الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

تكافؤ الفرص وتمكين بعضنا البعض: نساء وفتيات يعززن دورهن في القيادة والمشاركة المجتمعية

مشاركة

من القرى البعيدة والبوادي التي نادراً ما تصلها البرامج التدريبية، بدأت رحلة مختلفة هذه المرة. رحلة لم تكن مجرد تدريب، بل مساحة لقاء واكتشاف وحكايات ملهمة بين نساء وفتيات جئن يحملن الشغف والرغبة في التغيير.

في هذا السياق، اختتمت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ، المرحلة الثانية من التدريبات ضمن برنامج “واحة المرأة والفتاة” في إطار مشروع “تمكين بعضنا البعض”، والتي امتدت من 12 تشرين الأول/أكتوبر حتى 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

وقاد التدريبات نخبة من الخبراء، من بينهم الدكتورة هيفاء حيدر والمحامي عماد أبو صالح، اللذان حملا معهما خبرات إنسانية ومهنية انعكست على كل جلسة وكل مشاركة، فيما شملت المرحلة الثانية 18 مركزاً تدريبياً موزعاً على 11 محافظة، بمشاركة نحو 500 امرأة وفتاة من مختلف المناطق.

بدورها؛ تقول د. هيفاء حيدر: “رحلة التعلّم بالنسبة لي شغف لا حدود له. في كل تدريب أبدأ قصة جديدة ومسيرة وعي مع كل مشاركة. في القرى والبوادي أزداد إصرارًا على مواصلة هذا الدرب، فكل امرأة ألتقي بها تحمل كنزاً من التجارب والرغبة بالعطاء. كل ما علينا فعله هو أن نكتشف معًا ما نملكه من طاقة كي نبني مجتمعاً عادلاً ومنصفاً”. 

ولاحظت حيدر أن “في كل تدريب أرى نساء يمكن أن يصبحن قائدات على المستوى الوطني، لو توفر لهن الدعم والفرص المناسبة”. 

أما المدرب عماد أبو صالح، فيصف الأثر قائلاً: “التدريبات حول المشاركة المدنية ساهمت في زرع فكرة أن للنساء والفتيات دورًا محوريًا في المجتمع. اكتشفن مواهب وقدرات لم تكن معروفة من قبل، وتعلمن أهمية الانخراط المجتمعي وإعادة اكتشاف الذات. إنها رسالة واضحة بأن لكل فتاة صوتًا قادرًا على التغيير”. 

وأضاف أبو صالح: “اختيار القرى والمناطق السكنية كان احترافيًا جدًا. هي مناطق بسيطة وبعيدة عن مراكز المدن لكنها غنية بالحياة والطاقة. بالرغم من تواضع المراكز من حيث التجهيزات، إلا أنها بالنسبة لي أفضل من الفنادق الفاخرة. فكرة أن تصل الناس في أماكنهم وتقدم لهم تدريبًا رغم كل التحديات، فكرة عظيمة بحد ذاتها”.

من جانبها، عبّرت سجى الجعافرة عن تجربتها بقولها: “كنا نعتقد أن الفرص لا تصل إلى مناطقنا، واليوم اكتشفنا أن التمكين يبدأ من داخلنا. التدريب فتح أمامنا بابًا جديدًا لنرى قدراتنا ونؤمن أنه لا حدود لما يمكن أن نحققه”.

بينما قالت المشاركة هديل العلون  أن التدريبات “كانت مفيدة جداً، تعلمنا استراتيجيات حل المشكلات وكيفية تطبيقها في حياتنا ومجتمعنا”. 

ولا تختلف المشاركة رحمة العبادي عن تجربة العلون، فتؤكد على أن التدريبات جديدة ومكثفة.. وكسرنا من خلالها حاجز الخوف أثناء التحدث أمام الآخرين. فعلاً تجربة غنية وملهمة”. 

أما المشاركة حلا الزعبي فقالت: “أفضل تدريب شاركت فيه مؤخراً. تعلمت الثقة بالنفس وأهمية التوازن في حياتي، وكيف أكون عضواً فاعلاً في مدينتي”. 

في ذات الإطار، يهدف مشروع “تمكين بعضنا البعض” إلى تزويد النساء والشابات بالمعارف والمهارات القيادية والمجتمعية ليصبحن مدرّبات وقائدات فاعلات في محافظاتهن، من خلال محاور تشمل المشاركة المدنية، القيادة، التحدث أمام الجمهور، الحماية الاجتماعية، الدعم النفسي والاجتماعي، والوقاية من العنف ضد النساء والفتيات.

بدورهم؛ أجمع المشاركون والمشاركات على أن التدريبات أظهرت شغفًا حقيقيًا لدى النساء للمشاركة والتفاعل، وأن ما يحتجن إليه هو التوجيه، والتحفيز، والتقدير، والمتابعة، وبيئة حاضنة للعمل الجاد والأفكار الخلاقة.

ختاماً، لم يكن هذا المشروع مجرد سلسلة من التدريبات، بل رحلة وصول حقيقية إلى القرى والمناطق النائية التي لم تصلها المشاريع من قبل. ففي تلك المساحات البعيدة، وجدت منظمة النهضة (أرض) نساءً قويات، حالمات، قادرات على التأثير متى ما أُتيحت لهن الفرصة؛ وهذا بحد ذاته نجاح في تحقيق تكافؤ الفرص وتمكين بعضنا البعض، وتعزيز القيادة النسائية والمشاركة المدنية من قلب المجتمع وإليه.