تظهر التركيبة السكانية العمرية في الدول العربية أن أولئك الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة تقارب نسبتهم 60٪ من عدد سكان العالم العربي. حيث تسود العوائق التي تحول دون مشاركة الشباب الرسمية في التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعجز الجهات الرسمية لضرورة تمكينهم من القيام بدورهم التنموي في كافة المجالات. لا تؤدي كل هذه العوامل إلى انخفاض نسب الإقبال على المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فحسب، بل تسهم كذلك في دفع الشباب للانخراط في أشكال بديلة من المشاركة السياسية التي قد لا تكون ديمقراطية بدورها وقد تكون عنيفة ومتطرفة أيضاً.
فتمكين مشاركة الشباب في العملية الديمقراطية غير مقتصر على إحقاق لمساواة والتمثيل العادل فحسب، بل إنه يساهم في بناء مستقبل سلمي ومزدهر في العالم العربي.
وعليه، لا بد لمبادرات إشراك الشباب في المجتمع المدني أن تتجاوز توفير الفرص التطوعية والتدريبية، إلى تحقيق المشاركة الهادفة للشباب والتي تعني تعزيز وجود مساحات الحوار البناء الآمنة، والمساهمة في عملية صنع القرار، وإطلاق المبادرات التي تعالج التحديات التي تواجه مجتمعاتهم، والمساعدة في إيصال وجهات نظر الشباب وتوجهاتهم فيما يتعلق بالسياسة والاقتصاد والمجتمع من خلال توفير فرص الحوار المشترك مع صناع القرار وإتاحة المعلومات حول المشاركة الهادفة في كافة المجالات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.