في العاصمة الأردنيّة عمّان، تعيش نداء وزوجها علي (أسماء مستعارة) وأسرتها المكوّنة من طفلين في بيت متواضع، وكأي علاقة زوجيّة، فأنها لم تخلو من المشاكل، واحدة تلو الأخرى إلى أن زاد الوضع سوء، وشاء لعجلة الزواج أن تتوقف بقرار الطلاق، فتأزمت حالة نداء النفسية والإجتماعية من حادثة الإنفصال والذي الأمر تعقيدًا… حرمانها من رؤية أبنائها؛ لأن علي يأبى أن تزورهم أو حتى أن تتواصل معهم هاتفيًا.
بعد فترة، تراجع زوجها عن قراره وأعاد الأبناء للعيش مع والدتهم، فأصبح من الضروري الحفاظ عليهم وتحمّل مسؤوليّة إعالتهم، إلا أنها لم تكن تملك أي مصدر رزق؛ لافتقادها للمهارات الوظيفية والخبرة التي يتطلبها سوق العمل حاليًا، فكان من الصعب جدًا حصولها على وظيفة تؤمّن لهم حياة مستقرة بوقت قصير، فضلاً عن رفض أهلها باستقبال أطفالها، وصولاً إلى إحساسها بالوحدة والمشقّة والخذلان بعد انفصالها عن الزوج.
المشكلات التي رافقت نداء أحبطتها ولكن لم توقفها عن المحاولة والسؤال، إلى أن رأت منشور أثناء تصفّحها إحدى منصات مواقع التواصل الاجتماعي، يوضح فيه عن عقد جلسات الدعم النفسي، إضافة إلى جلسات الرعاية التربوية ضمن مشروع تحسين سبل العيش والتعليم لفئات اللاجئين الأقلية ضمن المجتمع في الأردن ” الاستثمار في المستقبل”- الذي يهدف إلى إفادة حوالي 560 أسرة سودانية وصومالية ويمنية تعيش في أحياء فقيرة بشرق عمَّان، وحوالي 240 عائلة محرومة من المجتمع الأردني المضيف، شعرت بالحماس في لحظتها ولم تتردد بالتواصل مع منظمة ” أرض” – الشريك المحلّي المنفذ للمشروع في العاصمة الأردنيّة عمّان-. وفي جلسات الرعاية التربوية، تلقّت مختلف أنواع الدعم النفسي، تقول نداء، ” عادت إلي الشجاعة بأن اعتمد على ذاتي في إتخاذ القرارات لا من حولي؛ لأعتني بطفلي قرّة عيني على الوجه الأمثل“، مؤكّدة أنها باتت أكثر قوة في تقبل المشكلات الاجتماعية والنفسية التي يمكن أن تمر فيها في هذه الحياة بعد اكتسابها وعيًا وظيفيًا.
لم تقتصر الجلسات على دعمها نفسيًا ومهاراتيًا، بل بات لديها الدافع الكبير لمتابعة حلمها في أن تصبح ممرضة، لتكون قادرة للإعتماد على ذاتها. لتعيش وأطفالها في بيئة أسرية مستقرة وآمنة.
“من المهم أن تتبع حلمك ولو كان مستحيلاً، وأن تبتعد عن ما يفرضه المجتمع عليك”. نداء
