القضية الفلسطينية
ما تزال القضية الفلسطينية، القضية المركزية في الشرق الأوسط خلال القرن الماضي، كما أنها إحدى أهم القضايا السياسية العالقة دون حل في العصر الحديث. على الرغم من قوته وصموده، فقد عانى الشعب الفلسطيني من التجريد، والنهب، والتهجير والتشريد والاضطهاد والانتهاكات المستمرة. يتطلب تحقيق العدالة والمستقبل الكريم للشعب الفلسطيني مجموعة من الحلول لتلبية الحقوق الأساسية وغير القابلة للتصرف لملايين الفلسطينيين الذي لا يزال العديد منهم من اللاجئين وعديمي الجنسية، ووضع حد للانتهاكات والتمييز ضدهم، مع ضمان وجود نظام فعال للأمم المتحدة (والذي يعمل بصورة رئيسية من خلال الأونروا) يدعم اللاجئين الفلسطينيين. هذه الأمور مجتمعة هي ما يرمز إليه برنامج القضية الفلسطينية.
السياق
كما قال أحد المعلقين مؤخرًا، “على عكس التصور السائد عن الجمود والتعثر، ففي الواقع، تمر القضية الفلسطينية بمرحلة انتقالية عميقة. ” أدى أفول “حل” الدولتين إلى انطلاق رحلة نحو نموذج جديد يوفر فيه التصنيف الرسمي لدولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها لجريمة الفصل العنصري في الأراضي الواقعة تحت سيطرتها، زخمًا متجددًا للنضال الفلسطيني سعيًا إلى إنهاء الاستعمار وتحقيق العدالة، وتحرير فلسطين. في الوقت نفسه، تكافح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى – الأونروا، أزمة مالية أخطر من أي وقت مضى في تاريخها، ما أدى إلى تصاعد دعوات التغيير، إذ أجريت في عام 2022 وحده، ثلاث دراسات تتناول مسألة الوكالة. تستحق هذه التحولات العميقة وأثارها على المدى الطويل أن تدفع بالعديد من صناع السياسات والمهتمين إلى إجراء دراسة متأنية في أوضاعها.
برنامج القضية الفلسطينية
نظرًا لمركزية قضية فلسطين في نهضة العالم العربي، وفي ظل التطورات المقلقة المتعلقة بالقدس واللاجئين الفلسطينيين في عام 2018، أطلقت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) برنامج القضية الفلسطينية، بهدف إنشاء منصة في المنطقة العالم العربي تختص بالتفكير النقدي فيما يتعلق بهذه المشاكل العالقة دون حل. يهدف البرنامج إلى دعم قضية فلسطين والفلسطينيين العادلة، انطلاقاً من منطقة الشرق الأوسط لا خارجها، ولا سيما مواجهة تراجع الاهتمام بحقوق اللاجئين الفلسطينيين غير الملباة في الخطاب السياسي السائد في المنطقة. يحقق البرنامج ما سبق من خلال زيادة الوعي والحوار، وتحليل السياسات، والتأسيس للتحالفات والانخراط في القضية الفلسطينية.
يركز البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية هي: اللاجئون الفلسطينيون، وإنهاء الاستيطان في فلسطين، والعدالة والمساءلة.
اللاجئون الفلسطينيون
في تركيزه الأولي، يواصل برنامج القضية الفلسطينية الانخراط في قضية اللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك الأزمة المتعلقة بالأونروا. بناءً على نتائج ورشتي العمل خلال عامي 2018 و2019 والعديد من موجزات السياسة التي أطلقها، سيواصل البرنامج التعامل مع الأونروا، بالإضافة إلى ممثلي الدول المضيفة والمانحين. أثار تصعيد أزمة تمويل الوكالة عددًا من الدراسات والأفكار التي تعاملت منظمة النهضة العربية (أرض) معها من خلال طلبات الحصول على المشورة والمدخلات الفنية، والتي ستشارك فيها المنظمة بشكل أكبر بعد نشرها. وفيما يتجاوز موضوع الأونروا، سيستمر البرنامج في رفع مستوى الوعي، وبناء القدرات، ودعم الحوار فيما يتعلق بوضع اللاجئين والحل العادل لمحنتهم.
إنهاء الاستيطان في فلسطين
تمر القضية الفلسطينية بمرحلة انتقالية عميقة مع أفول حل الدولتين ما أدى إلى نشوء تفكير جديد فيما يتعلق بالوضع العالق في فلسطين باعتباره نضالًا يسعى إلى إنهاء الاستيطان، والاحتلال والفصل العنصري، وتحرير فلسطين في نهاية المطاف. بناءً على عمله وجهوده حتى هذه اللحظة، سيعمل البرنامج على استكشاف الجوانب المختلفة المتعلقة بما يمكن الإشارة إليه على نطاق واسع باسم “إنهاء الاستيطان في فلسطين”، بما في ذلك إعادة صياغة لغة جديدة للتعامل مع الوضع في فلسطين وتطويرها؛ يما يعني “تخيّل” فلسطين بما يتجاوز الفصل العنصري، والاحتلال والحصار المفروض على غزة، ودعم تجديد الحركة الوطنية الفلسطينية مع التأكيد على دعم أصوات الشباب، والمزيد من النظر في عواقب التطبيع.
العدالة والمساءلة
يستمر برنامج القضية الفلسطينية في دعم المبادرات الهادفة إلى تحقيق العدالة للفلسطينيين، وتعزيز المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي، بما يشمل البحوث التي نؤدي إلى موجز قانوني حول أهمية القانون الجنائي الدولي لقضية اللاجئين وتقديم الموجز إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، للنظر فيه بوصفه جزءًا من التحقيق الجاري في حالة فلسطين، وتقديمه أيضًا إلى اللجنة المستقلة التي أُنشئت حديثًا للنظر في أحداث أيار/ مايو 2021. وسيدعم البرنامج أيضًا الجهود البحثية واستكشاف مدى جدوى التقاضي في الولايات القضائية المحلية على أساس مفهوم الولاية القضائية العالمية. يشمل العمل على هذه المسألة تطوير كل من الشراكات القائمة والجديدة مع مجموعة من المنظمات النشطة في هذا المجال.
نهجنا
يسعى برنامج القضية الفلسطينية إلى تحقيق أهدافه، بدعم فعال من الشبكة الدولية للقضية الفلسطينية، وذلك بتنفيذ الأنشطة التالية:
كيف تدعم البرنامج؟
تتمثل أفضل طريقة لتقديم الدعم إلى برنامج القضية الفلسطينية في فهم قيمه الأساسية ورسالته ومشاركتها مع الآخرين، والانضمام إلى الجهود المبذولة لدفع قضية تحقيق العدالة لفلسطين والشعب الفلسطيني. ندعو الأشخاص أو المنظمات المهتمة للمشاركة في البرنامج من خلال أنشطته التعليمية، وإجراء البحوث، ودعم شبكاته، وأخيرًا وليس آخرًا، دعم جهود منظمة النهضة العربية (أرض) في المخيم، لا سيما فيما يختص بدعم الشباب واللاجئين الأكثر ضعفًا وتأثرًا. يرحب برنامج القضية الفلسطينية بالباحثين (المبتدئين) كمتدربين في واحد أو أكثر من مشاريعه البحثية. وأخيرًا، يتوخى البرنامج إقامة شراكات مع مجموعة من المانحين للنهوض بأنشطته.
أسست منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية عام 2008 في عمان – الأردن، كمنظمة مجتمع مدني تسعى لتشكيل مشروع نهضوي عربي يسهم في مواجهة التحديات التي يواجهها العالم العربي ويبني على أهم منجزات وأفكار مشاريع النهضة العربية السابقة بهدف فتح باب المشاركة المستقبلية في صياغة إجراءات ملموسة لتحقيق التغيير والتطور المنشودين
Arab Renaissance for Democracy and Development @2024
Powered by | Blue Ray