أجمع موسيقيون وموسيقيات على أهمية الموسيقا في تنمية المجتمعات في جلسة العصف الذهني التي نظمتها اللجنة الثقافية في شبكة شباب النهضة أمس الثلاثاء، ودعت إلى الوقوف على التحديات التي تواجه القطاعات الثقافية والفنية. حيث تعمل الموسيقى حسبهم عبر ارتباطها “العاطفي” بالأفراد على تقوية الذاكرة والإرث الحضاري الجمعي لهذه المجتمعات وتعزيز انتماء الأفراد إليها. فأي مجتمع لا يمكن أن يقوم ويزدهر وينمو إذ غابت عنه الفنون والموسيقى، على الرغم من اختلاف أشكال وأنواعها في كل عصر. كما أكدوا على دور الموسيقا في رفع منسوب السعادة والرفاه لدى المجتمعات والحفاظ على السلم المجتمعي بين أفرادها، داعين إلى تقديم الدعم “الكامل” للمشهد الموسيقي والثقافي في المملكة.
هذا وأكدت المديرة التنفيذية للمنظمة، سمر محارب، على أهمية تمكين الشباب وإسماع أصواتهم الحرة، ونشر ثقافة النهضة، ورفد القلم الشبابي وتعزيز مفهوم الديمقراطية والتنمية القائم على العدالة الاجتماعية والعمل المجتمعي”. كما شددت محارب على ضرورة دعم المواهب الشبابية، ومدهم بفرص تدريبية وخبرات عملية من خلال برامج متنوعة وإشراكهم في المجال العام، إضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي والمادي والإعلامي للترويج لرسائلهم وأعمالهم.
حيث تسعى شبكة شباب النهضة والتي تعمل تحت مظلة منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، لتكون منبراً لتوحيد جهود الشباب العربي الذي يؤمن بالتغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي، ويسعى للإسهام في تحقيق رؤاهم ومشاركة خبراتهم وللتعبير عن طموحاتهم وآمالهم التي يحلمون بها لهم ولمجتمعاتهم.
فيما أشار المدرب ومسؤول شبكة شباب النهضة، عيسى نشيوات، أن المشاريع الثقافية في المملكة “لا تحتاج فقط إلى الدعم، وإنما أيضاً أن نؤمن؛ أفراداً وحكومات، بأهمية أن يكون لدينا أرضية شبابية تعمل على تنمية الذوق العام وتساهم بنشر الإبداع”.
أما المختص في العمل الشبابي، كامل النابلسي، فشارك رؤيته عن كيفية التغيير من خلال الفن، معتبراً أن الأعمال الفنية ما هي إلا انعكاس لما ينتج عن المجتمعات، وهي تعبر عن أحوالهم وانماط تفكيرهم.
بدوره، رأى منسق اللجنة الثقافية في الشبكة، الفنان والموزع الموسيقي سبيرو جلدة، ضرورة إيجاد قاعدة تكرس إبداعات الفنان الأردني، الذي يعارك، بحسبه، في الميادين الفنية وحده، من دون دعم معنوي ومادي، داعياً الجهات المسؤولة، لفتح المجال للفنان الأردني لأن يكون شريكاً استراتيجياً، وله حضور في الساحة الفنية.
وحول المعيقات والتحديات التي تواجه المشهد الفني، أجمع المتحدثون على أن هناك مشكلة حية؛ تتمثل بعدم تسخير الفنانين والموهبين لأدوات وقنوات الاتصال “النوعية” لإيصال فنونهم للجمهور، إضافة إلى غياب الدعم الرسمي لأعمالهم.
كما أكد المتحدثون على أن للإعلام دور “مهم وكبير” في تقريب المسافات بين المجتمع والموسيقا، خاصة وأن الفن قضية مجتمعية تحتاج إلى الدعم والمناصرة.
وفيما يخص توظيف التربية الموسيقية في المناهج الدراسية، لفت الحضور إلى أن التربية الموسيقية من أهم الوسائل التي تسهم في رعاية الحس الجمالي للطلية، ولها تأثيرها الخاص على مواد التعليم، وتسهم في تحقيق النمو المتكامل للطفل والمراهق والراشد على حد سواء.
وأوصى المتحدثون بضرورة توفير “البيئة المحفزة للموسيقيين”، مؤكدين أن الحالة العربية في الحقل الموسيقي بحاجة إلى اهتمام كبير من قبل المسؤولين والجهات المعنية بالثقافة والفنون والتربية. كما أوصوا بضرورة العمل على تثقيف الأفراد موسيقياً، والاستمرار بعقد لقاءات دورية مع الموسيقيين لمعرفة احتياجاتهم وتطلعاتهم المستقبلية، مع التأكيد على ضرورة وضع برامج موسيقية تثقيفية تساهم في بلورة الفكر الموسيقي لدى فئات المجتمع كافة.