يتمتع الشباب الأردني، باعتباره الأغلبية الديمغرافية في البلاد، بإمكانات هائلة لإحداث تغيير اجتماعي هادف ومؤثر؛ إذ يجلب الطاقة ويُضيف الحماس، والإبداع والوعي العميق بتحديات المجتمع، كما ينخرط بنشاط في المبادرات المدنية والاجتماعية من خلال التنظيم الشعبي، والنشاط الرقمي والمشاركة في المجتمع المدني، بما يبرز دوره الحيوي في رسم ملامح المستقبل. ومع ذلك، ورغم أن هذه الفئة تمثل شريحة واسعة من السكان، ما يزال الشباب في الأردن بعيدًا إلى حد كبير عن العمل الجماعي وصنع القرار الرسمي؛ إذ غالبًا ما تكون مشاركته في المبادرات المدنية والاجتماعية فردية مع افتقارها إلى الوحدة المنظمة اللازمة لتحقيق تأثير دائم. بالإضافة إلى ذلك، يُبدي معظم الشباب عدم اكتراث إلى جانب انعدام ثقتهم في السياسة، فنسب مشاركتهم في الانتخابات أقل بكثير مقارنة بكبار السن في المجتمع، كما يعاني تمثيلهم في مؤسسات الدولة من المحدودية، مع وجود فجوة بنسبة 42% في تمثيلهم داخل البرلمان.
ويُعدّ هذا الموجز نتاج مختبر سياسات مشاركة الشباب المدنية والسياسية، الذي تعقده منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) في إطار برنامج “جيل جديد”. ويُسلط هذا الموجز الضوء على جلسة بعنوان: “تمكين المستقبل: دور الشباب الأردني في قيادة التغيير الهادف”، وما ناقشه طلبة تخصصي العلوم السياسية والقانون في الجامعة الأردنية في هذا الصدد. وتبعًا لمنهجية عمل المختبر، فقد استضافت الجلسة الدكتور محمد الجريبيع، مدير مركز الثريا للدراسات.