة، تعيش خمسة أجيال من الفلسطينيين في المنفى، وغالبًا ما يتم “احتوائهم” في مخيمات اللجوء في الأردن، ولبنان، وفلسطين المحتلة، وسوريا. كما أُجبر العديد من اللاجئين الفلسطينيين على النزوح القسري مرة أخرى بسبب ممارسات القمع والعنف والترحيل، كما ظل انعدام الجنسية والتهجير سمة مستمرة للظلم الذي فرضه الاستعمار الصهيوني بتواطؤ صامت من المجتمع الدولي، على الشعب الفلسطيني.

لكننا اليوم، ومع إحياء ذكرى النكبة، نكرم المقاومة المستمرة، وصمود الشعب الفلسطيني في جميع مناطقه الجغرافية، ونؤكد دعمنا للنضال من أجل تحقيق العدالة، والتحرير والعودة.

على مدى السنوات الـ 75 الماضية، استمرت النكبة في تحولها إلى شكل جديد أكثر وضوحًا من قمع الاستعمار وسيطرته ليس من حيث إجراءات النفي القسري والاحتواء في مخيمات البلدان المجاورة فقط، ولكن خلال  ممارسات التهجير القسري، ونزع الملكية، وتدمير المنازل في القدس والضفة الغربية، وفرض حظر غير إنساني على غزة، وتطبيق نظام فصل عنصري متطور، وحرمان الفلسطينيين من جميع الحقوق الأساسية في فلسطين التاريخية، والاعتقال الجماعي التعسفي والإجرامي والاعتقال الإداري، وإنشاء نظام معقد ومستدام دوليًّا من التبعية السياسية والاقتصادية والتشرذم السياسي كذلك، وفرضه على الفلسطينيين.

ومع ذلك، أخفق نظام القمع الصهيوني المركب في هزيمة الشعب الفلسطيني المقاوم، وطموحات خمسة أجيال من اللاجئين، إذ يواصل الشباب الفلسطيني المطالبة بحقه في العودة، وينهض لدعم النضال التحرري في كل مكان، كما فشل التفتت الجغرافي والسياسي أيضًا في سحق الصمود الفلسطيني وطموحه الجمعي للعدالة، فما زال الفلسطينيون متحدين مستمرين في مقاومة أي محاولة لإبادتهم. اتخذت هذه المقاومة أشكالاً جديدة -من حركات شعبية، وعصيان مدني، وآليات حقوق الإنسان، ودعوات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات- بما يشهد على وحدة نوايا الشعب الفلسطيني، ويندّد بفشل الاستراتيجيات السابقة والخطابات المضللة حول الأمن، والأرض مقابل السلام، وبناء الدولة، والتطبيع الاقتصادي والسياسي الإقليمي، الذي رسخ في نهاية المطاف الاستعمار الاستيطاني ونظام الفصل العنصري الصهيوني.

مع مرور75 عامًا على النكبة، وخمسة أجيال من الصمود والمقاومة، نؤكد اليوم دعمنا نضال الشعب الفلسطيني. ننعى الشهداء الذين واجهوا عنف الظالم بشجاعة دون استسلام، فهم مثال للأجيال القادمة في رحلتها نحو تحقيق الحرية والعودة.

تؤكد منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) على دعم الفلسطينيين في مطالبتهم العادلة بحقوقهم غير القابلة للتصرف في تقرير المصير وحق العودة لجميع الفلسطينيين وذلك بإحياء ذكرى النكبة من خلال حملة “75 عامًا على النكبة المستمرة” والتي تستمر فعالياتها شهرًا واحدًا، والتزامها المستمر بقضية فلسطين العادلة.

نصر اليوم على إعلاء صوت الشباب من خلال يوم إعلامي مخصص بالتعاون مع راديو البلد.

علاوة على ذلك، تنظم منظمة النهضة العربية (أرض) اليوم وبالتعاون مع جمعيات شعبية شبابية في الزرقاء، فعالية في حضور الفلسطينيين من سكان مخيمات اللجوء في المحافظة لتوثيق ذكرياتهم وإبقائها على قيد الحياة، فبعد 75 عامًا من النكبة المستمرة، ما تزال الأجيال الفلسطينية تتوق إلى العودة.