الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

معًا نكسر الحواجز: رجال يدعمون المرأة في جميع أنحاء الأردن

مشاركة

في الوقت الذي شاركت فيه المجتمعات في مختلف أنحاء الأردن بحملة الـ16 يومًا من النشاط، أظهرت مبادرة رائدة الدور القوي الذي يمكن أن يلعبه الرجال في دعم قيادة المرأة ومشاركتها. فخلال 12 جلسة تفاعلية عُقدت في المدن والمناطق الريفية في جميع المحافظات، استكشف المشاركون، بمن فيهم قادة محليون وأفراد من المجتمع وممثلون عن المجتمع المدني، سبلًا عملية لتعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار. وقد شارك في هذه الجلسات نحو 236 شخصًا، من بينهم حوالي 143 رجلًا، مما يعكس حجم المشاركة الفعّالة من الحلفاء الرجال في تعزيز المساواة بين الرجال والنساء.

 

وفي إطار حملة “16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات”، برزت مبادرة “تمكين بعضنا البعض”، التي تنفذها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، كنموذج عملي يوضح الدور المؤثر الذي يمكن أن يلعبه الرجال في دعم المرأة وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة.

 

وشكّلت جلسة مخصصة للنساء ذوات الإعاقة محطة بارزة ضمن فعاليات المبادرة؛ إذ أظهرت المشاركات وعيًا لافتًا بقضايا التمكين، وعبّرن عن حاجتهن إلى مزيد من البرامج التي تعزّز استقلاليتهن وتوفر مساحات آمنة للتدريب والتواصل. وطالبت المشاركات بتطوير بنية تحتية ميسّرة، وأدوات مساعدة، ودعم مالي، إضافة إلى تمثيل إعلامي إيجابي يتجاوز الصور النمطية التقليدية التي غالبًا ما تُظهِر الأشخاص ذوي الإعاقة بصورة لا تعكس إمكاناتهم الحقيقية. كما شدّدن على أهمية تطوير التشريعات وتفعيل القوانين الداعمة لحقوقهن، وإشراكهن في عمليات صنع القرار.

 

ونُفّذت هذه الجلسات بالتعاون مع مجموعة واسعة من المنظمات المحلية الشريكة، إضافة إلى تحالف جوناف وشبكة تواصل، بما في ذلك: جمعية الشهابية الخيرية (الكرك)، وجمعية الملكة زين الشرف الخيرية (الطفيلة)، وجمعية سيدات فرحة للأعمال الخيرية (العقبة)، وجمعية أنا إنسان لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (عمّان)، وجمعية رؤى نسائية (إربد)، وجمعية الأمل للتنمية الاجتماعية الخيرية (مخيم البقعة)، وتجمع لجان المرأة /فرع معان، وجمعية سيدات عجلون الخيرية (عجلون)، وجمعية سيدات جرش الخيرية (جرش)، وجمعية أثر للتنمية الشبابية (الزرقاء)، وجمعية قدرات للتنمية المجتمعية (المفرق)، ومؤسسة مساواة للتدريب وحقوق الإنسان (مادبا).

 

وخلال الجلسات، ناقش المشاركون أولويات ملحّة لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، مثل توسيع الدعم الحكومي للمشاريع النسائية، وزيادة البرامج التوعوية، ورفع تمثيل المرأة في المجالس المحلية، وتحسين التغطية الإعلامية لقضايا المرأة. كما تناول الحضور العقبات الثقافية والاقتصادية والسلوكية التي تواجه النساء، بما في ذلك الأعراف الاجتماعية المقيدة، والقيود الاقتصادية، ونقص الفرص الوظيفية المرنة، وضعف التضامن بين النساء. وأكد المشاركون أن اتخاذ القرارات التشاركية يسهم في بناء الثقة وتعزيز المسؤولية المشتركة وتحقيق حلول أكثر شمولًا تعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع.

 

كما سلطت المبادرة الضوء على أهمية التمكين الاقتصادي من خلال توفير فرص التدريب والعمل والتعليم، بالإضافة إلى تعزيز الوعي القانوني والسياسي للنساء. وأسهمت الجلسات في ربط النساء بشبكات دعم محلية تساعدهن على مشاركة الخبرات والدفاع عن حقوقهن وقيادة المبادرات المجتمعية. وركّزت النساء ذوات الإعاقة بشكل خاص على ضرورة تحسين البنية التحتية، وتوفير وسائل نقل ميسّرة، وتمكينهن من الوصول إلى الموارد والأدوات التي تتيح لهن المشاركة الفاعلة في الحياة العامة.

 

وعكست شهادات المشاركين الأثر الإيجابي للمبادرة؛ إذ عبّرت إحدى المشاركات عن تقديرها لرؤية رجال يدعمون أصوات النساء علنًا، معتبرة ذلك مؤشرًا على تغيّر اجتماعي حقيقي. فيما أكد أحد المشاركين أن دعم المرأة في مواقع القيادة يعزز صمود الأسرة ويقوي المجتمع بأكمله.

 

من جانبها، أكدت المهندسة زينب الخليل، مديرة برنامج في منظمة النهضة (أرض)، أن هذا النموذج من العمل التشاركي يثبت أن التغيير المستدام ممكن عندما تكون المرأة في موقع القيادة ويصبح الرجل شريكًا داعمًا، مشددة على أن بناء المستقبل لا يمكن تحقيقه إلا عبر التعاون المشترك.

 

ختامًا؛ تعكس مبادرة “تمكين بعضنا البعض” نهجًا متكاملاً يربط بين تمكين النساء وتعزيز المشاركة المدنية وإشراك الرجال والفتيان والجهات المدنية. فهي تهيّئ بيئات يشارك فيها الجميع في دعم المرأة وبناء ثقافة الاحترام والتعاون، مما يعزز التماسك الاجتماعي ويسهم في خلق مجتمع أكثر عدالة وشمولًا. وتواصل المبادرة عملها حتى نهاية عام 2025، مستندة إلى خبرة تمتد لأكثر من عقد في دعم النساء واللاجئين في الأردن وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة وصنع القرار.