خلفية
تُعدّ المنظمات التي تقودها النساء عصب الاستجابة للأزمات، إذ تحشد جهود الإغاثة، وتُسهم في تنمية المجتمع وتُناصر تغيير السياسات، إن التزامها الراسخ ونهجها المبتكر يجعلها ذات أهمية بالغة في تشكيل حلول أكثر شمولاً وفعالية لإدارة الأزمات. ومع ذلك، وعلى الرغم من دورها الحيوي، فإنها غالبًا ما تفتقر إلى الدعم والموارد والاعتراف اللازم لتعظيم تأثيرها.
يُنفّذ مشروع تواصل بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، وجرى تصميمه لسد الفجوة المذكورة أعلاه. ومن خلال تمكين المنظمات التي تقودها النساء بمهارات القيادة، والخبرة الفنية والتأثير الاستراتيجي، يضمن مشروع تواصل أن تكون النساء ليس مجرد مشاركات فحسب، بل صانعات قرار رئيسيات في الاستجابة للأزمات والتعافي منها.
وتماشيًا مع أهداف منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) وجهودها الرامية إلى تعزيز الخطة الوطنية الأردنية الثانية لتفعيل قرار مجلس الأمن 1325، المرأة والسلام والأمن 2022-2025، يتبنى مشروع تواصل نهجًا يراعي الفروقات بين الجنسين في إدارة الأزمات. ومن خلال عقد شراكات استراتيجية مع السلطات المحلية والمنظمات المجتمعية والجهات المعنية الرئيسية، يناصر المشروع على نحو نشط إشراك المرأة والمجتمعات المهمشة في صنع القرار، والوقاية الأزمات انسجاماً مع الخطة الوطنية وجهود بناء السلم.
كما يدعم مشروع تواصل تنفيذ الخطة الوطنية الأردنية الثانية على المستوى المحلي، وخاصة في محافظات جنوب الأردن، وذلك من خلال لا مركزية الجهود وتعزيز أصوات النساء في المناطق ذات التمثيل الأضعف، كما يعزز المشروع كذلك المنظمات التي تقودها النساء، إضافة إلى تحسين الاستجابة المؤسسية، وتشجيع إدارة الأزمات الشاملة للجنسين، بما يعزز الأهداف الوطنية الساعية نحو تحقيق السلام والأمن والمساواة بين الجنسين في الأردن.
تمكين المرأة والمجتمعات وتعزيز التماسك الاجتماعي
تواصل ليس مجرد مشروع، بل هو حركة تسعى إلى إعادة تعريف إدارة الأزمات من خلال ضمان أن تتولى المنظمات التي تقودها النساء زمام القيادة نحو بناء مجتمعات مرنة وشاملة ومستدامة، وبتزويد هذه المنظمات بالأدوات اللازمة، يوطد مشروع تواصل التغيير التحويلي الذي يعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات والمؤسسات على حد سواء. علاوة على ذلك، يهدف المشروع إلى جعل الأردن نموذجًا يُحتذى به من حيث المساهمة في حركة السلام والازدهار والاستقرار الأوسع مدى في العالم العربي، وتعزيز دور المرأة باعتبارها عاملًا رئيسيًا في إحداث التغيير الإيجابي في الأمن والتنمية الإقليميين.
مجالات التأثير الرئيسية
- تعزيز المنظمات التي تقودها النساء- تعزيز القيادة والخبرة الفنية لتعزيز الاستجابة الفعّالة للأزمات.
- الوقاية من الأزمات وإدارتها- وضع أطر عمل تستجيب للفروقات بين الجنسين لتنسيق التدخل في الأزمات.
- التماسك الاجتماعي والإدماج- إسماع أصوات الفئات المهمشة، بما في ذلك النساء والأشخاص ذوي الإعاقة.
- المناصرة والتأثير في السياسات- مواءمة الجهود مع الخطة الوطنية الأردنية الثانية لتفعيل قرار مجلس الأمن 1325، وذلك لتعزيز دور المرأة في بناء السلام.
- التعاون وبناء الشبكات- بوصفه جزءًا من شبكة مجتمع مدني واسعة -أي تحالف (جوناف)، الذي يتولى تنسيق جهود منظمات المجتمع المدني في مجال السلام والأمن بما يتوافق مع الخطة الوطنية الأردنية الثانية -يسعى مشروع تواصل إلى إسماع أصوات المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني التي تقودها النساء داخل الحوارات الوطنية، بما يعزز المناصرة والتأثير في السياسات من خلال التواصل المباشر مع منصات صنع القرار.
- التنمية المجتمعية الشاملة- بما يعني تعزيز المساواة، والتنمية المستدامة والمرونة طويلة الأمد للمجتمعات الأقل تمثيلًا.
- السلام والاستقرار في الأردن وخارجه- تعزيز مساهمات المرأة وإسماع صوتها في الأمن والحوار وحل النزاعات، الأمر الذي يعيد توطيد السلام والازدهار في الأردن وخارجه.
ومن خلال تواصل، فإننا لا نكتفي بالاستجابة للأزمات فقط، بل نُغيّر من طريقة استعداد المجتمعات لها وتعافيها منها، كما أننا نضمن، وعن طريق وضع النساء في المقدمة، فعالية إدارة الأزمات، وشموليتها واستدامتها إلى جانب تمتعها بالعدالة كذلك.