الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

الوقت ينفد: أزمة النزوح في الشرق الأوسط وصلت مرحلة الخطر

مشاركة

يدين ملتقى الهجرة والجوء في العالم العربي (مرفأ) الوضع المتدهور والمتسارع في الشرق الأوسط، والذي يتسم بموجات جديدة من النزوح القسري وتصاعد وتيرة الصراعات التي تتسبب في مستويات غير مسبوقة من المعاناة الإنسانية. إذ تؤدي الحروب المستمرة،  وعدم الاستقرار السياسي وأعمال العنف إلى نزوح آلاف المدنيين، الأمر الذي يخلق أزمة إنسانية عاجلة تتفاقم في جميع أنحاء المنطقة.

وننظر إلى الإبادة الجماعية المستمرة في غزة بعين الحزن والغضب، إذ أدى القصف المستمر والهجمات الممنهجة إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين ودمار واسع النطاق. وقد نزحت آلاف الأسر بحثاً عن الملجأ في ملاجئ مكتظة، مع محدودية إمكانية الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، والماء والرعاية الطبية. ليس بالإمكان تصور حجم الدمار، ويجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لوقف هذه الفظائع وتوفير الحماية والمساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها.

وفي الأيام الأخيرة، زادت الهجمات الوحشية على لبنان والقصف العشوائي من تعقيد الوضع الذي يعاني الهشاشة قبلًا، كما يهدد تجدد العنف بنزوح المزيد من الأشخاص، ما يزيد من زعزعة استقرار البلاد وتفاقم الأزمات الاجتماعية، والسياسية والاقتصادية الداخلية في لبنان.

ويواجه الشعب اللبناني، إلى جانب مجموعات كبيرة من اللاجئين الذين يعيشون بالفعل داخل حدودهم، تهديدات جديدة بالنزوح وعدم الاستقرار. لن تسبب هذه الموجة الجديدة من العنف ضررًا فوريًا للمدنيين فحسب، بل ستعرض الاستقرار الأوسع في المنطقة للخطر أيضًا، وهي التي أصبحت هشة بالفعل تحت وطأة عام من الحرب والشلل الدولي حيال التحرك لإنهائها، مع ما يترتب على ذلك من آثار طويلة المدى على السلام والأمن، والحماية.

بالإضافة إلى هذه الأزمات الحادة، لا يمكننا أن نتجاهل الأزمة في السودان وتأثير السياسات الاستعمارية المستمرة في أجزاء أخرى من المنطقة، والتي تسببت في وجود أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين داخليًا. وقد أدت هذه الصراعات التي طال أمدها، إلى جانب الانهيار الاقتصادي والتحديات البيئية، إلى نزوح الملايين دون دعم كاف لهم، كما أرهق التأثير التراكمي لهذه الأزمات الموارد المحلية والجهود الإنسانية، مما دفع السكان الضعفاء إلى حافة البقاء على قيد الحياة.

نحث في (مرفأ)، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحكومات، على اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة لمعالجة هذه الأزمة المتعددة الأوجه عبر الخطوات التالية:

  • وقف إطلاق النار وحماية المدنيين: أي الوقف الفوري للأعمال العدائية في غزة ولبنان ومناطق الصراع الأخرى، ووضع آليات قوية لحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال والفئات الضعيفة، من الأذى والتشريد.
  • المساعدات الإنسانية: الوصول السريع ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة. ويجب على الجهات المانحة الدولية زيادة دعمها للاجئين والنازحين داخلياً، وضمان تلبية الاحتياجات الأساسية لهم؛ مثل المأوى، والغذاء، والرعاية الطبية والتعليم.
  • المشاركة الدبلوماسية وحل النزاعات: ضرورة أن تمنح الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية الأولوية للجهود المتجددة لإيجاد حلول سياسية للصراعات في المنطقة، بما في ذلك معالجة الأسباب الجذرية للعنف والنزوح.
  • دعم المجتمعات المضيفة: يجب أن تحصل البلدان التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين، مثل لبنان والأردن، على مزيد من المساعدات الدولية لإدارة الضغوط المتزايدة على اقتصاداتها وخدماتها العامة.
  • الحلول طويلة المدى: يجب على المجتمع الدولي العمل على إيجاد حلول دائمة للنازحين، بما في ذلك العودة الآمنة والطوعية، أو الاندماج المحلي، أو إعادة التوطين في بلدان ثالثة، وفقًا للأطر القانونية الدولية.

 

حان الوقت للعمل، فالتكلفة البشرية للتقاعس عن العمل لا تقدر بثمن، ولن يؤدي استمرار نزوح الملايين من البشر إلا إلى المزيد من حالة عدم الاستقرار، وانعدام الأمن وتصاعد المأساة الإنسانية في الشرق الأوسط.

من جهتنا، فإننا ندعو جميع الجهات المعنية إلى العمل معًا لتحقيق السلام والعدالة وحماية حقوق الإنسان لجميع النازحين في جميع أنحاء المنطقة.